بسمه تعالى
في هذه الزيارة سأعرج بكم إلى حيث قرية العوامية وهذه القرية أنتمي إليها من خلال جدتي لأمي ، يعني أمي عوامية فخذوا بالكم مني لإني أحمل العرق العوامي ولي جذور من هذه القرية الغالية على قلبي , وقد أحببتها بالفعل منذ أن شعرت على الدنيا وحبابتي كما كنت دائماً أقولها لها وهي تلقمني بيديها الحنونتين حبيبات الكوفرة المطحون وتلمني في أحضانها كما تلم وليدها الرضيع فأشعر على رغم كبر قامتي إنني ما زلت طفلا يحبو في واحة هذه الحبابة الحنونة ، وكانت تهمس بأذني حبابتي دائماً وبغفلة من أمي : كلما اشتقت إلي يا حفيدي فالبيت قريب وما عليك إلاّ أن تطير فوق ربوع الرامس وتجدني قابعة خلف الفسائل وقضبان اللوز وبين أكواخ العشيش ، وبالفعل ومنذ تلك الهمسة وندى صوتها يقرع طبول أذني ، وما أن تأتي عطلة نهاية الأسبوع حتى أهرع إليها مشياً على الأقدام ولا أصل كربلا - مسقط رأسها القديم - إلا ورجلاي تخطان على الأرض من شدة الإرهاق والتعب فتستقبلني بذراعيها وتنتشلني من قاع الأرض لتريحني في صدرها الدافئ ، يااااه أين أنتي يا حبابتي فلقد رحلتي ورحلت السعادة من عيني .. ؟؟ أشتاق اليها وكلما رنّ هاتف صوتها في صيوان أذني طرت كما كان يحلو لها القول لي ، أطير بدون استئذان وأدع كل ما يهمني إلى ما لا يهمني حتى أتجول في تلك البقعة التي كانت تقبع فيها حيث الصنادق والعشيش والنخيل المتراصة وأشجار الموز واللوز وهم يشكلون حفلة صاخبة تحيط بذلك الكوخ المسقف بالسعف وجذوع النخيل وتلك البراءة التي تزين ذلك البيت العتيق .. !!
كانت أيام لا تنسى وعالقة في البال وسنظل نتذكرها مهما حيينا أبداً .. !!!
تحياتي وعذراً على الإطالة
يوم سعيد




رد مع اقتباس
المفضلات