بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِِّ على محمد وآل محمد
...........
حفل الاستقبال
عندما وقع بصري على الأوضاعداخل وداي السلام بهت وتسمرت في مكاني وتملكتني الدهشة لرؤية تلك المناظر الجميلةالتي لا يمكن تصديقها . لم أدرِ كم قضيت وأنا على تلك الحال حتى شعرت أن هناكمن يهز كتفي ،
فتحت عينيّ فإذا بي أشاهد وجه ( حسن ) الباسم ، فأحسست بالراحة لرؤيته مرة ثانية إلىجانبي فاحتضنته ، وفي تلك الأثناء همس ( حسن ) في أذني : لقد جاء بعض المؤمنين لاستقبالك ، تأملت قليلا وإذا بزمرة من المؤمنين
وقفوا أمامي مبتسمين ، تركت ( حسن ) وتوجهتنحوهم بهدوء ، ولما وصلت عندهم رحبوا بي جميعا ، وبدوري سلمت عليهم واحتضنتهم واحداواحدا .
ثم سألني أحد المؤمنين عن أخيه،فقلتله : إنه لم يزل يزرع في مزرعة الدنيا ،وسألني آخر عن أحد الأشخاصفأجبته : لقد رحل عن الدنيا قبل مجيئي إلى البرزخ بسنواتفأطرق السائلبرأسهوقال : أعانه الله ،فسألته بعجب : ماالذي حصل ؟
قال : إنه لم يأت إلى هنا لحد الآن . إذ ذاك فهمت أنهمازال ممتحنا في وسط الطريق أو استقر في وادي العذاب . ثم تقدم أحدالمؤمنين نحوي مستفسرا عن أحد الطواغيت في الدنيافأجبته: للأسف إنه لم يزل حيا ويواصل طغيانه ،فقال لي : لا تأسف إذ أن الله لا يمد الكافرين والظالمينخيرا لأنفسهم بل ليرتكبوا المزيد من الخطايا فينالهم العذاب الأليم في الآخرة .
انتهى حفل الاستقبال بعد أن آنست بهم ولم أشأ تفرقهمعني . وقد شعر ( حسن ) بما يدور فيداخليفقال لي : لا تقلق فإنك ستلتقي بهم وبسائرالمؤمنين الذين يلتقون ببعضهم البعض بين فترة وأخرى ، ومدة كل لقاء تتبع درجةالملاقي والملاقى ،ثم سحبني من يدي وقال: هيا بنافقد أعددت لك مستقرك .
ونحن نسير كنت أشاهد أهل وادي السلام زرافات زرافاتجاؤوا للقاء بعضهم البعض وقد تحلقوا حلقات حلقات فيتحادثون فيما بينهم تغمرهمالفرحة والسعادة والابتسامة تعلو وجوههم .
كان التابوت يسير مرفوعاً علىأكتاف أصدقائي وكنتُ أرافقهم والقلق من المستقبل يهيمنُ عليَّ.
وفي الوقتالذي كانت ألسنة الكثير من المشيعين تترنم بنداء "لا إله إلاالله: .. كان إثنان من أصدقائي يتهامسان فيما بينهما فدنوتُ منهما وأنصتُّلحديثهما ..
وااااعجباً !!متى تستيقظان من غفلتكما !!أتتحدثان عن معاملة وصكوك مرفوضةوأرباح و ... !! كان من الأفضل أن تفكرا في هذهِ اللحظات بآخرتكما .. بذلك اليوم الذي سيحلُّ عليكما وينقضُّ عليكما الموت !!إذْستنقطعُ أيديكما عن الأرض والسماء وتغلق صحيفة أعمالكما وتطلبان الفرصة مثلي .. حينها لن تحصلا على الإذن بالعودة وستعضان على أيديالندامة : يا ليتنا قدْ فكّرنا بهذهِ الدنيا الباقية في تلك الدنيا الزائلة .
أيّها الأصدقاء !!إنني أدعو لكمْ أن تعمّردنياكمْ وتكون آخرتكم أكثر عمراناً .. ولكن أقسمُ عليكم بالله أن تستيقظوا منغفلتكمْ وفكّروا جيداً .. وإذا لمْ تفكروا بي ففكروا بآخرتكمْ على أقلِّ تقدير .. فكروا بذلك اليوم حيث ستلحقون بي .. أمضوا هذِ اللحظات بذكر الموت .. فإذا لمْتفكروا بالموت هُنا.. فأين يتعودون إلى أنفسكمْ !! كأنّ الموت لمْ يُخلق لكمْ!!
عجباً .. ثمّ عجباً لكمْ تنظرون إلى الموتولا زلتثمْ غافلين .
وهُنا توّجهتُ إلى أهليوعيالي قائلاً :
أيّها الأعزاء !! لاتغرّنّكمْ الدنيا كما غرّتني .. لقدْ أجبرتُموني على جمع الأموال التي لذاتها لكمْوتبعاتها عليَّ" .
وصل المشيعون إلى المقبرة .. وعند مشاهدتي لها استحوّذ علىفؤادي الغم .. مرّوا على العديد من القبور حتى بانت حفرةٌ من بعيد فهيْمنَ عليَّالاضطراب والرعب .بقيتُ مسافة حتى قبري فوضعوا جنازتي على الأرض .. استرحتُقليلاً .. وبعدَ قليل رفعوا التابوت ثانية وساروا بهِ قليلاً .. ثُمّ وضعوهُ علىالأرض ثُمّ رفعوه ساروا بهِ وحطّوا به على مقربة من القبر .. ألقيتُ بنظرة إلى داخلالقبر
..........
في غدا ترقبوا
ما سيحدث في القبر هل سيأتي الشياطين مرة ثانية
المفضلات