الجزء الثالث
==========
وأمّا قوله <الله أكبر الله أكبر> فإنه يقول: الله أعلا وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه، وأطاع من أمره وعرّفه ،وعبد اشتغل به وبذكره وحبه والأنس به ،واطمئن إليه ،ووثق به وخافه، ورجاه واشتاق إليه ،ووافقه في حكمه وقضائه ،ورضي به.
وفي المرة الثانية <الله أكبرü الله أكبر> فإنه يقول: الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه ،وعقوبته لأعدائه ،ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم )، ومبلغ عذابه ونكاله وهوأنه لمن أنكره وجحده.
وأمّا قوله <لا إله إلا الله > معناه: الله الحجة البالغة عليهم بالرسول والرسالة والبيان والدعوة ،وهو أجلّ من أن يكون لأحد عليه حجّة ،فمن أجابه فله النور والكرامة ،ومن أنكره فإن الله غني عن العالمين، وهو أسرع الحاسبين.
ومعنى <قد قامت الصّلاة> في الإقامة أي حان وقت الزيارة والمناجاة ،وقضاء الحوائج ،ودرك المنى، والوصول إلى الله عز وجل إلى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه.
قال الصّدوق: إنما ترك الراوي ذكر <حيّ على خير العمل> للتقيّة.
وقد ورد في خبر آخر أنّ الصّادق ( عليه السلام ) سأله عن معنى <حيّ على خير العمل> فقال: خير العمل الولاية، وفي خبر آخر: خير العمل فاطمة (عليها السلام ) وولدها.
وهو الخبر الذي رواه الصّدوق في العلل ومعاني الأخبار أيضاً عن محمد بن مروان عن الباقر ( عليه السلام ) قال: أتدري ما تفسير <حيّ على خير العمل> قال: قلت: "لا"، قال: دعاك إلى البر ، أتدري برّ من؟ قلت: "لا"، قال: دعاك إلى بر فاطمة ( عليه السلام ) وولدها ( عليهم السلام ).
وفي جامع الأخبارعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه سأل النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) عن تفسير الأذان فقال: يا علي الأذان حجة على أمتي ،وتفسيره إذا قال <الله أكبرü الله أكبر> ،فإنه يقول: اللهم أنت الشاهد على ما أقول، يا أمة محمد قد حضرت الصّلاة فتهيؤا ،ودعوا عنكم شغل الدنيا.
فإذا قال <أشهد أن لا إله إلا الله > فإنه يقول: يا أمة محمد أشهد الله وأشهد ملائكته أني أخبركم بوقت الصّلاة فتفرّغوا لها، فإنه خير لكم، فإذا قال <أشهد أنّ محمداً رسول الله ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم )> فإنه يقول: يعلم الله وتعلم ملائكته أني قد أخبرتكم بوقت الصلاة،فتفرّغوا لها، فإنه خير لكم.
فإذا قال: <حيّ على الصّلاة> فإنه يقول: يا أمة أحمد دين قد أظهره الله لكم ورسوله فلا تضيّعوه، ولكن تعاهدوه يغفر الله لكم، تفرّغوا لصلواتكم فإنها عماد دينكم.
وإذا قال: <حيّ على الفلاح> فإنّ يقول :يا أمة أحمد قد فتح الله عليكم أبواب الرحمة فقوموا وخذوا نصيبكم من الرحمة تربحوا الدنيا والآخرة.
وإذا قال: <حيّ على خير العمل> فإنه يقول: ترحموا على أنفسكم فإنه يقول: لا أعلم لكم عملاً أفضل من هذه ،فتفرّغوا لصلواتكم قبل الندامة.
وإذا قال :<لا إله إلا الله > فإنه يقول: يا أمة أحمد اعلموا أني قد جعلت أمانة سبع سماوات وسبع أراضين في أعناقكم، فإن شئتم فاقبلوا ،وإن شئتم فأدبروا، فمن أجابني فقد ربح، فمن لم يجبني فلم يضرّني.
=========
يتبع ان شاء الله
المفضلات