============
مستشفى توام
============
وصل الشباب مع خروج الدكتور= سعد = و معاونه من غرفة العمليات...
الدكتور: احنا حاولنا و لكن في النهاية اللي مكتوب عليه هو اللي كان...
ابوشاهين: دكتور يعني شنو؟؟
الدكتور سعد: العمر لكم ... ان لله و انا له راجعون
ابوشاهين طاح على الارض و حاولو الشباب يشيلونه ...
مبارك يكلم عمه ...
مبارك: شلون جي ياعمي
سعد: حالته كانت وايد خطيرة ...الجمجمة تكسرت يا مبارك .. مافي جزء من جسمه سلم ... احيانا يكون الموت رحمه ... اطلبوا له الرحمة
ابوشاهين: حسبي الله و نعم الوكيل .. إنا لله و انا اليه راجعون ...
سمعوا صرخة اخوه ...والله لانتقم منه النذل ...!!

=============================
في مجلس عزا بيت المرحوم شــاهين
=============================
كانو الشباب كلهم هناك يعزون ابوه و اخوه الوحيد ..

شاهين له ربع وايد .. وكان مرّة طيب و الكل يحبه .. طباعه هادئة و شهم وقت الشدايد تلقاه .. وموته المفاجأ و بهذي الصور هز كل من يعرفه..
شاهين الله يرحمه ولد ابوه الكبير... عنده 5 خوات و اخو واحد =خالد= .. اخوه خالد سموه بهالاسم لان ابوشاهين كل ماياه ولد توفى و خلفته كله بنات من عقب ولده شاهين ... والحين الله اخذ امانته و راح الشاهين ..!!
شاهين كان يدرس و يشتغل عشان يساعد ابوه .. لان ابوه تقاعد بكير بسبب اصابه عمل .. وكان لازم يشتغل و يساعد ابوه لان معاش التقاعد ما يكفي ...
سلموا الشباب على بوشاهين اللي من توفى ولده انشل مكانه .. لكن الشلل نفسي و ان شاء الله بعد ما يصحى من صدمة موت ولده ومع العلاج الطبيعي بيقدر يمشي مثل اول ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد مرور اسبوع على حادث وفاة المرحوم شاهين
ليلة الجمعة في القهوة
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
مبارك: والله احس القهوة كيئبة ياخوك ...
اسامة: هيه والله .. حتى خان اللي يشتغل في المغسلة اللي جنب القهوة متأثر..
محمد: هيه لان شاهين كان كله يغسل عنده حتى لو سيارته نظيفة .. كله يسولف معاه بالهندي ... و كله يقول الهنود بشر مثلنا و الله يساعدهم على الغربة اللي اهم فيها عشان كذا لازم نعاملهم كويس دام انهم كويسين معانا ..
اسامة: هيه الله يرحمه برحمته كان طيب مع الكل .. انا مستغرب شلون كان مسرع لهالدرجة اكيد كان فيه شي مو طبيعي ....
مبارك: انا سمعت اخوه لما كنا بالمستشفى يقول و يحلف ان والله لينتقم منه هالنذل!!! مدري منو يقصد ..
علي: قولك يعني في احد تسبب بموته؟؟
اسامه: حادث سرعة هذا .. قصدك يعني احد مسوي معاه ريس؟
علي: أي ريس الله يهداك .. انت تدري ان شاهين ما يحب هالسوالف ولو صارت ما بتكون في هالشارع!
مبارك: اجل وش قصدك؟
علي: يعني يمكن في احد كان سبب ان شاهين ما يكون في وعيه .. او مدري السالفة هب طبيعيه ..
محمد: هذا يومه يا جماعه ...
مبارك: ابوه انشل يا جماعه بسبب وفاته .. وكان يدعي و يقول حسبنا الله و نعم الوكيل!!
علي: السالفة فيها سر .. الله يصبر اهله بس ..
اسامة: و النعم بالله .. ان لله و انا اليه راجعون ..
علي: إلا مروان من زمان ما شفناه ولا سمعنا عنه خبر ..
محمد: أي ذاك اليوم شفت مبارك ولد عمه بالجامعة و لما سألته عنه اعتفست ملامح ويهه و قال بنبرة حادة انه تلاقيه في الجامع ( المسجد) يستغفر ربه من ذنوبه ... و قال كلمة _ يا كثر ذنوبه اللي لو كفر عنها طول عمره ماعتقد الله يتقبلها منه _ وحسيته ايتكلم بمرارة ...
علي: مروان؟؟!! في المسيد؟؟ يمكن صارله سنين ما صلى ركعتين لربه؟؟...
مبارك:يمكن الله تاب عليه وحس بحجم ذنوبه و الله هداه لطريق التوبة ..
اسامه: استغفر الله بس ما ظن .. جي من نفسه بيهتدي؟؟
محمد: لا تحط بذمتك إن الله يهدي من يشاء بغير حساب ..
اسامة: ونعم بالله ...
مبارك: مبارك ربيع شاهين ومعاه بالجامعه مو؟
محمد: هيه بس غريبة ما شفناه بالعزا ..
اسامه: اهم موب ربع بس زميله و نفس التخصص ..
مبارك: أي بس ولو ماكو احد يعرف شاهين الله يرحمه ما راح يعزي اهله فيه ..
محمد: انا عرفت اهو في أي مسيد يروح .. و ان شاء الله بروح اتأكد
علي: وش لك فيه ...
اسامة: ماصدق الا اذا شفته بعيني ..
محمد: انت وايد حاط عليه ..
اسامة: انت تعرفه و تعرف سوالفه وما يحتاي اقول لك .. بذمتك فعايله تخلي احد يحبه .. حتى لوكان دمه خفيف و شكله وسيم لكن الاخلاق عدم ..
علي: صلوا عالنبي يا جماعه .. الله يهديه و يهدينا .. ماكو احد مايبي الهداية ..

