الخميس27شوال
إن الذي يريد الذهاب لأمير من أمراء الدنيا، فإنه يحاول الاستعداد النفسي والبدني قبل ذلك بفترة، لئلا يتفاجأ باللقاء من دون استعداد مسبق.. أليست ليلة الجمعة ونهارها، فرصة اللقاء مع سلطان الوجود، أولا يتحتم على العاقل أن يكون مستعدا لهذا اللقاء المصيري الذى ثمرته إما: المصالحة، وإما العطايا الوافرة، أو كليهما؟..
حــكـمـة هذا اليـــوم:
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطّفه بها ، أو قضى له حاجة ، أو فرّج عنه كربة ، لم تزل الرحمة ظلاً عليه مجدولاً ما كان في ذلك من النظر في حاجته ،
ثم قال : ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمناً ؟.. لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم ..
ألا أنبئكم من المسلم ؟.. من سلم الناس من يده ولسانه ..
ألا أنبئكم بالمهاجر؟.. من هجر السيئات وما حرّم الله عليه ، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله بها ، أو لطمه لطمة أو أتى إليه أمراً يكرهه ، لعنته الملائكة حتى يُرضيه من حقه ويتوب ويستغفر . فإياكم والعجلة إلى أحد !.. فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون ، وعليكم بالأناة واللين ، والتسّرع من سلاح الشياطين ، وما من شيء أحب إلى الله من الأناة واللين.
ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم:
سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : { إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما } ، فقال (عليه السلام) : الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمةٌ ، ومن الملائكة تزكيةٌ ، ومن الناس دعاءٌ ، وأما قوله عزّ وجلّ : { وسلّموا تسليما } فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه ..
فقلت له : فكيف نصلي على محمد وآله ؟.. قال: تقولون : " صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته "
فقلت : فما ثواب مَن صلّى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟.. قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته أمه !..
روي عن الصادق (عليه السلام) : أثقل ما يُوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته .
يَوْمُ الْخَميسِ
وَهُو يَوم الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه ; فقل في زيارته :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْـمُؤْمِنينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ اَنَا مَوْلىً لَكَ وَلاِلِ بَيْتِكَ وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَميسِ وَاَنـَا ضَيْفُكَ فيهِ وَمُسْتَجيرٌ بِكَ فيهِ فَاَحْسِنْ ضيافتي واِجارَتي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ .
المفضلات