هذه الصفحات ستضم تاريخ البحرين الحديث والقديم وكل مايتعلق بها من صور
حتى نحافظ على بحريننا من " الإنقراض " أو التحريف التاريخي .. فرجاءً كل من لديه مواضيع تخص تاريخنا القديم وصور ومعلومات لايبخل علينا بها .. فهذا كل مالدينا من البحرين الآن ويجب أن نتمسك بها ونحافظ عليها وتذكروا دوماً قول الشاعر الشابي

" إذا أراد الشعب يوماً الحياة *** فلابدّ أن يستجيب القدر " !!




ولابدّ على الأجيال القادمة وعلينا أن نعرف تاريخنا جيداً وهنا يكمن الإختلاف بيننا وبين المواطنون الجدد !! فهم لن يعرفوا البحرين كما نعرفها نحن !! وهم لم يستنشقوا ذكرياتها وماءها وجمالها ومزارعها كما عشناها نحن .. وتنقلنا في " الدواليب " وإقتطفنا الثمار ، وهم لم يتغنوا في عين عذاري كما تغنينا نحن !!

سأزودكم في هذه الصفحات بكتب قديمة كثيراً أتمنى أنني لم أضعها ، تخص البحرين وأراضيها وقبورها وأولياءها وجزرها هذا وأنا كلي نقصان في تاريخ بلدي .. والعذر يابلدي على تقصيرنا الكبير !!! فنحن نعلم أنك تبكي الآن .. وأراضيك تتداعى ألماً !



______________





هوية البحرين



حسن عبدالله - فبراير 1999

اسم البحرين :




يطرح المؤرخون وجهات نظر مختلفة حول أسباب تسمية البحرين بهذا الاسم ، وهناك تفسيران رئيسيان .الأول يقول لأنها تقع بين "بحر عمان" و"بحر فارس" ، أما التفسير الثاني فيشير الى أن البحر المالح الأجاج يحيط بها بينما يتفجر الماء العذب من بين صخورها . وهذا الماء لا يتفجر على اليابسة فقط ولكن أيضا في قاع الخليج ، انها ينابيع أكثر عذوبة من مياه الابار العادية لأنها بعيدة عن التلوث والأتربة ، وكان الغواصون في الماضي يعرفون أماكن هذه الينابيع ويهبطون اليها حاملين القرب الجلدية للتزود بالماء أثناء رحلات الغوص الطويلة .

وهناك اسم اخر اشتهرت به البحرين ، وهو جزيرة أوال . وقيل أن سبب التسمية يعود الى أن (أوال) هو اسم لأحد أصنام قبيلة بكر بن وائل التي كانت تسكن البحرين . وقيل أيضا ان أوال اسم لأخ أو ابن (عاد) الذي بنى (ارم ذات العماد) فكان اسمه أوال وكان يبحث عن منطقة جميلة وهواؤها نقي وتصلح لأن يعيش فيها فنصح بهذه الجزيرة فسميت باسمه (أوال) .

يقول الشيخ علي البحراني (المتوفى 1926م) في كتابه (أنوار البدرين) :"ان أوال هذا أخ لعاد أو ابنه قد طلب أرضا طيبة الهواء جزيرة قابلة للسكنى كأخيه أو أبيه عاد لما طلب أرضا طيبة الهواء ليبنيها كالجنة فبنى ارم ذات العماد فوصف له جزيرة أعني البحرين فراها جزيرة عظيمة حسنة طيبة الهواء ذات مياه خالية من الهوام والسباع قابلة للتعمير والسكنى واستنباط العيون وغرس النخيل والأشجار فسكنها ومدنها فنسبت اليه ." كما أطلق البعض على البحرين أسماء أخرى ، مثل دلمون ، وتايلوس ، وأرادوس .



بحراني - بحريني:


أما بالنسبة للصفة التي تطلق على أهل البحرين فهي "بحراني" . غير ان هذه الصفة أخذت معنى آخر بعد ادخال الاصلاحات الادارية في العشرينات وكتابة القوانين المدنية في الخمسينات من القرن العشرين . فقبل تلك الفترة ، كان كل من استوطن البحرين الكبرى (الأحساء والقطيف والبحرين حاليا) وأصبح من أهل البحرين يطلق عليه "بحراني" . أما بعد الاصلاحات الادارية في 1926 ، فقد اعتبر البعض صفة "بحراني" تختص بالشيعة العرب سكان البحرين الأصليين (البحارنة) ، ولهذا استحدثت صفة "بحريني" كصفة بديلة رغم الشك في صحتها من الناحية اللغوية .