=================================
يوم الجمعة في المسجد الذي يرتاده مـروان
=================================
محمد وصل متأخر و وشيخ الجامع انتهى من صلاة الجمعه ومن الخطبة ايضاً ... لانه كان مايدلي الطريج واول مرة يروح هذا الجامع ...
صلى فراداو بعد ما انتى من الصلاة لمح بعض من الشباب و الشيوخ يقرأون القرآن .. وفي زاوية بعيده هناك جالس شاب بلحيته الكبيرة متسند على الجدار .. ماسك كتاب الله .. و ذهنه شارد ينظر الى السقف..

هذا ليس الشاب مروان اللعوب .. صاحب البسمة التي لا تفارق وجهه .. الوسيم معذب قلوب العذارى .. راعي النكتة اللي متى تواجد ما يتوقف الواحد عن الضحك ..
هذا الشاب اهو مروان .. ولكن ملامحه غير .. هذا شاب ينور وجهه بالايمان .. ملامحه حزينة تدل على التقوى و الورع الممزوج بالحزن او الندم .. كانت ملامحه كأنه يخاطب ربه و يناجيه ..

تقرب منه محمد و سلم عليه وجلس جنبه... كلمه ولكنه لم يرد .. لانه ما سمع .. مروان كان في عالم غير هالعالم ..!
الحين التفت مروان لمحمد .. وحس بوجوده .. وكانه تفاجأ و استغرب ...
مروان بصوت مبحوح: من متى انت هني؟
محمد: توني الحين سلمت عليك ومارديت علي ..
مروان: وعليك السلام و رحمة الله و بركاته ..
محمد ابتسم من رده لتحية الاسلام وحس فعلا ان حتى اسلوب كلامه متغير .. كأنه تبدل وماهو هو!!
مروان: اكيد مستغرب اني هني في بيت من بيوت الله ...
محمد سكت ...
مروان: ادري ان اذنبت .. وطول حياتي وانا ازيد بذنوبي ... ولكن والله ما كان قصدي اتسبب في موته..
محمد وكأن شي نزل عليه مثل الصاعقة ..
محمد: منو اللي تسببت في موته؟؟