و بعد العشاء .. صعدنا جميعا لغرفنا لننام
فقد كان من المتفق بأن أبقى مع فؤاد في غرفتي
و عمي في غرفة
و جواهر في أخرى !
و هكذا حصل
.. .. ..
استغللت فرصة نوم فؤاد
فأخرجت دفتر مذكراتي و أخذت قلمي
و بدأت أكتب مذكرة اليوم :
نظرة .. نظرتين .. ثلاث
لا تكفـــــــي !
شيء مميز جذبني إليها
منذ أول لقاء
براءتها
جمالها
رقتها
طريقة أسلوبها
و كلامها
و الكثير
لا أصدق أنـــــــا معجب بها !
و بهذه السرعـــة !
فهي ليست سوى بنـــت العم !
صحيح
إنني مؤمن بالحب
و لكــن هل هذا حب !
فأنا صغير
و هي ايضا صغيرة
و لكن ! ليس للحب عمر معين !!
أسئلة كثيرة تدور بمخيلتها
و لكن الأيام ستكون كفيلة لتجاوبني !
..
ثم أغلقت دفتر و نمــــــــــت
فقد كان يوما شاقا و جميلا
و بداية حلم جديد
كما أظن !!!
الجزء السابع:
استمر وجود عمي معنا في المنزل لفترة ستــة أيام فقد كنــت مــــــن أسعد الناس على كوكب الأرض !
و لأول مرة في حياتي أحس بالأمان و الاستقرار مع أهلي
و آه جواهر .. ملاكي الطاهر
فقد تأكدت الآن بأن ما أكنه من مشاعر نحوها هو الحب
هو ما يحكي عنه العالم بالجنون
عالم وردي اللون ..
أحساس البشر..
قلوب متحابة
و أرواح واحدة..
هو السفينة المبحرة في بحر كبير إلى لا طريق
و لا نهاية في الوجود !!
يتلقى الأمواج و المصاعب بروح عالية .. رفيعة ..
ينافس اهتزاز الجبال
و يتردد هذا السؤال في مخيلتي : و هل جواهر تحبني ؟
..
و في مساء اليوم السادس
بينما شعرت بالعطش ليلا.. ذهبت إلى المطبخ لأروي عطشي بالماء البارد ..
و حينما أغلقت الثلاجة جاءني صوت جعلني أفزع
... : هل خفت يا ضاحي ؟
ضاحي بتوتر و كأنه عرف مصدر الصوت : ها .. لا .. نعم .. قليلا
جواهر و هي تضحك: ما بك !
ضاحي : لا شيء يا بنت العم فقد دخلتِ بشكل مفاجئ و أخفتيني
جواهر : ههههه سامحني
ضاحي : لا بأس
ثم نظرت إلى عينيها بشدة .. فقد أحمرت خجلا من نظراتي الفاضحة
فأرادت أن تغير جو التوتر بيننا فأردفت قائلة : سنغادركم غدا انشاءالله إلى الإمارات
ضاحي : ماذا ؟ و لكننا لم نمل منكم
جواهر: أبي مصر على العودة لإتمام بعض أموره
ضاحي بتوتر و حزن : و .. و ل .. ولكنني .. سأ .. سأشتاق .. إليكِ
فقد رنت هذه الكلمة في قلب جواهر : سأشتاق إليكِ .. سأشتاق اليكِ .. !!
يا ترى هل يكن لي معزة أو حتى مشاعر أو أو أو حب ! ..
كما أحبه أنــا ! نعم فمنذ صغري و أبي يردد لي هذه المقولة:
ستكونين لأبن عمكِ يا جواهر.. فقد أحببك يا ضاحي قبل أن أراه !
قطعت أفكارها بسؤالي: و هل ستشتاقين لي يا جواهر ؟
جواهر و هي في أحلامها الوردية : آه هل أخبرك أم لا ؟ فأنت الروح و الحب في قلبي منذ صغري ..
ضاحي : جواهر هل أنت معي ؟
جواهر: نعم نعم معك
ضاحي : و لكنك ِ لم تجيبيني
جواهر بخجل: حتما سأشتاق لك كثيرا
و تلاقت أعيننا من جديد .. و لكن هذه المرة بجرأة أكبر !
