اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو طارق مشاهدة المشاركة
ساعطي بعض المعطيات




كان في عز ازمة خليج الخنازير
هو خروشوف .. الثاني عشر من سبتمبر 1953، كان مولد عصر جديد في الاتحاد السوفييتي الذي انهار وسقطت أعمدته فيما بعد بفعل معاول آخر قادته ميخائيل غورباتشوف. في ذلك التاريخ.. صعد نيكيتا خروشوف الى قمة السلطة السوفييتية كسكرتير أول للحزب الشيوعي واستأسد بها وتوسع في أركانها وظل على قمتها 11 عاما فقط .

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpe g&blobkey=id&blobtable=CImage&blobwhere=1221053038 603&cachecontrol=0%2C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*% 2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]
وهو عمر قصير في السلطة، اذا أيقنا أن حكام النظم الشيوعية يخلدون أنفسهم فوق كراسي الحكم إلى أجل غير معلوم! عمر خروشوف في السلطة وان كان قصيرا، الا أنه كان زاخرا بأحداث في غاية السخونة الى درجة أنه كاد يتسبب في نشوب حرب نووية. ولكن بقرار منه تلاشى شبحها وتنفس العالم الصعداء بعد أن حبس أنفاسه 13 يوما، هي من أسوأ أيام القرن العشرين. هذا الزعيم القصير طولا والشامخ بحيله ومكره وألاعيبه.. لم يكن في ريعان شبابه سوى مجرد «ميكانيكي» في المناجم. تحمس للماركسية إلى درجة أنه قاتل في صفوف قواتها الحمراء خلال الحرب الأهلية الدامية. بعدها بحث عن الضوء الذي يجعل منه نجما سياسيا، فدرس بالجامعة العمالية التي تؤهله لكي يشق طريقه إلى الصفوف الأولى في الحزب الشيوعي.

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpe g&blobkey=id&blobtable=CImage&blobwhere=1221053038 606&cachecontrol=0%2C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*% 2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]
وانطلق بعد تخرجه حتى صار سكرتيرا أول للحزب في أوكرانيا . وسعى لكي يكون على مقربة من الزعيم جوزيف ستالين الذي وان كان دكتاتورا صارما لا يرحم خصومه، الا أنه لا أحد ينكر أنه مفجر النهضة الصناعية السوفييتية التي تمخضت فيما بعد عن انجازات هائلة جعلت من الاتحاد السوفييتي القوة الند للولايات المتحدة. كان موت ستالين في الخامس من مارس 1953، فرصة لخروشوف كي يصل إلى سدة الحكم في الكرملين. ولكن لم يكن طريقه ممهدا أو مفروشا بالورود. كانت هناك أسماء أخرى بدت على السطح أنها الأقوى منه نفوذا وسلطانا، وعلى رأسهم: جورجي مالنكوف المرشح الأقوى لخلافة ستالين بحكم أنه كان الأقرب اليه وساعده الأيمن.

ولافرنتي بيريا «الرهيب» وزير أمن الدولة واستخباراتها الذي قيل ان له وراء كل رجل في روسيا جاسوس. وكانت هناك أسماء أخرى. وهو بالنسبة لهم جميعا ليس الأجدر بالزعامة. ومع ذلك استطاع أن يحسم الصراع على السلطة ـ بل كل السلطة من حزب وحكومة ومجلس أعلى ـ لصالحه.

فقد سقط الأقوياء في الحزب سواء تدريجيا أو على الفور. مالنكوف.. كان سقوطه على مراحل. كان سكرتيرا أول للحزب وبعد أيام قليلة اكتفى بأن يكون رئيسا للوزراء، وهو في العرف السياسي منصب تشريفي. بل لم يدم فيه طويلا. فقد اختار خروشوف المارشال بولغانين بدلا منه بعد عشرين شهرا فقط في رئاسة الحكومة. وبالنسبة ل«الرهيب» بيريا، فقد حوكم بتهمة التجسس لبريطانيا الى جانب اتهامه بأنه زير نساء يعشق الصغيرات منهن.

