تحذير :
أخي وأختي القارئة .. إذا شرقت وشككت بهذه الأرقام حول المسافات والأبعاد والأحجام للسماء الدنيا .. وخالجتك الظنون أن ما سلف مبالغ فيه وربما مخالف للواقع .. ننصحك ألا تكمل قرأة المقال فحتماً لن يُسعفك عقلك وخيالك للتدبر في خلق الله { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ }
لنقفز وندع نجوم مجرتنا مجرة التبانة Milky way ( وهي بالملايين أنظر الشكل ) ونرى ( من ) أقرب المجرات لنا وهي مجرة المرأة المسلسلةAndromeda Galaxy المجرة الوحيدة المشاهدة بالعين المجردة .. وتبعد عن نظامنا الشمسي حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية .. بعبارة أخرى أنت تشاهد حدثاً في الماضي البعيد .. حدث قبل 2.5 مليون سنة وسار بسرعة الضوء ليقطع مسافة قدرها 2365000000000000000 0000000 كم أي 23 كدريليون كم ( أي مليار مليون مليار كم )
مجرة التبانة كما تخيلها العلماء بناءاً على معطيات رقمية راديوية
وهذه المسافة التي يطيش العقل بها لا تمثل إلا جارة قريبة لمجرتنا فكيف إذا تحدثنا عن مجرات تبعد عنا بليون سنة ضوئية كما اكتشفها مرصد The Gemini South Telescope في شيلي حيث يستغرق الضوء مسافراً من تلك المجرة حتى يصل إلينا بليون سنة ليقطع مسافة 9460000000000000000 000000000 كم أي ألف كدريليون كم ( أي ألف مليار مليون مليار كم ) سبحانه { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } .. فلا إله إلا الله والله أكبر .. اللهم إني أُشهد كل من قرأ هذه السطور أني آمنت بالله رباً .. وبالإسلام ديناً .. وبمحمد رسولاً ونبياً .. وأن عليا ولى الله وان السموات السبع حق فاحشرني مع المؤمنين
فسبحان من له { مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } فهذه الأبعاد الفلكية لا تمثل إلا جانباً من المسافات البينية بيننا وبين المجرات التي تعج بها السماء الدنيا حيث يقدر علماء الفلك عددها حوالي 100 بليون مجرة تسبح في بحر ( السماء الدني ) قال تعالى { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ } هذه السماء الدنيا فكيف بالسماء الثانية وما فوقها، هذا جانب ومن جانب آخر السماء تنتفخ وتتسع منذ خلقت { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }.
ومزيداً في الإيضاح لمن ضاقت به الأرقام والأحجام والمسافات فعجز أن يتصورها وحتى أن يتخيلها .. لنفترض أن المسافة بين كوكب الأرض والقمر ( 381706 كم ) تعادل ( جدل ) المسافة بين عينيك اليمنى واليسرى ( 10 سم ) فإن المسافة بيننا وبين الشمس ستصبح 39م .. والمسافة بيننا وبين كوكب بلوتو 1.5كم .. بينما بيننا وبين اقرب نجم إلينا 10508192169كم فما بالك بما هو أبعد من ذلك؟
وعود على بدء قصة المعراج العجيبة بأي سرعة حدثت ؟؟ .. تدبر معي الإعجاز الإلهي في ضوء ما سلف .. فلو كانت رحلة المعراج بأقصى سرعة عرفها البشر وهي سرعة الضوء لاستغرقت رحلة المعراج 440 سنة لبلوغ نجم الثريا فقط ! .. فإن أرادو زيارة مجرة
المرأة المسلسة لاستغرقت الرحلة 2.5 مليون سنة ليبلغوها!! .. فكيف إذا سافروا إلى أبعد ما يبصرون عبر التلسكوبات من مجرات بعيدة لاحتاج الأمر إلى بليون سنة!! . فكيف إذا سافروا إلى ما لايبصرون !! .. { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ } .. والعلم والعلماء لا يعلمون حدود وأطراف السماء الدنيا فضلاً عن غيرها وبالتالي لا يعلمون عن بعد السماء الثانية كيف هو؟ .. فإذا العلماء وقفوا حائرين مما أبصروه في آفاقهم الدنيا فكيف الحال في ما لم يبصروه في السماء الثانية وما فوقها .. أي بُعد نتحدث عنه؟ وأي سنين يحتاجه الضوء ليصل إلينا وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ }.
السؤال الكبير الذي يكمن فيه التفكر والتدبر والتأمل في خلق الله عز وجل بأي سرعة عُرج به ؟ .. حتى تجاوز السماء الدنيا بأقمارها وكواكبها ونجومها ومجراتها وسدمها وما نعلم وما لانعلم من خلق الله فيها !! .. بأي سرعة مذهلة معجزة اختصرت بلايين السنين في لاحظات كلمح البصر وإذا به عند أبيه آدم عليه السلام في السماء الدنيا! وبلمح البصر وإذا المصطفى في السماء الثانية عند أخيه عيسى ويحي عليهم السلام .. ولحظات ليقطع السماء الثانية إلى الثالثة عند أخيه يوسف عليه السلام !! .. وهكذا حتى وصل إلى السماء السابعة عند أبيه إبراهيم عليهما السلام.
الله أكبر .. وصل الحبيب المصطفى إلى نقطة كونية لم يبلغها بشر من قبله . وسار بسرعات وقطع مسافات لا تستوعبها العقول البشرية ولا حتى الآلية .. فلا يصلح معها وحدة قياس مسافة ولا سرعة والأمر كله بيد الله
الله أكبر بأي سرعة عُرج بحبيبنا ؟ .. فلا سرعة الضوء تجدي ولا سرعة تباعد المجرات عن بعضها يغني .. ولكنها سرعة من يقول للشئ كن فيكون .. إنها سرعة من يدبر الأمر في السموات والأرض .. إنها سرعة تتوقف كل النواميس الطبيعية أمامها وتتلاشى كل المعادلات الرياضية حيالها! .. بأي سرعة عُرج بحبيبنا ؟ .. إنها سرعة { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } .. ثم لما بلغ المصطفى السماء السابعة واطلع على البيت المعمور في السماء السابعة أُذن له أن يرقى ويصعد إلى مكان قُصر عليه وحده دون جبيريل { لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَ } .. خرج عن حدود ونطاق الكون الدنيوي المحكوم بنواميس دنيوية خرج إلى عالم آخر لم يطّلع عليه أحد من البشر قاطبة . فإلى أين وصل ؟ .. وإلى أي إرتفاع بلغ ؟ .. وماذا حدث ؟ .. تلك قصة قد خلت من قبلها قصص ولكن ليس لمثلها قصة.
منقووول من ايميلى
المفضلات