بيت بو خليفة
===================
بوخليفة منخش في زواية بالحديقة برة البيت و يشرب قـدو ...
ولده مصطفى كان يدور عليه ولما ما شافه داخل البيت عرف ان اكيد رد يدخن و راح له يدوره بالحديقة ..
بوخليفة كان مستانس و مقيد راسه و الجو عنده عجيب .. مسكين كان مستانس على روحه و يحسب ان ولده ما بيجكه واهو يشرب هنـي << يحسب نفسه لابس طاقية الأخفـى
وتوه يطلع نفس الدخاان إلا ولده يناديه ..
مصطفى: ابـــووويـه انت هني؟؟؟؟؟؟؟؟
و يكح يكح بو خليفة لانه اخترع من صوت مصطفى وانحشر الدخان في حلقه اونه انكشف مكانه
بوخليفة: حسبي الله على بليسك جي خرعتني بغيت اروح فيها .. تنحنح قول شي بالاول ..شِحالك يوبا او شي ..
مصطفى: شحــالك يبة؟؟
بوخليفة: الحمد لله .. تمللت لروحي قلت اجي اقيل بالحديقة .. والجو فنان هنا ..
مصطفى: تقيّل .. شايفك شوفة العين وجاكك وانت تدخن و بعد تقول لي تقيّل ..!!
بوخليفة: تقصد القدو .. لا بس إلا ابي اجربه..
مصطفى: والله موب زين لك يا ابويه ... عشان صحتك ..
بوخليفة: انا ادرى بصحتي منك ..
مصطفى: يعني هالحين التدخين زين لصحتك؟؟
بوخليفة بحزن:على الأقل عشان يفكك من عبالي .. و ترتاح مني بسرعة..
مصطفى بزعل: هذي رمسة تقولها ابويـه.. ما هقيتها منك .. هذا شي بسيط ولا ما يسوى جدام اللي سويته لي .. انت ربيتني وعلمتني و خليتني ريال .. والحين تبي تكسر قلبي و خاطري و تقول لي هالرمسة عشان ابي ارد لك شوية من جمايلك اللي لو اعيش طول حياتي ماقدر اوفي لك حقك فيها .. انا صحتك عندي بالدنيا .. واني اشوفك مرتاح و متونس غاية منيتي ..
بوخليفة وعيونه انغرقت من الدموع: انا صج عندي من العيال ماشاء الله .. ولكن وربي ما عندي بهالدنيا واحد منهم يسواك .. الله يرضى عليك و يوفقك دنيـا و آخرة ..
ويبوس مصطفى ابوه على راسـه
مصطفى: مابيك تزعلني منك بهالرمسة مرة ثانية ...
بوخليفة: شسوي يا ولدي الدنيا ضايقة فيني .. وانت اما بالجامعة او في الشغل .. وانا هني مجابل التلفزيون ويا هالقنوات اللي كلها اغاني و فسق و اشياء مافهم لها ...
مصطفى: طيب ليش ما تروح لبو فهد ؟؟
بوخليفة: بو فهد في المزرعة من امـس ..
مصطفى: شرايك نزوجك ابويـه؟
بوخليفة: اتطعبز عليّ خسك الله .. عنلاتك
مصطفى: لا ليش .. والله ارمس من جــد؟؟
بوخليفة: شو من جد بعد .. انا اللي جـد و عيال عيالي اطول عني ..
مصطفى: و شو فيها .. اكبر منك و يتزوجون .. منها حرمـة تونسك بالبيت و تدير بالها عليك ...
بوخليفة: انت اللي تزوج ولا تدير بالك فيني
مصطفى: يبه ترى ارمس من صجي .. اصلاً منو تلقى واحد بحلاتك و خفة دمك وماتذوب في هواك؟؟
بوخليفة: واا بويه عليك .. شو تذوب ما تذوب بعد
مصطفى:هههههههه
بوخليفة: انت شايف وحده تناسبني؟؟
مصطفى: هـاا ابويه!! شكل طاري العرس ياب راسك
بوخليفة: عنلاتك .. انت اللي تقول الحين هب انا ..
مصطفى: وانا للحين عند كلامـي .. تعال الحينه نسير داخل البيت اشوف الجو صار حر ازود..
وسارو لداخل البيت لكنهم جلسوا بالديوانيـة
الدينوانية كبيرة وايد وصايرة عن 3 غرف ببعض ومعاها مطبخ صغير و تواليـت..كانت على مستوى و راقيـة .. وفيها التلفزيون الكبير و شاشة كأنها شاشه السينما كم كبرها .. و طبعا الستلايت و الفيديو ... حتى ستيرو كبير ... مصطفى عملها مخصوص عشان ابوه .. وموفر فيها كل الوسائل الترفية و الراحة ..
