جاثم على صدري ذلك الهم الوحشي ...
لبس جلبابه ودخل في أعماقي ...
سار في دمائي...
أصبح جزء مني وأصبحت جزأ منه...
خفق قلبي عندما رأي ذلك الجلباب القاتم..
أيها الوحش القادم...
كيف تسللت الى محيط نفسي ؟...
وكيف استطعت أن تغلبها؟...
وكيف استطعت أن تتربع في أعماقي ؟...
ولماذا جئتني؟!!
لماذا أنا بالذات؟!
هل لأانك وجدت فيّ براءة كبياض الثلج؟!
أم لانك وجدت فيّ حبا رقيقا حسبته ضعفا؟!
أم لانك وجدتني ضعيفا لا أملك القرار ؟!
ولا أستطيع أن أمسك بزمام الأمور ..
حتى نفسي لا أستطيع أن اسيطر عليها..
أني احترت فيك أيها الوحش السوداوي ..
كما احترت في نفسي ..كلاكما محير
فأنت أخترتني ونفسي استسلمت...
ولكني احسب انك اخترتني لأني كالقشة في أعماق المحيط..
وكالورقة الذابلة في فصل الخريف ..
وكقطرة ماء لا تطفيء ظمأ شاربها..
وكحبة رمل لا يمكن أن تبني بيتا ..
وكعود يابس هش يتفتت في يد من يمسك به..
نعم !!
أنت اخترتني لاني اضعف من الضعف ذاته ,اصغر من كل صغير
وأتفه من البعوضه الحقيرة ..
أنا الآن سأعلن التحدي ..
سأواجه هذا الوحش ..
وسأنزع عنه جلبابه ..
وسأحطم سيوفه وسهامه ..
وأقضي على جيوشه الجرارة التي تزحف في دمي ..
سأطيح بها واحدا تلو الاخر ..
سأثور في وجهها كالبركان ..
سأعلن عليها غضبي وجبروتي الكامن ...
سأدمر الوحش باسطوله وجيوشه..
وأنتزعه من دمي كي يصبح لون دمي كما عهدته بلونه الأحمر ..
بعد أن غلب عليه سواد الوحش ..
الذي أتى من شريعة الغاب وتسلل حتى سيطر .
سأعيد لنفسي حريتها
وأعيد لدمي لونه الطبيعي ..
وأعيد لروحي استقرارها وأمنها
واعيد لقلبي اطمئنانه وبهجته وراحته
ولن تعيش الوحوش السوداء في جسدي
لاني استعدت انسانيتي وقوتي
ولأني عرفت أن الحياة لن تكون الا للقوي
ولن تكون الا لمن يحمل روح التحدي
ويحمل سلاحه لكل وحش يتسلل أعماقه
عندها سيكون انسانا يقوى على مواجهة الحياة ..
المفضلات