يقول حمزة الحسن (1993) " ان الشيعة يسمون بالبحارنة ، وهي لفظة يطلقها الطائفيون للسخرية والانتقاص .. ومفرد البحارنة بحراني ، وهي صيغة عربية صحيحة للانتساب ، فكل من سكن البحرين (الأحساء والقطيف والبحرين حاليا) فهو بحراني ، ولأن كل البحارنة تقريبا من الشيعة ، لذا أصبحت الكلمة مرادفة في المعنى للشيعي فالبحراني تعني الشيعي وتعني ساكن المنطقة الأصلي .. الا أنها تعطي بالنسبة للطائفيين معنى دونيا تمييزا ، فالبحراني الشيعي ابن المنطقة بالنسبة لهم ، هو غير العربي-البدوي-القبلي، والسيد المسيطر ".

والكاتب لهذا البحث لا يرى ضررا من استخدام أي من المصطلحين شريطة ان لا يكون الهدف هو التمييز الطائفي او الأثني بين المواطنين .



جغرافية البحرين القديمة :


كانت البحرين قديما تمتد من البصرة شمالا الي عمان جنوبا ومن اليمامة غربا الى ساحل الخليج شرقا فهي تضم الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وقطر إلى جانب جزر البحرين الحالية في هذه الأيام . يقول الميرزا الخوانساري (1970م) "ان البحرين - كما في ( تلخيص الاثار ) - ناحية بين البصرة وعمان على ساحل البحر ، بها مغاص الدرر ، ودرة أحسن الأنواع ، ينتهي اليها قفل الصدف في كل سنة من مجمع البحرين ، ويحمل الصدف بالدر منه اليها ، وليس لأحد من الملوك مثل هذه الغلة " .

وفي معجم البلدان لياقوت الحموي (المتوفى 1228م) " ان البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان ، قيل هي قصبة هجر . وقيل هجر قصبة البحرين " . والقصبة هي المدينة او أعظم مدن البلاد ، وهجر في الجغرافية القديمة كانت تعني اقليم البحرين من البصرة الى عمان أحيانا ، وتعني مدينة وقصبة للاقليم في احيان أخرى . هذه المدينة القديمة (هجر) دمرها أبو سعيد الجنابي زعيم القرامطة عام 900م . وفي عام 929 م قام أبوطاهر القرمطي ببناء مدينة الأحساء التي اتخذ منها قاعدة لدولته . وهناك اختلاف حول المكان الذي بنيت فيه مدينة (الأحساء) فالبعض يرى انها بنيت بالقرب من مدينة هجر التي دمرت والبعض الاخر يرى ان الأحساء بنيت على أنقاض هجر . ومن القائلين بالرأي الثاني حسن الامين (1981م) في دائرة المعارف الاسلامية الشيعية حيث يقول "ان الاحساء كانت تطلق على ما يعرف ب( هجر ) عاصمة ( البحرين ) التي كانت اسما للمنطقة الممتدة من البصرة الى عمان" .

يقول عبد الرحمن عبد الكريم النجم (1973) "أطلق العرب إسم البحرين على الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين البصرة وعمان، فهو يشمل ما نعتبره في لوقت الحاضر الكويت والإحساء وقطر وجزر البحرين الحالية المعروفة باسم أوال. وهي متصلة غربا باليمامة، وشمالا بالبصرة وجنوبا بعمان".

ان اسم البحرين كان اذن يطلق على المنطقة كلها وتكون هجر العاصمة ، وأحيانا تكون هجر المنطقة كلها . يقول الحموي (المتوفى 1228م) "هجر مدينة وهي قاعدة البحرين . وربما قيل الهجر ، بالألف اللام ، وقيل : ناحية البحرين كلها هجر ، وهو الصواب ." الا ان الأكثر شهرة ان هجر قصبة البحرين . يشير الميرزا

الخوانساري (1970م) بقوله "هجر مدينة كبيرة قاعدة بلاد البحرين " كما أشار الى ذلك أيضا بطرس البستاني في دائرة المعارف بقوله :" وكانت قصبتها (البحرين) مدينة هجر" ثم نتيجة لغلبة الاستعمال فقد اختص اسم البحرين بجزيرة أوال (البحرين حاليا) وهجر بالاحساء . يقول الشيخ علي البحراني (المتوفى 1926م) :"اسم البحرين واسم هجر بفتحتين ويطلق كل منهما على الجميع كما هو المستفاد من تتبع كلام أهل اللغة وأهل التواريخ والسير ثم صار علما بالغلبة اسم البحرين على جزيرة أوال وهجر على بلاد الاحساء ".

والبحرين قديما كانت تضم ثلاث مدن رئيسية هي أوال والخط وهجر (البحرين و القطيف والاحساء على التوالي ) حيث استمر ارتباط هذه المناطق الثلاث ببعضها حتى مجيئ الاحتلال البرتغالي في 1520م الذي استولى على المناطق الثلاث وفي عام 1551م استولت الجيوش العثمانية على الأحساء والقطيف وبقيت جزيرة أوال تحت الاحتلال البرتغالي . استطاع الخوالد طرد العثمانيين من الأحساء والقطيف ولكن الوهابيين تغلبوا على الخوالد وأصبحت المنطقتين (الأحساء والقطيف) ضمن نفوذهم . في عام 1810م وبعد استيلاء الوهابيين على البحرين قاموا بتعيين عبد الله بن عفيصان وكيلا عنهم في البحرين وقطر والأحساء القطيف وكان مقره في البحرين .

