حين تُسدل شمس الشتاء خيوط أشعتها الذهبية..وحين تُلقي بظلال ألونها الصفرواية على جبين حبيبتي وهي تنظر أفولها..وحين تجلسُ فتاتي على صخرة البحر الكئيبة...فتسمعُ تلاطم الأمواج وكأنها تعزف سمفونية الوحدة..سمفونية العشق...سمفوينة الغروب الحزين تنظرُ فتاتي للآفق المتلثم بحمرةٍ خمرية....بصمتٍ تذرف حبيبتي دموعها ولا تدري ما سر بكائها أهو منظر الغروب أم وحدتها النفسية..... قد يكون منظر الغروب..لأنهُ يعكس غروب قلبها وإشتياقها ويعكس ظلمة وحدتها وسر عذابها....يعكس قصة حبها التي تنتهي مع كل غروب....تمسح دموعها وتترك الشاطىء بعدما حل الظلام لكن تثقالُ خطواتها يأخذها مرة أخرى للبحر وكأنها تريدُ الإنتحار وتريدُ أن تعرف ما سر توحش البحر بعدما ينتهي الغروب...ولماذا البحر يلبس الحزن سوادٍ يدثره في المنام...كادت أن ترمي بروحها في سواد البحر اللعين بعدما سيطر الخوف عليها....بعدما خانتها كل الدنيا......بعدما هجرها كل من يحبها.....
لكن تسارع نبضات قلبها كانت تُرشدها ومن فعلتها تحذرها.. فكانت تقول لها بأن إيمانها وحبها لله أكبر من أي شيء أقوى من كل الصرعات التي تدور في قلبها وكانت تلك النبضات تذكرها أن الحياة لم تنتهي بعد...ولا يزالُ في الآفقِ آمل جديد....رجعت للوراء.....رفعت كفياها للسماء وقالت:
الهي عفوك حين نسيتك وأنت مني قريب......الهي أغفر وأعطني القوة على مواصلة الطريق...
وبعيون ملئها الحب والإيمان غادرة الشاطىء معلنةٍ مواصلة الحياة فما حدث اليوم ما هو إلا أمتحانٌ وابتلاء...وأنها أنتصرت...وكلها أمل في أن تواصل الأنتصار في كل لحظات الغروب القادمة..
المفضلات