التكملة ...

لتجيب العمة زهرة : بالواقع منذ مدة طويلة جدا , فقد ولدت هنا , وحتى يومك هذا أعيش هنا

أخذت سلوى بعض الحبوب من السلة القريبة من العمة زهرة وأخذت تطعم الحمام وهي تقول : ومرسي ماذا تعرفين عنه وعن والديه

لتتنهد زهرة وتقول : والدته ليرحمها الله فقد ماتت موتةً بشعة

استمرت سلوى بإطعام الحمام وهي تقول : كيف ذلك

لتجيب زهرة : لقد انتحرت

لتفزع سلوى : انتحرت وكيف ذلك

صمتت زهرة ثم قالت : بالحقيقة لا أذكر جيدا , ولكني كنت اسمعهم يقولون بأنها ماتت غرقا بعد أن رمت نفسها لأمواج البحر

لكن تحليل الشرطة يقول بأن هناك آثار على رقبتها جراء محاولة أحدهم خنقها , مع ذلك فهي ماتت غرقا وليس خنقا

صمتت سلوى وقد شعرت بدوار

فغادرت مسرعة وهي تقول : أوه لقد تذكرت أمرا , وداعا الآن

وقفت سلوى عند ذلك المنزل

وجلست تفكر , تلك الحادثة حدثت منذ زمن بعيد ولابد إن مرسي كان عندها طفلا

ربما شاهد تلك الحادثة

نعم شاهد والدته تقتل

فربما بعدما حاول القاتل خنقها أغمي عليها فوجد بأن تلك فرصة جيدة فأخذها ليرميها في البحر فماتت غرقا

ولكن مرسي شاهد القاتل وهو يقوم بخنقها

لذلك كتب تلك الكلمات

وأخرجت الورقة من جيبها وجلست تتأمل فيها

ثم أعادتها وهي تشعر بالنصر

....................

حاولت بعد ذلك سلوى الاتصال بمرسي لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل

فقررت بأنه ستعود لمنزله أو بالأصح غرفته غداً

.....................

في اليوم التالي استيقظت سلوى منذ الصباح المبكر

وتناولت فطورها

ثم أخذت الجريدة لتقرأها

وأخذت تقلبها حتى فوجئت بالخبر

انتحار شاب في الثالثة والعشرين من العمر

فأخذت سلوى تتأمل صورة الشاب إنه مرسي

وتابعت القراءة وهي غير مصدقة

وقد وجد إلى جانب الجثة ورقة كُتب عليها

قتلت نفسي لكي لا أقتل أحداً

....................

أغلقت سلوى الجريدة وهي تشعر بالحزن لحال مرسي فقد أوشكت على مساعدته

فمرسي لم يدرك أنه كان يحاول تقليد ذلك القاتل الذي رآه يخنق أمه

فعقله الباطن يريد أن يستيقظ ويذكره بالقاتل

عن طريق تجسيد ذلك المشهد وهذا مالم يدركه مرسي

إنتهت



دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة