أحرز الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري لقب بطولة العالم للفورمولا وان للمرة لأولى في مسيرته بفوزه بسباق جائزة البرازيل الكبرى، المرحلة السابعة عشرة والأخيرة من البطولة، في الوقت الذي واجه فيه البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين مشاكل ميكانيكية أدت لإنهائه السباق في المركز السابع ليفقد اللقب بعد أن كان أقرب السائقين له قبل انطلاق السباق.
وبهذا الفوز، رفع رايكونن رصيده في ترتيب بطولة العالم إلى 110 نقطة، بينما توقف رصيد هاميلتون عند 109 نقطة ليكتفي بالمركز الثاني، وهو نفس رصيد الإسباني فرناندو ألونسو زميله في ماكلارين وبطل العالم في العامين الماضيين، لكن المركز الثالث كان من نصيب الأخير لتحقيقه المركز الثاني في أربعة سباقات هذا الموسم مقابل خمسة لهاميلتون، بعد تعادلهما في عدد الانتصارات ومنصات التتويج.
وأصبح بذلك رايكونن ثالث سائق فنلندي يحرز لقب البطولة بعد كل من كيكي روزبرغ عام 1982 وميكا هاكينن في عامي 1998 و1999.
كما أهدى السائق الفنلندي فريق فيراري لقبه الخامس عشر في بطولة السائقين والأول منذ عام 2004 عندما أحرز السائق الأسطوري الألماني مايكل شوماخر اللقب، علماً أنه تاسع سائق من فيراري يحرز لقب البطولة.
وبالعودة للسباق الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً في حلبة إنتر لاغوس بمدينة ساو باولو، دخل رايكونن الملقب ب"الرجل الجليدي" السباق وهو في الموقف الأضعف كونه متخلفاً بفارق 7 نقاط عن هاميلتون و3 نقاط عن ألونسو، إلا أنه خالف جميع التوقعات التي رجحت أن يكون الصراع الأساسي بين سائقي ماكلارين، وقلب الطاولة على الفريق البريطاني-الألماني ليمنح فيراري ثنائية السائقين والصانعين.
قطع السائق الفنلندي مسافة السباق الذي تألف من 71 لفة وامتد لمسافة 305.909 كلم، في زمن قدره ساعة واحدة و28 دقيقة و15.270 ثانية متفوقاً بفارق 1.493 ثانية على زميله في فيراري، البرزايلي فيليبي ماسا الذي حل ثانيا، وبفارق 57.019 ثانية على ألونسو صاحب المركز الثالث.
وكان الانطلاق حماسيا إذ تمكن رايكونن، المنطلق من المركز الثالث، من تجاوز هاميلتون الذي وجد نفسه في المركز الرابع بعدما تخطاه أيضا زميله ألونسو، قبل أن يرتكب البريطاني خطأ ويخرج عن المسار عند المنعطف الأول، لكنه عاد إلى الحلبة في المركز الثامن.
وبدأ ثنائي فيراري يبتعد تدريجيا عن ملاحقيهما فيما عاد هاميلتون لشق طريقه نحو المقدمة وأصبح سادسا في اللفة السادسة بعدما تخطى هايدفيلد، إلا أنه عانى بعد لفتين من مشاكل ميكانيكية جعلته يتراجع إلى المركز الثامن عشر، لكنه تجاوز المشكلة وأصبح في المركز الحادي عشر في اللفة 17.
وفي اللفة 20 تصدر ألونسو السباق بعدما دخل ماسا ومن ثم رايكونن إلى حظيرة فريقهما لإجراء توقفهما الأول، وبعد لفة واحدة لحق بهما ألونسو وزميله هاميلتون ليخرج الأخير في المركز الرابع عشر.
وفي اللفة 33 واجه ألونسو منافسة شرسة من كوبيتسا، وتمكن الأخير بمناورة رائعة من تجاوزه والصعود إلى المركز الثالث، قبل أن يتخلى عنه لاحقا بسبب توقفه الثاني.
ولم تتغير الأوضاع على الحلبة كثيرا حتى اللفة 54 عندما خرج رايكونن أمام زميله ماسا بعدما توقف كل منهما داخل حظيرة فيراري، فأصبح الفنلندي في تلك الفترة من السباق في طريقه للفوز باللقب لأن ألونسو كان ثالثا، فيما كان هاميلتون الذي توقف 3 مرات، في المركز الثامن قبل 11 لفة على النهاية، ثم تأكد فوز الفنلندي باللقب العالمي بعدما تخطى خط النهاية وهاميلتون في المركز السابع.
وعاند الحظ هاميلتون كثيرا، فبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى ليصبح أول "مبتدىء" يتوج باللقب العالمي خلال السباق الماضي في شنغهاي قبل أن يخرج من السباق، مني البريطاني الشاب بحظ أسوأ خلال سباق البرازيل ليفقد اللقب بفارق نقطة واحدة.
ويمكن القول أن القدر أنصف رايكونن الذي حقق فوزه السادس لهذا الموسم والخامس عشر في مسيرته، بعد أن واجه الفنلندي حظا سيئا خلال المواسم الماضية وخسر اللقب العالمي في مناسبتين لصالح الألماني مايكل شوماخر سلفه في فيراري، وألونسو عندما كان الأخير في رينو.