الفقرة الأخيرة :

لا يخرقُ الثّناءُ سمعهُ , ولا ينكي الطّمعُ قلبهُ , ولا يصرفُ اللّعبُ حُكمهُ , ولا يُطلعُ الجاهل علمهُ , قوّالٌ عمّالٌ , عالمٌ حازمٌ , لا بفحّاشٍ , ولا بطيّاشٍ , وصُولٌ في غير عُنفٍ , بذُولٌ في غير سرفٍ , لا بختّالٍ و لا بغدّارٍ , ولا يقتفي أثراً , ولا يحيفُ بشراً , رفيقٌ بالخلق , ساعٍ في الأرض , عونٌ للضّعيف , غوثٌ للملهُوف , لا يهتكُ ستراً , ولا يكشفُ سرّاً , كثيرُ البلوى , قليلُ الشّكوى , إن رأى خيراً ذكرهُ , وإن عاين شرّاً سترهُ , يستُرُ العيب , ويحفظُ الغيب , ويُقيلُ العثرة , ويغفرُ الزّلّة , لا يطّلعُ على نُصحٍ فيذرهُ , ولا يدعُ جنح حيفٍ فيُصلحهُ , أمينٌ رصينٌ , تقيٌّ نقيٌّ , زكيٌّ رضيٌّ , يقبلُ العُذر , ويُجملُ الذّكر , ويُحسنُ بالنّاس الظّنّ , ويتّهمُ على العيب نفسهُ , يُحبُّ في اللّه بفقهٍ وعلمٍ , ويقطعُ في اللّه بحزمٍ وعزمٍ , لا يخرقُ به فرحٌ , ولا يطيشُ به مرحٌ , مُذكّرٌ للعالم , مُعلّمٌ للجاهل , لا يُتوقّعُ لهُ بائقةٌ , ولا يُخافُ لهُ غائلةٌ , كُلُّ سعيٍ أخلصُ عندهُ من سعيه , وكُلُّ نفسٍ أصلحُ عندهُ من نفسه , عالمٌ بعيبه , شاغلٌ بغمّه , لا يثقُ بغير ربّه , غريبٌ , وحيدٌ , جريدٌ , حزينٌ , يُحبُّ في اللّه , ويُجاهدُ في اللّه , ليتّبع رضاهُ , ولا ينتقمُ لنفسه بنفسه , ولا يُوالي في سخط ربّه , مُجالسٌ لأهل الفقر , مُصادقٌ لأهل الصّدق , مُؤازرٌ لأهل الحقّ , عونٌ للقريب , أبٌ لليتيم , بعلٌ للأرملة , حفيٌّ بأهل المسكنة , مرجُوٌّ لكُلّ كريهةٍ , مأمُولٌ لكُلّ شدّةٍ , هشّاشٌ بشّاشٌ , لا بعبّاسٍ ولا بجسّاسٍ , صليبٌ كظّامٌ بسّامٌ , دقيقُ النّظر , عظيمُ الحذر , لا يجهلُ و إن جُهل عليه , يحلُمُ لا يبخلُ و إن بُخل عليه , صبر عقل .

آه ما أحوجنا إليك أيها المؤمن والأخ والصديق والشريك والموظف ! ما احوجنا إليك سيدي ومولاي فقد ملأت الأرض ظلما وجورا وأصبحنا نعيش في عالم تملأه الفتن وربما لا يعرف أي من أي , عالم تقوده الذئاب والثعالب وتسرح بينهما الأفاعي المتلونة ولا خلاص لنا مما نحن فيه إلا بالعجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث اللهم عجل فرج وليك المسمى باسم نبيك صلواتك عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين .

وقبل الختام أوصي نفسي وأهلي وولدي ومن بلغه مقالي بأنه لو وفق بعونه تعالى والتقى من يتصف بالصفات الحميدة عليه أن لا يجهل قدره ، لئلا يبتلى بفقده وأن يبذل كل ما يملك من اجل تحقيق ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .