مناجاة الإمام الرضا (ع)
سيدى يا ابا الجواد و يابن ***** الخير و يا مناط الرجاء
يا مقيما بقلب كل محب ***** رغم أن المدى بعيد نائي
يابن اصلاب من اعز رجال ***** و ابن ارحام من اعف نساء
يابن بيت به مهابط جبريل ***** و محراب سيد الأنبياء
يا اماما من الأئمة فى عقد ***** زهي في فرائد عصماء
حملتني الآمال نحوك أرجو ***** أن تذاد الضراء بالسراء
و الثرى إن ألح جدب عليه ***** وجه الوجه ضارعا للسماء
سيدى إننى إبنكم و لو انى ***** لست أرقى لمستوى الإنتماء
بيد أن الأبناء لن يعدموا ***** العطف برغم العقوق للآباء
مد كفيك يابن فاطم و امسح ***** عنقي بالشفاء من شر داء
و لتكن هذه يد من أياد ***** غمرتني بالفضل و الآلاء
سيدى إنكم مزاج تلاقى ***** عنده الأنبياء بالأوصياء
فتسامى الإبداع في نطفة ***** أمشاج أهدت للكون أهل الكساء
الميامين و الذين إليهم ***** تأدى غايتى و ابتدائى
أسرار الحج
يا أُم براق عليك السلام ***** دام لكِ الايمان والالتزام
السعي مشكور لوادي منى ***** والحج مبرور لبيتٍ حرام
نزلتِ بيتَ الله ضيفاً على ***** أغنى خوانٍ حاشدٍ بالطعام
وذقتِ للنبع المُذال الذي ***** من ذاقه يبرد منه الأوام
وجُلتِ في رحاب ربّ بها ***** مغفرة ل كلّ هذي الأنام
يا أُم برّاق وبالحج من ***** أسراره مالا يحدُّ الكلام
فهل رأيتِ الله في بيته ***** وهل لمحت الغيث خلف الغمام
وهل تسمَّمعتِ إِلى نغمة ***** لم تسبِ إِلا أُذُنَ المستهام
هل ذقتِ صهباءً حسى صفوها ***** الفارض والخيَّام وابن الهمام
غابوا بما ذاقوه من نشوةٍ ***** فيها فهم لللآن صرعى نيام
ولامست أوتارهم فالتفت ***** أرواحهم بألف عودٍ وجام
هذا هو الحج وما بعده ***** أغمار ترتاد مِنى في زحام
تحسب أنَّ الحج طوفٌ على مربَّع أو جولة في مقام
وأنتِ قيثار سمعناه في ***** ألحانه يسكر شدوَ الحمام
فترجمي ما سكب الحج في ***** روحك من مَوسقةٍ أو مدام
فأجابت السيدة نازك الملائكة بالابيات الاتية:
مولاي شكراً وعليك السلام ***** شعرك ورد وسواقي غمام
ندّيت حقلي من شذى ساقياً ***** لي قلماً عطشان صلّى وصام
هنّأتني بالحج حجي رؤىً ***** روحيّة ونجمة في ظلام
والله في قلبي تعريشة ***** ***** والله نبع مغدق وابتسام
لا أنا مم ن قدّسوا صخرة ***** ولا أنا ممّن جثوا للرُخام
إنّي لمست في منى دفقةً ***** من مطِ الله ترشُّ الخيام
أحسست وجه الله أغماءةً ***** أغيب فيها ويغيب الزُحام
فلا أعي إلا ذرى فمة ***** ***** مذاقها سعي شذاها أستلام
صلّيت ناجيتُ سرت رعشة ***** في أدمعي في شفتي في العظام
ناديت ربّ الورد إنّ الشذى ***** يرعاه فلاحون غرقى نيام
فالورد مجروح وألوانه ***** دم يسيل والروابي حطام
والوحش حزّت قدماه الرُبى ***** غمّس قيثارتنا في الرّغام
أبا سمير حقلنا غاضب ***** شفاهه عصف وجوع أنتقام
ألوانه منفجرات لظى ; ***** أشجاره زوبعة وأضطرام
والمسجد الاقصى صدى شاحب ***** مخلخل المنبر خاوي المقام
نما على محرابه طحلب ***** وأنغرست في جانحيه السهام
خاوٍ ويعوي في حماه الصدى ***** لا راكع لا خطبة لا إمام
إن لم نقاتل حجّنا باهت ***** وجمعنا في السعي محض أزدحام
وقوفنا في عرفات سدّى ***** وشعرنا الحلو كلام كلام
فلسطين
فلسطينُ لا ذكرتنا الحياةُ إذا ما نسينا رؤىً تألقُ
رؤىً هي إن خطرت بالخيالِ أضاءَ الخيال بها رونقُ
تفجّر خيراتها لليهود ومِنْ حولها أهلها ترمقُ
مشرّدةً للطى والذبولِ وللنائباتِ وما تطرقُ
ونطقُ الأسى في عيونِ الصغارِ وإن لم يقولوا ، ولم ينطقوا
وأسئلةٌ في شفاه الصبي لأمٍّ بعبرتها تخنقُ
تلهّب أضلاعها إذ يقول اُمّاه ، أينَ أبي المشفقُ ؟
وأين أخي ؟ ووالداتي ؟ وأينَ ملاعبُ داري ؟ التي أعشقُ
لماذا أنامُ بهذي الخيام وخدّي على الترب لا يرفقُ
واُمّي بجَنْبي تنثّ الدماءُ من صدرها ، وأخي يشهقُ
وأأكل من كسر المحسنينَ وأرضِيَ خيراتُها تغدقُ
لماذا يسموننا اللاجئين أليسَ لنا وطَنٌ مسبقُ
أبي كم نشدت الكرى أن أراك ولكن عَيني أبي تأرقُ
تعال أبي ويذوب الصبي وعيناهُ بالدمعِ تغرورقُ
أمتي
أُمّتي أرستِ الخطوبُ السودُ *** فأقرعيها ، ولا يلنْ لكِ عودُ
وانتشي باللظى فما برحَ الكأس *** خلياً من اللظى يستزيدُ
وانْشِقي من دخانِهِ فدخانُ *** النار في رحمةِ المعامعِ عودُ
إنّه الأثمدُ المحبّبُ لم تكحل *** من مثله العيونُ السودُ
إنّه والحرابُ محمومة الطعن *** خضوبٌ من الدما تغريدُ
والجباهُ السمراءُ تستشرف الطعن*** كما استشرف الهوى معمودُ
أنت بين اثنتين إمّا وجودٌ *** يتحدّى الفنا وإمّا لحودُ
معلقة بغداد
لغد سخيِّ الفتح ما نتجمعُ .....ومدى كريم العيش ما نتوقع
يامهرجان الشعر عبئك مجهد.....فإذا نهضتَ به فإنك اروع
أنا نريدك والأماني جسدت ..... بك رائدا يبني وفكرا يبدع
أنا إن شدا بك مزهري فلأنك.....اللحن المحبب والنشيد الأروع
ولأن اهدافا توحد أو دما ..... غمر العروق قرابة لا تقطع
بالأمس والحقد اللئيم يسومنا .....فيجف في يده الأغض الأينع
فابعث بروح منك في تلعاتنا .....لترف مجدبة ويورق بلقع
لسنا بمعهود على أبعادنا ..... يبس فدنيانا الربيع الممرع
.....
قدنا الفتوح فما تشكى وطأنا ..... فكر ولا دين ولا من يتبع
حتى الرقيق تواضعت احسابنا .....كرما فأوليناه ما لا يطمع
عفوا إذا جمح الخيال فلم أجيء ..... للأمس أمري الضرع او استرضع
لكنها صور جلوت ليرسم ال ..... فجر المشرف والأصيل المفجع
..........
بغداد يازهو الربيع على الربى.....بالعطر تعبق والسنا تتلفع
يا ألف ليلة ما تزال طيوفها ..... سمرا على شطآن دجلة يمتع
يالحن معبد والقيان عيونها.....وصل كما شاء الهوى وتمنع
بغداد يومك لا يزال كأمسه ..... صورا على طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيم بجانب وبجانب..... يطغى الشقا فمرفَّهٌ ومضيَّع
في القصر اغنية على شفة الهوى.....والكوخ دمع في المحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرَّع ..... وبجنب زق ابي نواس صرع
ويد تكبَّل وهي مما يفتدى ..... ويد تقبَّل وهي مما يقطع
ويصان ذاك لأنه من معشر..... ويضام ذاك لأنه لا يركع
كبرت مفارقة يمثل دورها .....باسم العروبة والعروبة ارفع
عدنا وبعض للسفين حباله ..... والبعض حصته السفينة اجمع
ومشت تصنفنا يد مسمومة ..... متسنن هذا وذا متشيع
ياقاصدي قتل الأخوة بيننا ..... لموا الشباك فطيرنا لا يخدع
فتبيني هذي المهازل واحذري ..... من مثلها فوراء ذلك اصبع
وإذا لمحت على طريقك عتمة ..... وستلمحين لأن دربك أسفع
شدّي وهزّي الليل في جبروته ..... وبعهدتي ان الكواكب تطلع
لا تشتمن الخطب او تبكي له ..... فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع
فالمجد يحتقر الجبان لأنه .....شرب الصدا وعلى يديه المنبع
وتوق ارقمها فلست بواجد ..... صلا على طول المدى لا يلسع
عاشق الظلام
عشقتُ الدجى لا كافراً بضيائي ***** ولا لاعدَّ النجم من ندمائي
ولا اُنشدُ الإلهام فيه فلم تعد ***** مجال الخيال الخِصب ذات عطاء
ولكن عشقت الليل يُؤنس وحشتي ***** ويستر أحزاني عن الرقباء
وأرسل أحزاناً وِضاءاً طليقةً ***** تحررن من قيد وضغط وعاءِ
تعودن يشربن الاباء بشاهق ***** وما اعتدن غير النجم من قرناءِ
أقافلتي قد أوحشَ الدرب والتوى ***** ولم يبقَ عندي فيهِ من رفقاءِ
وعهدي به درب الكرام إذا به ***** ويا لشجوني مسلكُ السفهاءِ
من الحاسبين المجد أن يأكلوا على ***** موائد سحت في حمى الاُمراءِ
وأن يتقنوا رقص القرود ويُحسنوا ***** نشيد الثنا في جوقة الأجواء
إذا عادَ فنّ الزيف فنّاً وحنكةً ***** فماذا يكون الصدق غير هراء
أعاذلتي هل في الحياة بقيةٌ ***** تُمدُّ إليها العين دونَ قذاء
وهل من طموح الكبرياء بأنّها ***** تزاحم تجار الخنوع بماء
حلالٌ له كلّ الحرام لغيره ***** ومن لم يُطعه فهو من عملاءِ
يرى أنّه الفذّ العظيم وأنّه ***** لرعي نعاج لا يليق وشاءِ
وكيف يسوس الناس أرعنُ تافهٌ ***** وكيف يُداوى الجهل بالجهلاء
مأساة بلاد
قالوا بأنّ الشعر لهو مرفَّه ***** وسبيل مرتزق به يتذرّع
وإذا تسامينا به فهو الصدى ***** للنفس يلبس ما تريد ويخلع
أن تطرب الأرواح فهو غناؤها ***** وإذا شجاها الحزن فهو الأدمع
فذروه حيث يعيش غريداً على ***** فَنَن وملتاعاً يئنّ فيوجع
لا تطلبوا منه فما هو بالذي ***** يبني ويهدم أو يضرُّ وينفع
أكبرت دور الشعر عمّا صوّروا ***** وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا
فالشعر أجّج الف نار وانبرى ***** يلوي اُنوف الظالمين ويجدع
لو شاء صاغ النجم عقداً ناصعاً ***** يزهو به عنق أرقّ وأنصع
أو شاءَ ردَّ الرمل من نفحاته ***** خضلاً بأنفاس الشذى يتضوّع
أو شاء ردَّ الليل في أسماره ***** واحات نور تستشفّ وتلمع
أو شاء قاد من الشعوب كتائباً ***** يعنو لها من كلّ اُفق مطلع
أنا لا اُريد الشعر إنجدَّت بنا ***** نوبٌ يخلّى ما عناه ويقبع
أو أن يوش الكأس في سمر الهوى ***** ليضاء ليل المترفين فيسطع
بغداد يا زهو الربيع على الرُّبى ***** بالعطر تعبق والسَّنا تتلفَّع
يا ألف ليلة ما تزال طيوفها ***** سَمَراً على شطآن دجلة يمتع
يا لحن ( معبد ) والقيان عيونها ***** وصلٌ كما شاء الهوء وتمنُّع
بغداد يومك لا يزال كأمسه ***** صوَرٌ على طرفَي نقيض تُجمع
يطغى النَّعيم بجانب وبجانب ***** يطغَى الشِّقا فمرفَّهٌ ومضيّع
في القصر اُغنية على شفةِ الهوى ***** والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع
ومن الطّوى جنب البيادر صرَّع ***** وبجنب زق أبي نؤاس صرَّع
ويد تُكبَّل وهي ممّا يُفتدى ***** ويد تُقبَّل وهي ممّا يُقطع
وبراءة بيد الطّغاة مهانة ***** ودناءة بيد المبرِّر تصنع
ويصان ذاك لأنّه من معشر ***** ويضام ذاك لأنّه لا يركع
كبرت مفارقة يمثّل دورُها ***** باسم العروبةِ والعروبةُ أرفع
سماسرة الحرب
ملأتم رباع الأرض بالنوح والندب ***** كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب
فأين عصور هذبت من غرائز وسارت مع الإنسان من أوّل الدرب
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** دعوها لردّ الحقّ والوطن المسبي
وليست دمانا سلعة تشترونها ***** وما للدما أثمان عند ذوي اللب
لقد بعتم قدس الدماء وطهرها ***** ببخس من الأثمان يا أخوة الذئب
وألقيتم من أجل دنياً خسيسة ***** وحفنة نقط الفَ يوسف في الجب
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** أفيكم قلوب أم خلقتم بلا قلب
ومن أجل ماذا ؟ هل هناك ( قضيّة ) ***** تراد ويضرى دونها المرء للذب
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** ففي السلم ما يغني عن المركب الصعب
وفي السلم كسب من حلال فجرّبوا ***** بأن تتركوا من لعبةِ الدَّم والغصب
إذا كان عمر المرء رحلة عابر ***** ويحوي جناه غيره فلمن يجبي
ملأتم رباع الأرض من علق الدِّما ***** وأوْلى بكم أن تغمروها من الخصب
زرعتم بأشلاء الشباب حقولنا ***** وكان المنى أن تزرعوهنّ بالحَبّ
سلبتم من الأطفال ضحك ثغورهم ***** فأحزنتم من كان طهراً بلا ذهب
أفيضوا على الأطفال دفئاً وهدهدوا ***** نفوسهم بالحلو والسائغ العذب
فياربِّ ألهمنا السلام وأمنه ***** ويا ربّ ذد عنّا دهاقنة الرعب
على كذا خلصت وسالكم الدعاء
المفضلات