خروشوف الذي نجح في تصفية قدامى القيادات وأقواهم نفوذا.. لم يتوقف عند هذا الحد لدعم سلطاته في الكرملين. فقد وجه ضربة قاضية إلى الزعيم الراحل ستالين وهو في قبره على حد تعبير بعض المؤرخين. ففي المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي عقد عام 1956 ـ أي بعد ثلاث سنوات من حكمه ـ كشف خروشوف فيما سمي بالتقرير السري عن خطايا ستالين ووحشيته.

منددا في الوقت نفسه بعبادة الشخصية، قاصدا بذلك ستالين، وداعيا في الوقت نفسه إلى العودة الى مبادئ لينين الديمقراطية. وأراد خروشوف أن يظهر في صورة زعيم أكثر تحررا، يرفض القمع والتسلط، ويحرص على تحسين أحوال المواطن السوفييتي المعيشية.

وكانت هناك ما سميت ب«الخطة السبعية» من عام 1959 الى 1965، والتي لم تكتمل في وجوده، اذ أسقطوه من فوق عرش الكرملين قبل عام من نهايتها. وكان هدف هذه الخطة، تحقيق مستويات تنموية عالية لتعويض تأخر الاتحاد السوفييتي في اللحاق بدول الغرب الأكثر تقدما ـ اقتصاديا ـ منه.

أما على الصعيد الخارجي، فقد لمع خروشوف الى درجة كبيرة، وهو الذي أطلق الضوء الأخضر لتأسيس حلف وارسو عام 1955 لمواجهة الحلف الأطلسي «الناتو» الذي تقوده الولايات المتحدة. والمثير أنه قبل ذلك بعام تبنى ما سمي بالتعايش السلمي مع الولايات المتحدة، وزار أميركا عام 1959، ليدشن عصرا جديدا.

ولكن شهدت بدايات الستينات تدهورا في العلاقات مع واشنطن. ففي خطابه أمام الأمم المتحدة ضرب بحذائه بقوة على الطاولة، قائلا تصريحه الشهير «سندفنكم». ولم يمض وقت طويل، حتى تفجرت أزمة خليج الخنازير التي انتهت بفشل إسقاط حكم كاسترو من خلال مجموعة مدعومة من الاستخبارات الأميركية.

وكما أشرنا، جعل خروشوف العالم على شفا حرب نووية، عندما نصب السوفييت صواريخهم فوق كوبا على مقربة من الحدود الأميركية، وفي ظل التهديدات الأميركية المخيفة تراجع وسحب الصواريخ لتنتهي أسوأ أزمة في تاريخ الحرب الباردة.

وفي 14 أكتوبر 1964 أقيل خروشوف عن جميع مناصبه، وخلفه بريجنيف ليبدأ الاتحاد السوفييتي عصرا آخر لم يضف جديدا للسوفييت، بل كان عصر جمود انتهى بصعود غورباتشوف الذي فتح كل النوافذ، فهبت رياح عاصفة أطاحت بالاتحاد السوفييتي.

إضاءة

في 16 أكتوبر 1962، تلقى الرئيس الأميركي جون كيندي دلائل على قيام الاتحاد السوفييتي ببناء قواعد لصواريخ نووية في كوبا. وأرسل خطاب تهديد إلى خروشوف بأنه لن يقف مكتوف الأيدي. وأصدر أوامره إلى 56 سفينة أميركية لمحاصرة كوبا، و12 غواصة حاملة لصواريخ نووية بالتوجه إلى سواحل الاتحاد السوفييتي ووضع قاذفات القنابل على أُهْبة الاستعداد ومئتي صاروخ باليستي للإطلاق.

وتدخل الأمين العام للأمم المتحدة يوثانت بخطة قبلها الطرفان في نهاية الأمر، خاصة بعد أن طلب الأميركيون إبعاد السفن السوفييتية عن المواقع الأميركية لاختبار حسن النوايا. وبالفعل استجاب خروشوف لهذا الطلب فوراً. وانتهت الأزمة في 28 أكتوبر بعد أن تعهد خروشوف بسحب صواريخه من كوبا.