راحت مرايم و الجازي لعند الغرفة اللي فيها مبارك و معاهم عمهم سعد ... و قبل لا يتركهم لروحهم وصاهم لا يتأخرون ومن بعيد يشوفونه...
كانت مرايم تنظر لمبارك من النافذة الزجاجية و عيناها تنهمران منها الدموع ..
الجازي: تماسكي يا مريم ما يصير تدخلين على اخوج وانتي جي حالتج ..
مرايم: ماقدر صدقيني .. آآه يا خوي شاللي جرى لك ..
الجازي: الله يقومه و يرده لنا سالم ان شاء الله ..
مرايم: انه حاسة فيج يالجازية .. و ادري انج من داخلج مثلي و اكثر .. لكني احسدج على صلابتج و هذا انتي قوية و عاجل مثل ما نعرفج ..
الجازي ابتسمت ابتسامة باهته: الله كريم يا مرايم .. وومبارك غالي .. غالي مرّة ..
مرايم: تدخلين معاي؟؟
الجازي: انتي دخلي له لروحج الحين..
مرايم نظرت للجازي نظرة تأمل لملامحها .. ربما تواسيها او تواسي نفسها ..
دخلت مرايم على مبارك و اقتربت منه شيئا فشيئا ...
جلست على الكرسي القريب منه .. واخذت تتأمل شكله البرئ .. و مررت بيدها على خده و كان بارد كالثلج و غطته جيداً... و تركت لدموعها العنان لتنهمر بغزارة من دون ان تمسحهم ... و قبلته على جبينه و تساقط الدموع على وجهه و مسحتهم بعناية بالمنديل..

الجازي كانت تراقب مرايم من النافذة الزجاجية و لكنها لم تستطع ان تمنع عينهاو تحبس الدموع في مقلتيها و عبرت دموعها عن ما بداخلها من دون ارادتها ..
خرجت مرايم من عند اخوها و اكملت بكاءها في حضن الجازي ..
الجازية: مرايم .. ابي ادخل لمبارك ...
مرايم برضى: تبيني اكون معاج ؟؟
الجازي: لأ .. خليني بروحي ..
مرايم: براحتج .. انه بنتضرج هني ...
الجازية: هيه اوكي ....
ودخلت الجازي على مبارك ...
مبارك شكله صاير غير ... لونه شاحب .. اكيد غير .. لأنه طايح مريض و الطيحة جايدة .. الله يقومك بالسلامة يا مبارك.. و يرجعك لأهلك واللي تحبهم سالم...

الجازي كانت واقفة وما بغت تجلس ...وقفة برهة تراقب مبارك و تحدثه بقلبها ... وبعدها اطلقت للسانها العنان ...
الجازي: مبارك؟؟ تسمعني ؟؟
: -------------
الجازي: انه اللي اسمعه و اعرفه ان اذا كان الانسان مو في وعيه هم يقدر يسمع و يحس باللي يجي له و يكلمه؟؟ انت تسمعني ؟؟
: --------------
الجازي:انا جاية اقول لك يا مبارك اني حبيتك من كل قلبي و كنت اتمنى قربك و تمنيتك تحبني مثل ما احبك .. لكن الحين ما يهمني شي غير سلامتك و اذا كانت سعادتك مع شمس .. – و سكتت – الله يهنيك معاها و اتمنى تكون من نصيبك عشان تعيش بقيه حياتك سعيد و الله لا يجيب اليوم اللي اشوفك فيه في هالحالة .. عساها فيني و لا فيك ..
: ------------
الجازي: مبارك .. حبيتك .. و احبك .. وراح احبك طول عمري .. يوم اللي الله بيقومك بالسلامة بيكون انتهى حبك من قلبي لأني بكون حلال لغيرك و بتكون حبيب لغيري .. ولكن اليوم اللي تتركني و ترك هالدنيا .. اهجر الدنيا وراك و ادفن روحي معاك ...
-------------:
لجازي: ما تشوف شر يالغالي .. اطلب من ربي العالم بحالي .. يشافيك و يعافيك .. في وداعة الرحمن ..

راحت الجازي وين مرايم و كانت شمس جاية و شافت الجازية واهي طالعه من غرفة مبارك لروحها .. شمس من الاول كانت تحس بشي من الجازي تجاه مبارك و طيحة مبارك اكدت لها هالشي ... حل الصمت بينهم ثلاثتهم وماحد منهم علق على أي شي .. كلهم كانو في حاله سكون و صمت و انين و الحزن مخيم على الجميع ...

******************
شمس كانت في غرفتها بروحها تبكي من الخاطر و تلوم نفسها .. و يرن تلفونها
-- نادر الوجود بتصل بك --
و تزداد شمس في البكاء لأنها كثر ما تبي ترد عليه عشان يواسيها كثر ما انها ما تبيه ولا تبي تكلمه ..

-- شووخ يتصل بك --
شمسه بصوت مبحوح من البكاء : الوو
شيخة: هلووو .. شحااااالج شموسه ..
شمس تبجي ..
شيخة: حبيبتي شموسه علامج .. ليش تبجين؟؟ ليش ما تردين على نادر تراه ميت خوف عليج؟؟
شمس: مابيه ولا ابي اكلمه .. قولي له ينساني ...
شيخة: شو ينساج انتي مينونة؟؟؟؟؟
نادر كان يمها اول ما سمعها ترمس جي اخذ التلفون من عند اخته ..
نادر: شو انتي جنيتي؟؟؟ شو انساج شو هالرمسة الخربوطيه بعد ؟؟؟
شمس: ساكتة تفاجأت و من سمعت صوتها زادت الحرقة بقلبها ..
نادر: ردي علي .. حبيتي شموسة .. انه شسويت لج .. بعد كل هالمعناة و هالسبنين لو قربتي تصيريين حلالي و لي الحين تقولين انساني بكل هالبساطة؟؟
شمس: ماقدر يا نادر ماقدر..
نادر: شو يعني ما تقدرين؟ اهلج ارفضوني؟؟
شمس: يا ريت
نادر متفاجأ: يا ريت؟؟!! .. اكيد اكتشفتي انج ما تحبيني عقب كل هالسنين .. كنت معيشتني بوهم حبج؟؟ ردي علي؟؟
شمس: انت شقاعد تقول .. انه لو اوصف حبي لك كل الدهر ما اقدر اوفي...
نادر: عيل؟؟ شصاير؟؟
شمس: مبارك ولد عمي ... و دخلت في نوبة بكاء..
نادر: حبيبتي لا تبجين والله ماقدر اشوف حالتج جي .. شفيه ولد عمج صابه شي؟؟ سمعنا انه تعبان صار شي بحالته؟؟
شمس: انه سبب حالته .. انا السبب ...
نادر: شو يعني انتي السبب؟ ... لا يكو الاخو كان يحبج و يوم درى اني ابيج طاح مرضان؟؟
شمس مو قادرة تتكلم و عيونها مليانة دمووع..
نادر: ليه سكتي؟؟ يعني هذا صج؟؟؟؟؟؟
شمس: هيه
نادر: وانتي كنتي تدرين؟؟
شمس: هيه
نادر: و ليش ما قلتي لي .. ليش ما فهمتيه انج مرتبطة بغيره .؟؟ .. اكيد كان عنده امل انه ياخذج .. وانتي اللي عطيتيه هالامل!
شمس: حرام عليك كفاية اللي فيني .. شنو كنت تبيني اقول له؟؟ اقول له اني ما احبه واحب واحد غيره .. كنت تبيني اقول له اني احبك انته وماقدر اخذ غيرك ... كنت تبيني اقول له شنو ساعتها ؟؟
نادر: وانتي شنو قلتي له ..
شمس تتكلم بصعوبة وسط دموعها و بعبارات متقطعة : قلت له اني اعتبره مثل اخوي .. وما افكر الحين بهالشي و لا اهتم غير بدراستي ...
نادر: شمس حبيبتي بس لا تبجين . انه اسف عصبت .. والله مو بيدي ..
شمس: قدر الحالة اللي انه فيها وولد عمي بين الحيا و الموت وانا السبب ..!!
نادر: تقولين لي انساج .. و تبيني اهدأ .. انه صار لي يومين ابي اكلمج وما تردين علي .. و يوم رديتي اسمعج وانتي تبجين و قلبي يحترق و بعد تقولني لي انساج ؟..
شمس: شسوي ما بيدي شي .. و الله حالتي حالة
نادر: انتي هدي اعصابج الحينه .. خل انتطمن على مبارك و بعدها يصير خير .. و ما ابيج ترمسين هالرمسة مرة ثانية..
شمس: ان شاء الله ...
نادر: في امان الله حبيبتي .. ديري بالج على نفسج ..
شمس: وانت بعد ...
شيخة: حرام عليكم قطعتو قلبي ...
شمس: ادعي لي يا شووخ .. و ادعي ان مبارك يقوم بالسلامة..
شيخة: الله يقومه بالسلامة و يرجعه لهله .. على شانج و شان اخوي المسكين ..
شمس: اوكي شووخ اخليج الحين
شيخة: باي شماسي .. و طمنيني عليج
شمس: ان شاء الله .. باي