بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



........


التشيع



""أنا راحلٌ .. وثقوا أنكمْ ستلحقون بي .. ولا تـتصوروا أنّ الموت خُلق لغيركمْ .. عجباً لكمْ تشاهدون الموت ولا زِلتُمْغافلين ..!!! ""لما انتهت الصلاة حملوا جنازتي على أيديهم .. ومرة أخرى بعثتصرخات الشهادتين الطمأنينة في نفسي .. ولعلاقتي بجسدي أمسكتُ بأعلى الجنازة وأخذتُأسيرُ معها .
لقدْ كنتُ أعرف المشيعين جيداً .. مجموعة بقاعدة التابوت .. وأخرى تمشي خلفه .. كنتُ أسمع أصواتهم وأحاديثهم .. حتى إن باطن الكثير قدْ انكشفَلي .. من هُنا قدْ اعتراني السرور لحضور البعض .. فيما كان حضور آخرين يؤذيني حيثُكانت الرائحة الكريهة المنبعثة منهم تعّذبني ..



كنتُ أرى بعضهُمْ على هيئة قردة فيحين كنتُ أحسبهم في الدنيا من الصالحين .. من جانب آخر نظرتُ إلى أحد معارفي فداعبتروحي رائحة العطر المنبعثة منه .. وقدْ كنتُ في الدنيا لا أكنُّ لهُ الاحترام وذلكللبساطة الطاغية على ظاهره .. وربّما أسقطته في عيني غيبة الآخرين له .. و و ..



كان التابوت يسير مرفوعاً على أكتاف أصدقائي وكنتُ أرافقهم والقلق منالمستقبل يهيمنُ عليَّ .باب الولايةكنت أشعر بأنني أسير بخفة أكثر من السابق ، وكأنني أريدالتحليق وأصل وادي السلام خلال لحظة واحدة ، نظرت إلى الأعلى فلم أجد أثرا للنار ،لكن طبقات خفيفة من الدخان كانت تلوح في الأفق لكنها كانت في طريقها إلى الزوالبإطلالة نور أبيض بهيج ، وكانت تطل علينا بين الحين والآخر أشجار خضراء زاهية ، كنانطوي طريقنا بسرعة فائقة وقليلا ما كنا ننتبه إلى ما يدور حولنا .
كنانواصل مسيرنا وإذا بنا نلمح عن بعد بابا يحتشد عندها قوم وقفوا ينتظرون ويحرسهاملائكة شداد أقوياء . وقفت عند الباب دون اختيار وأخذت أراقب الحراس والحشودالواقفة ، وبين الحين والآخر يسلم بعض الناس أوراقا خضراء للحراس فيعبرون من الباب،فأدرت عيني نحو ( حسن ) الذي كانواقفا خلفي ويراقب تصرفاتي،فسألته : ما الذي يحدث هنا ؟أجابني : هذا خط السعادة فهو آخر نقطة من برهوت . ثم واصل كلامهبنبرة خاصة : هنا باب الولاية فمن عبرها نال السعادة الأبدية. قلت : وماذا تعني بابالولاية ؟قال: لا يدخل وادي السلام إلا منتعلق قلبه في الدنيا بمحبة علي ( عليه السلام ) وآلالنبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فيمنح مثل هؤلاءبطاقة الولاية ليعبروا من هذا الباب بيسر ويقتربوا من أبواب وادي السلام .








سررت كثيرا لسماعي اسم وادي السلام، لكننيسرعان ما أخذت أفكر ببطاقة الولاية فتوجهت مرعوبا مضطربا إلى ( حسن ) وقلت له : لقد كنت فيالدنيا محبا ومواليا لأهل البيت (عليهم السلام) لكنني لا أمتلك بطاقة الولاية، فأشار بيده إلى يمين الباب




وقال : اذهب إلى تلك الخيمةالخضراء،فتوجهت إليها على عجل ، فوجدت فيها رجلايرتدي ثيابا بيضاء حسن الوجه وقد جلس في زاوية منها ويتحدث مع أحد البرزخين ، وكأنذلك الشخص كان محروما من بطاقة العبور وهو الآن يتوسل للحصول عليها .



قال الرجل ذو الثياب البيضاء لذلك البرزخي : كما قلت لك عليك العودة إلى وادي الشفاعة عسى أن يدركك الفرج وإلا فإن مشكلتك أنتوالواقفين في الخارج لا تحل هنا .




غادر البرزخي الخيمةمهموما، فدخلت وألقيت السلام ثم جلست أمام ذلك الرجل العظيم ، فرد عليالسلام ، وقبل أن أبوح بطلبتي تصفح دفترا كان أمامه ، وكانت رجلاي ويداي ترتجفان.






غدا في الموعد




ماذا سيحث هل سيعطيه البطاقة أم لا