بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكور اخواني واخواتي على التشجيع
مشكور اخي اسياد على الكلمات الجميلة والرائعة والرنانه
.................
...::: جاء رومان :::...
وأنا غارقٌ فيبحر أفكاري ارتفع صوت من يسار القبر : إنّك تتمنى العودة عبثاً .. فقدْأُغلقت صفيحة حياتك !! فرعبتُ لذلك الصوت في تلك الظلمةوكأنّ أحداً قد دخل القبر ..فسألته بصوتٍ مهزوز :
من أنت !!فأجاب :أنارومان من ملائكة الله .قلتُ : لعلّك عرفتَ ما يدورُ بذهني !!قال : نعم .
قلت : اقسمُ لو تركتني أعود إلى ذلك العالم لنْ أعصي اللهأبداً وأعمل على كسب رضاه .. اليوم حيث انصرف عني كلّ من أعرفهم بلْ وحتى أفرادأسرتي وتركوني .. أدركتُ غدر الدنيا .. فأطمئن إذا رجعت إلىالدنيا لنْ أغفل لحظة واحدة عن طاعة خالقي وعبادته !!
قال : إنّها كلمة أنتَ قائلها .. لكن إعلم أنّ الواقع غير ماتتمناه فلا بدّ أن تمكث في البرزخ من الآن وحتى قيام الساعة .
بعد ذلك باشربإحصاء أعمالي الصالحة والطالحة تلك الأعمال التي ارتكبتها طيلة حياتي وسجّلهاالكرام الكاتبين .عجبا ً لها من صحيفة تضم حتى أصغر أعمالي صالحها وقبيحها , وفي تلك اللحظات شاهدت أعمالي أمام عيني .
كنت أفكر بثقل أعمالي وخفتها فبادر ((رومان)) إلى تعليق صحيفة أعمالي في رقبتيبحيث شعرت وكأن جبال الدنيا كلها علِّقت في عنقي.
ولما أردت أن سأله عن السبب في ذلك , قال : كلُّ إنسان يطوّق بأعماله.
قلت : وإلى متى يجب أن أتحمل ثقل هذاالطوق؟قال: لاتقلق , بعد ذهابي سيأتي منكر ونكير للمساءلة ثم تزول هذه المشكلةعنك.قالرومان ذلك وانصرف.
:: مساءلة القبر::
لميمض الكثير من الوقت على انصراف رومان تناهت إلى أسماعي أصوات غريبة عجيبة . وأخذت الأصوات تقترب أكثر فأكثر ويزداد فيَّ الرعب والرهبة , حتى وقف أمام عينيشبحان ضخمان مذهلان وبلغ اضطرابي ذروته لمّا شاهدت في يد كلٍّ منهما عموداً ضخماًمن حديد يعجز من في الدنيا عن تحريكه, ثم فهمت أنهما نكيرومنكر.
فتقدم أحدهما منيفصاح صيحة لو سمعهاأهل الدنيا لماتوا .وتصورت أن أمري قد انتهى . وبعدلحظات تكلّما وباشرا بالسؤال :مَنْ ربك؟ مَنْ نبيك؟مَنإمامك ؟فتلكأ لساني لشدة الخوف والرعب , وتوقف عقلي , بالرغم من أن فهميوعقلي ازداد عمّا هو في الدنيا مئات المرات لكنه قصر هنا ...
كنت أعلم بنزولأعمدتهم على رأسي إنْ لم أجبهم , ما عساني فاعلٌ؟أطرقتبرأسي وأخذت بالبكاء وتهيأت لنزول الضربة .في تلك اللحظات حيث كنت أتصور أن كلشيء قد انتهى , تعلق فؤادي برحمة الله سبحانه و شفاعة المعصومين{ عليهم السلام } ,
فأخذت أردد : يا أفضل خلق الله وعباده , لقد كنت طيلة عمري أطلبمنكم أن تدركوني عندما أحلُّ في قبري , وليس من كرمكم التخلي عني في هذا الحال! هنا ارتفعت أصوات أولئك بالسؤال . ولم يمض إلاّقليلاً من الوقت حتى استنار قبري , وأصبح نكير ومنكر أكثر شفقة فسُرَّ قلبي واطمئنروحي وانفتح لساني , فأجبتهم بشجاعة وصوت عالِ اللهربي ومحمد نبيي , وعلي وأولاده أئمتي , والقرآن كتابي , والكعبة قبلتي ... الخ, ولقد وددت لو أعادوا السؤال كي أجيبهم بكل قوة .وفي الوقت الذي بدانكير ومنكر رضيا فتحا من تحت قدميَّ بابا ً إلى جهنموقالا : لولا أنك قد أحسنت الجوابلكان مستقرك هناك
. ثم أغلقوا تلك الباب وفتحوا من أعلى رأسي بابا أطلَّتعلى الجنة فبشروني بالسعادة . ومع هبوب نسيم الجنة امتلأ قبري بالنور واتسع لحديواسترحت قليلاً .وهنا انتابتني حالة من السرورالعارم والسعادة لخلاصي من ضيق القبر وظلمته .
::
الحضور عند الغربة ::
لم يستمرسروري لظفري في أول اختبار وسرعان مازال , وبزواله أدخل فيَّ حالة من الشعور بالضيقوالغربة فأخذت أفكر مع نفسي : لقد كان لي في الدنيا الكثير من الأصدقاءوالمعارف والأقارب , وكانت لي بهم علاقات طيبة وحميمة , بين أن يدي أصبحت صفراًمنهم .
يا الهي ! كيف أتحمل الغربةفي هذه اللحظات العصيبة القاسية ؟ ! وهل سيستمر همُّ الغربة مسيطرا ً عليَّ في هذاالعالم ؟أطرقت برأسي وأخذت أبكي دون اختيار مني , وما هي إلا لحظاتحتى تناهى إلى مشامّيِ عطرٌ طيب للغاية , وأخذ يزداد ويزداد .وفي الوقت الذيكان كتابي يثقل كاهلي رفعت رأسي بصعوبة فشاهدت رجلا يقف أمامي فأدهشني وجوده , لقدكان شابا ًحسن الوجه طيب الأخلاق , فمسحَ الدموع من عينيَّ
يتبع>>
المفضلات