ولكن هذا الامر لم يدم طويلا حيث استولت الجيوش العثمانية على الأحساء مرة أخرى عام 1818م . وقام ال خليفة بالاستنجاد بسلطان مسقط لطرد الوهابيين من البحرين .




جغرافية البحرين الحديثة :



ينقل قدري قلعجي (1992م) عن أمين الريحاني وصفا للبحرين حيث يقول :" ليس بين مسقط والبصرة أجمل من مركز هذه الجزيرة . وليس أصلح منه للتجارة أو للحرب . فهي تتوسط الخليج في زاوية معينة منه كأنها بارجة راسية في جون متسع بين قطر والقطيف ، أو كأنها باخرة دنت من الساحل الذهبي المحيط بها ترفع علم السلم والتجارة . بل كأنها ، وهي عند مهد اللؤلؤ ، جوهرة كبيرة في جيب الخليج . فلا عجب اذا تسابق اليها الفاتحون في قديم الزمان ، وتنازعها الأمم ذات الصولة والعرفان . وهي لا تزال محط رحال التجار يجيئونها من الهند وفارس ، ومحط رحال الطامعين بالسيادة على خليج العرب ."

كانت الأساطير السومرية تسمي البحرين "دلمون" أو "أرض الحياة" أو "الأرض المقدسة" لوجود عنصري الحياة بها ، الماء والزراعة ، اللذين تفتقر اليهما بقية البلدان المجاورة في العصور القديمة ، مما جعل سكان تلك المناطق يختارون البحرين لدفن موتاهم لاحراز الخلود .

وكان لموقع البحرين بين الشاطئين العربي والايراني ، وكونها طريق مواصلات بحري تتردد عليها السفن من مختلف دول العالم ، كان لذلك أثر واضح في المستوى الحضاري لشعب البحرين الذي كان دائما أقل بداوة وأكثر تحضرا من الشعوب المجاورة له . ولم يفقد موقع البحرين أهميته رغم أن هذه الأهمية كانت تتلون بظروف كل فترة تاريخية تمر بها .

فأثناء فترة الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية كانت أهمية البحرين تكمن في كونها طريق مواصلات بين أوروبا والهند .. ثم أصبحت البحرين في قلب منطقة الخليج الغنية بالبترول ، واحتياطي الطاقة العالمي البالغ قرابة ثلثي ما هو متوفر في العالم .

تتألف البحرين من مجموعة جزر تزيد على الثلاثين تقع في الجنوب الأوسط للخليج العربي وتبعد 22 كم عن الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية وأكثر بقليل عن الساحل الغربي لشبه جزيرة قطر ، ويربط البحرين بالمملكة العربية السعودية جسر تم افتتاحه عام1986 م .

وتعد البحرين أصغر دول الخليج اذ تبلغ مساحتها الكلية 695 كم {مايقارب 270 ميل مربع} ، وتعتبر جزيرة البحرين الأم أكبر الجزائر اذ تبلغ نسبة مساحتها 85% من مجمل المساحة الكلية ، وهناك اضافة لجزيرة البحرين ، جزيرة المحرق (3,25 % من مجموع المساحة) وسترة (2,07 %) والنبيه صالح (0,11 %) وأم النعسان (2,72%) ، وجدة (0,05 %) ، وأم الصبان ، وجزر حوار القريبة من الساحل القطري.

تتكون أرض البحرين من الرمال وبعض الصخور الظاهرة ، وأغلب الجزر مسطحة وبها بعض أحجار الكلس . وفي شمال وغرب البحرين تكثر الأراضي الصالحة للزراعة مع وفرة ينابيع الماء العذب المنتشرة في البلاد قبل استنزافها في السنوات الأخيرة ، اذ عمدت السياسات الحكومية للاستغناء عن الأراضي الزراعية وقامت بتشييد المباني و الشقق عليها مما أدى لأن تعتمد البحرين على أكثر من 95% من المواد الغذائية المستوردة للبلد .

أما عن حالة الجو فهو حار في الصيف معتدل في الشتاء مع أمطار خفيفه ، ويكون الجو لطيفا في الفترة الممتدة بين شهري نوفمبر وأبريل حيث تتراوح درجات الحرارة بين 15 -24 درجة مئوية ، ولكن معدل درجة الحرارة في البحرين هو 36 درجة مئوية مع رطوبة عالية ، أما معدل سقوط الأمطار سنويا فيبلغ 77 ملم تقريبا.