و اقترب منها ضاحي قائلا : أعلم أنك صغيرة على الحب و لكن ما أعرفه أنـــا أن لا للحب سن أو عمر معين.. فأنا أحبكِ يا جواهر ..
صدقيني يا بنت العم ! هذه ليست مشاعر مراهق.. أنا متأكد من ذلك
هذه مشاعر إنسان رأى فارسة أحلامــه.. لقى مجنونته و شريكة حياته مستقبلا..
ثم خرج من عينيها بريق رائع ..
لا اعرف مصدره حتى اليوم ..
و بدأ هذا السؤال يتردد على مخيلتي من جديد
و هل تحبيني أنتِ يا جواهر ؟
و لكن الجواب وصل سريعا قبل أن أنطق بكلمة
جواهر : و أنا أحبك يا ضاحي .. فأنت فارس أحلامي رغــم صغري كفتاة تعشق و هي في الرابعة عشر..
ثم خرجت من المطبخ مسرعتا إلى غرفتها .. خجلتا من موقفها ..
و هكذا كان اللقاء الأول بيننا وحدنا !
و في صباح اليوم الثاني .. علمت أنهم قد غادرونا
من دون الوداع .. فقد كانت خجلة بما فيها الكفاية.. !
الجزء الثامن:
أسرعت إلى غرفتي و أنا احضن نفسي.. !
فغياب جواهر عن حياتي حتما سيؤلمني !
و ما أن جلست على سريري حتى رأيت ظرفا مكتوبا عليه: إليك يا حبي
فأسرعت بفتحه .. و بدأت بقراءة الرسالة .. :
ضــاحي ..
سامحني لأني غادرتك من دون الوداع
و لكــن كل ما أريدك أن تعرفــه
أنني أحببتك قبل أن أراك
و سكنت ضلوعي قبل أن أهواك
فيا حبي الأول و الأخير
حــب الطفولة و الصبا
سأكون بذكراك مدى الحياة
ثق بي فأنا لك
كن على ذكراي
حتـــى اللقاء
بنت العم :
جواهر
فأنا أثق بها و هي وعدتني باللقاء.. و سأكون بانتظار هذا اليوم
بكل شوق و لهفة !!
...
مرت الأعوام و أنــا أذوق طعم البعد و الفراق
و لكـــن ذكرى محبو بتي ما زالت بقلبي مشتعلة
فقد كانت بنت العم أسم على مسمــى
جواهر كجوهر معناه : ما يستخرج منه شيء ينتفع به
من الأحجار الكريمة الغالية القيمة .. نعم فكم هي غالية و نادرة في الوجود !
آه يا حبيبتي جواهر
و ما زلت أتذكر شكلها جيدا حتى اليوم
فقد مر عامين منذ آخر لقاء
فأنا أبلغ الآن من السن الآن السابعة عشر
و هي تبلغ من السن السادسة عشر
فيا ترى هل تحبني مزيونتي حتى الآن ؟
فأنا لست جيدا في الوصف و لكنني سأفعل كل ما في وسعي
لأوصفها ! منذ عامين كانت فتاة رائعة الجمال كالقمر .. بأنف طويل
و عينين مكحلتين متميزتان بالسواد.. و فم صغير..
فقد كانت طويلة بجسم معتدل .. أما شعرها الحريري الأسود فقد كان طويلا و غليظا ..
مع دخول أبي و أمي المجلس اعتدلت في جلستي و ابتسمت
بوضاحي : ما بك يا بني كثير التفكير فالحياة سهلة ابتسم لها لكي تبتسم لك
ضاحي : أعلم يا أبي و لكنني منشغل بالتفكير في عدة أشياء
أم ضاحي : و هل منها دراستك ؟
ضاحي و هو مستغرب من لهجة أمــه لأنها لا تتكلم عن دراسته كثيرا :نوعا ما
بو ضاحي : حسنا .. فلك الخبر المفرح .. ستسافر الأسبوع القادم يوم الخميس إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الصحافة كما تحب يا بني فقد قدمت أوراقك إلى الجامعة و ردوا علينا بالقبول
ضاحي : ما أروعها من مفاجأة .. و أخيرا سأصبح صحفيا !