مصطفى يحـب ابوه .. امـه صفية الله يرحمها على الرغم من الظلم اللي شافته من عيال زوجها.. ولكنها كانت صابرة عليهم و تعتبرهم شراة عيالها .. مصطفى اهو الاخو الوحيد اللي امـه تختلف عن ام اخونه.. ابوه ما كان يفرق في معاملته مع عياله و كلهم يلاقون الدلال نفسـه .. ولكن دلال عياله الكبار ما ثمر فيهم وانقلب على ابوه رادي .. اما مصطفى خزيت العين عنه .. امه غرست فيه حب ابوه و حب الأهل .. لانها كانت مقطوعة من شجرة و عندها من المال و الخير الكثير اللي ورثته له بعد ما توفت.. امـه علمته ان الفلوس من غير اهل وعزوة ما لها قيمة و اثمرت مجهودها بثمرة "مصطفى" البار بوالدينه ...
بوخليفة:ها ابويه .. شو عن العرس ؟؟
مصطفى:هممم .. هههههه تبي ادور لك عروس وإلا بتدور لنفسك؟؟
بوخليفة: طاع هذا .. انا اقصدك انت !!
مصطفى: انه .. قريب ان شاء االله
بوخليفة: صج صج يا ولديه ؟؟ ومن بنته بنت الحلال ؟
مصطفى: انت تعرف اهلها و راح يسرك نسبنا ان شاء الله
بوخليفة:فرحني فرح الله قلبك يا ولديه .. من بنته؟
مصطفى بخجل: بنت ولد بوفهد ..
بوخليفة: بنت ناصر؟؟
مصطفى: هيه
بوخليفة: زين ما اخترت يا ولدي .. ناس ما عليهم كلام ..
مصطفى: والنعم فيهم ...
بوخليفة: أي وحدة منهم يا ولدي؟؟ الكبيرة اللي في الجامعة؟؟ يتراوى لي اسمها مرايم ..اتذكر يوم انك انولدت .. بوفهد كان يعايرني .. يقول انا الحين استقبل عيال عيالي وانت يالشيبة للحين تجيب عيال..ههههههههه و اتذكر انك اكبر بكم شهر بس ..
مصطفى: يا يبـه ... انا ما اعني الكبيرة .. انا ابي اللي في المدرسة ..!
بوخليفة: بالمدرسة؟ وش لك بالبزران ..!!
مصطفى حاس بوزه من كلام ابوه: بالثانوية يوبا وين بزران الله يهداك ..
بوخليفة: وليش ما تاخذ الكبيرة؟؟
مصطفى: الخاطر ما بغى إلا الصغيرة .. والقلب ومايريد يابويـه..
بوخليفة: وابويه عليك .. ومتى شافتها عينك عشان قلبك يريدها؟؟
مصطفى: شفتها اكثر من مرة واهي رادة من المدرسة ..
بوخليفة: شو اسمها؟
مصطفى: مدري
بوخليفة: دام انها بالمدرسة اجل اصبر عليها كم شهر .. الحين المدارس امتحانات وانت وراك جامعة ..
مصطفى: يعني انت موافق يبـه؟؟
بوخليفة: اكيد يا ولدي على بركة الله ..
مصطفى فرح من الخاطر: االله يخليك لي ابوويه ..
بوخليفة: بس اذا اهلها مارضوا لزام اتقبل وانا بوك
مصطفى: ليش ما يرضون ؟؟ انا فيني شي ينعاب؟؟
بوخليفة: مو جي ابويه .. بس البنت للحين بالمدرسة و عندها اخت اكبر منها للحين ما اعرست!..
مصطفى: التقاليد ..!!
بوخليفة: هذي عوايدنا وانا ابوك ..
مصطفى: انا ما قلت شي .. لكن الزمن تبدل .. احنا نحترم عاداتنا و تقاليدنا و لكن ما قدسها ..
بوخليفة: لكل حادث حديث .. لما يجي وقته يكون لنا كلام ثاني ..
مصطفى: الله كـريم و يسهل الامور ان شاء الله
بوخليفة: إن شاء الله ........
===================
يوم الاربعا الظهر
في بيت ناصر السالم
===================
مريم ما راحت الجامعة لانها ما عندها الا محاظرة وحدة ومافيها شي مهم ..
سمعت صوت في غرفة رباب ... واستغربت لانهم الصبح راحين المدرسة يعني منو اللي في غرفتها؟؟
دقت باب و ياها صوت رباب اختها .. من؟؟
دخلت مرايم و سلمت على اختها ..
رباب كانت على السرير و متلحفة و حاضنه دبها الكبير .."" هذا دبدوب حلو جاها هدية من عند صديقتها بيوم عيد ميلادها السنة اللي طافت""
راحت مرايم و قعدت على سريرها و مسحت على شعرها ...
