سلام عليكم

عندما نتناول قضايانا الفردية أو الاجتماعية ونصنع لها هالة كبيرة..
فإننا بكل الأحوال نطغى في الميزان.... نتناسى كل الإيجابيات ونقف عند حدود الأمور السلبية في غفلة وذهول.
لقد أصبحنا ننظر إلى حياتنا على أنها مخلوق مشوه ممسوخ الوجه... ننفر من النظر إليه.. فلا نرى من محاسنه شيئا ونرى من قبائحه ما لا يستر.
ولربما ما يخفيه هذا الممسوخ في قلبه هو الطهر والعفة وطيب الخلق .

ترى هل الشرور هي من تنال الحبوة وتنال النصيب الأكبر من تفكيرنا وجهدنا... وهل كل توقعاتنا سائرة بهذا الاتجاه فقط.

البعض وللأسف الشديد يرسم معالم الحياة بهذه الشاكلة فيخنق كل المحاسن ويغتالها في مهدها.. كما لو كان هو المشكل والكون لهذه الحياة .

لقد تعلمنا من الرسول الأعظم ومن نهج الائمة الأطهار صلوات الله عليهم أن ننظر للأمور من الجانب الإيجابي وأن نتعامل معها من هذا المنطلق... لكن تبقى هذه نظرية نؤمن بصحتها لكننا وعلى أرض الواقع لا نطبقها ولا نتعامل معها.

حتى علاجنا للمشكلات محصور بالعلاج السلبي لا بالعلاج في الجانب الإيجابي ... فلا ينظر منا أحد إلى أن الأمر قد يمكن توجيهه إلى الأفضل بعد حين بل يتوقع الأسوأ ويمضي على أن النتيجة هي سيئة ويتعامل معها على ذلك.

حينما نقول للطفل الصغير عندما يبدأ بالكتابة أنه لا يجيد الخط ولا يجيد التعامل مع القلم.. فإننا نقتله ونحكم عليه بالإعدام. فهو لن يحمل قلما بعد ذلك ولن يحاول تحسين خطه والتعامل مع القلم بصورة أفضل .
عوضا عن تشجيعه ومصاحبة هذا التشجيع بالتعليم ليصل إلى مرحلة إتقان العمل... ويكون بذلك طاقة يستفاد منها... نقوم بعكس ذلك.

هكذا دوما نتعامل مع المشكلات. فننظر إلى الأسوأ عوضا عن البحث عن البحث عن حل لهذه المشكلة أو معالجتها بطريقة إيجابية.

فالضرب والتقريع والتشويه هو العلاج الأول.. وهي الحلول السهلة التي لن تجهد كواهلنا... بل نعتقد أننا وقفنا على النهاية منذ البداية.

ها نحن ننظر إلى شبابنا من الجنسين... مكسورين تتكالبل عليهم المشكلات... وعوضا عن تذييل مشاكلهم وأن نكون لهم عونا عليها.... نرجمهم بحجر.

حتى الكلمة الطيبة أصبحت عاجزة عن الوقوف على أطراف ألسنتنا... فهي مليئة بالأشواك السامة ووقوفها يعني موتها من قبل أن تلفظها الألسن .

سبحان الله

هل تناول أحدنا في إحدى المرات محاسن أمر ما... عمل جماعي أو عمل فردي. دون الوقوف على سلبياته وإطفاء شمعته من قبل أن يبصرها الناس ؟.
أبدا
لما لا تتركون الناس تبصر ذلك الضوء الخافت.. ربما تستمد منه بعض الأمل عوضا عن أن تتوقف للنظر للظلام وحلكة الظلام.

إذا ما قال أحد فلان من الناس رجل صالح...... حتى يأتي أحدهم ليقول لا .. أنت تتوهم هذا الصلاح فهو فعل كذا وقال كذا وجالس ذاك وضاحك أولئك. وكلهم سيئين وهو على شاكلتهم.
ألا يحتمل أن يكون هذا الشخص أصبح سويا.. أو أن ما قيل في حقه مبالغ فيه أو فيه مغالطة.
أليست هذه المساوئ التي ذكرت من الغيبة المحرمة ؟.
ولما يفسح المجال لذكر حسناته وما قام به من أفعال يستحق الشكر والثناء عليها.

لما السيئات يذهبن الحسنات.... عوضا عن أن تذهب الحسنات السيئات وتمحوها.

لما لا نؤمن بقدراتنا ؟. عوضا عن الإيمان بعجزنا ؟.


أنتم محاربون يريدون أن يستضعفوكم ويميتوا قدراتكم الكامنة في أعماقكم وينحدروا بكم من النور إلى الظلمة.
يريدون أن يروا أنفسهم أفضل منكم وأنتم دونهم.

إن من برز من علماء ومفكرين لم يكونوا مميزين عنكم.... أو هم أفضل منكم خلقة .. بل الحق هو أن الله سبحانه وتعالى أنعم على عباده وأفاض عليهم من النعم ولا يزال هو المنان يغدق علينا بنعمه ... لكن تقبلنا لهذه النعم يختلف من شخص لأخر.
فمن كان سوداويا منصرفا عن النور لن يستشعر النور....
لنكن نحن أيضا ننظر للأمور بشكل أكثر إيجابية ولنقلل السلبية ونهجها من حياتنا.

منفوووووووول
اسألكم الدعاء