مريم: علامج حبيبتي روبي ما رحتي المدرسة اليوم؟؟
رباب: رحت و رديت ..
مريم: شفيج؟ عسى ما شر تشكين شي؟
رباب: تعبانة شوية .. احس عافيتي كلها متكسرة ..
مريم: ياويل حالي عليج .. ليش ما قلتي لخالتي .. على الأقل نوديج المستشفى انتطمن عليج ..
رباب:مابي اروح مكان .. شربت اسبرين و ان شاء الله بصير احسن ..
مريم: ان شاء الله! ...
رباب: ومنها عيارة بعد عشان ملكة شمس الليلة
مريم: ههههه .. بس .. اشوف بعيونج حزن !!
وما كملت مريم كلامها الا ودمعة رباب تطيح على خدها قبل لا تلحق تمسحها ..
مريم خافت على اختها ...
مريم: شفيج شو مستوي علميني؟!!!!
رباب: لميني بحضنج مريم ....
واخذتها مرايم بحضنها و تمت رباب تبجي من الخاطر ...
مريم: يا ويل حالي ... شو صار عشان عينيج تذرف هالدموع الغالية ..
رباب: ماني بقادرة استحمل .. خلااص .. كرهت المدرسة و اللي فيها .. كرهت الناس .. كرهت الكمبيوتر و كرهت الكل ... الكل يا مراايم الكل ..
مريم: شو مستوي عشان كل هذا .. معقولة ضحكة البيت ترمس بهالرمسة ..
رباب: ماروم اقول غير هالكلام .. وحشتني رجـاء بالحيل .. كنا ما نتفارق و الحين اسبوعين ما اشوفها و لا ارمسها و انا ادري انها محتاجة لي بهالوقت ..
مريم:الله يكون في عونها على اللي صابها ..
رفعت رباب راسها و اتطالع بأختها و الدموع تارسة وييها ..
رباب: انتي بعد سمعتي عنها؟!! ... افضحوها الله لا يستر عليهم دنيا ولا آخرة
مريم: انا سمعت شوية كلام بس ما دريت منهي المسكينة اللي سوو بها جي .. لكن خالتي شما قالت لي عن السالفة كلها ..
رباب: أمي ظالمة .. اظلمتها مثل ماهم اظلموهااا
مريم: ربـاب ... عيب هالكلام .. امج خايفة عليج ..
رباب: تخاف عليّ!! يعني اموت بحسرتي عشان ترحمني ..
مريم: شو هالكلام .. انتي للحين صغيرة ما تعرفين في هالدنيا كثر ما الكبار يعرفون ..
رباب: صغار و صغار .. ومنو بياخذ حق الصغار اذا الكبار اهم اللي يظلمون..
مريم: الحين استوت خالتي شما ظالمة يا رباب .. شو كنتي تبينها تسوي عشان تحميج و بنفس الوقت تكون عادلة ..
رباب: على الأقل تخليني اكلمها و ارمس معاها .. اسمع لشكواها .. أواسيها ..
مريم:امج خايفة عليج من رمسة الناس اللي ما ترحم ..
رباب: بس رجوي ما سوت شي .. والله العظيم اهي عمرها ما رمست مع صبي وهذا كان جزاتها..
مريم: بس الناس لها الظاهر ...
رباب: الناس و النااس .. منو الناس هذيلا .. احنا الناس .. لا نرمس عن غيرنا وماحد بيرمس علينا..
مريم: الله يكون بعونج .. وأنا مقدرة اللي انتي فيه ..
رباب بتوسل: مرايم ساعدييني
مريم: بشو اقدر اساعدج ؟
رباب: امي حتى التلفون مانعته عليّ.. ابي اتصل لها .. بس ابي اتطمن عليها ..
مريم: بس خالتي.............
رباب: ما راح تدري ... خمس دقايق بس ... تكفين!..
مريم اطالع في اختها وكاسرة خاطرها .. عمرها ما شافت اختها ذبلانة مثل هالايام .. وين البسمة اللي ما تفارقها.. وين الضحكة اللي تدوي البيت .. وين هذرتها اللي ما تخلص .. الحين صارت ما تقعد معاهم .. ولا ترمس معاهم .. وابتسامتها باهتة و ضحكتها من غير نفس .. حتى المدرسة كل يوم و الثاني ما تروحها .. وإذا راحت كلها ساعة او ساعتين ورادة..
مريم: بس مو تطولين .." وتغمز لها ".. وهذا سر بيننا
لمت رباب اختها واهي فرحانة و ابتسامتها تارسة وييها .. وعيونها تلمع من الدموع التي امتزجت مع دموع الفرح ...
عطت مرايم جوالها لرباب و اطلعت عنها ...
و اتصلت رباب لصديقتها رجـاء ..






رد مع اقتباس
المفضلات