بو ضاحي : كنت أتمنى بأن تصبح رجل أعمال أو تاجر مشهور و لكن ما دامك تحب الصحافة فلك ذلك ..
ضاحي : يا أبي فأن العلم هو الذي سيجعلني تاجرا .. كما يقول الجميع كل شيء يرخص إذا كثر إلا الأدب كلما كثر غلا
أم ضاحي : على العموم أتمنى لك التوفيق يا بني
ضاحي باستهزاء من اهتمام أمه المفاجئ : انشاءالله
و سكت الجميــــــــع ..
الجزء التاسع:
حاولت بطريقتي الخاصة أخذ رقم منزل عمي في الإمارات من أبي
و بعد ذلك أسرعت إلى غرفتي و قلبي يخفق .. و اتصلت
ضاحي : ألووووو
... : السلام عليكم
ضاحي و هو يتكلم بصوت خافت : هذه جواهر .. حبيبة القلب.. تبا لي بدأت أرتجف
... : نعــــــم من على الهاتف ؟
ضاحي بدا يتلعثم : أنــا ضــاحي يا جواهر
سمعت صرخـــة هزت جسدي : ضاحي !!!!!!! ..
ضاحي : جواهر
جواهر : لقد ضنيت انك تخليت عنــي .. و نسيتني مع الأيام
ضاحي : آه و هل يوجد شخص ينسى قلبه يا حبيبتي .. فالأيام كانت موحشة
جواهر و هي تبكي : لقد افتقدتك كثيرا .. فلم أعد أحتمل أكثر من ذلك
جواهر: فداكِ روحي بنت العم أصمدي ذهب الكثير و لم يبق إلا القليل..
جواهر : ...
ضاحي : سأسافر يوم الخميس إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأحقق حلمي في الصحافة
جواهر : حقا .. انشاءالله تذهب و ترجع لنا بالسلامة ..
ضاحي : الله يسلمكِ حبيبتي .. و اتوسلكِ يا جواهر حافظي على نفسكِ حتـــــــى أعود .. و لا تقبلي الزواج بأحد أرجوكِ
جواهر: قلبي هو ملك لشخص واحد فقط .. وهبته إياه برضا و قناعة.. و سأستمر بحبـــــــه حتى الموت
ضاحي : هل هذا وعد ؟
جواهر : نعم وعد حبيبي
ضاحي : و أنا أيضا أوعدكِ يا حبيبتي .. بأنــكِ ستكونين جوهرتي الغالية
جواهر بضحكة خجل : كفى يا ضاحي سأغرق في دوامة الخجل ! فكــم أنت أناني
ضاحي : هههه سأتصل بكِ كل أربعاء في هذا الوقت
جواهر: و سأكون بالانتظار
ضاحي : أسترخصكِ الآن إلى اللقاء
جواهر: في أمان الله حبي
كنت بطبعي منذ صغري أرسم لي الكثير من الأحلام و الآمال.. التي كنت اسعي لتحقيقها.. فمنها دراستي و الحمد لله أنا في طريقي لتحقيقها
أما حلمي الآخر هو حبـــــــــي .. و زواجي من جواهر !
و عندما حان موعد السفر..
ودعت الجميع.. و أنا متحمس بأن ألاقي ما أتمناه من علم هناك
و أن ارجع صحفيا ناجحا و كاتبا مشهورا..
و اكتمل من ناحيــة رجل يستطيع تحمل مسؤولية أسرة و أطفال
حتى أخطب جوهرتي.. بنت العم ! .. و أملي في الحياة !!
الجزء العاشر:
و ما أن وصلت إلى العاصمة نيويورك.. اتجهت إلى مقر السكن في الجامعة .. فقد كانت الغرفة واسعة و كبيرة ..
و الأجمل أن لا أحد يشاركني فيها.. !! .. فبعدما جعلوني أهلي منطويا .. بعيدا عن العالم الخارجي
أصبحت أكره الاختلاط مع الناس و المجتمع.. و لكن سيحين الوقت عندما أصبح صحفيا ناجحا لأن أحطم القيود التي جعلتني بلا كيان ثابت و محدد !!!
آه .. و طيف بنت العم يلازمني في جميع أوقاتي ..
يحثني على الدراسة و الجد و المثابرة..
و الشيء الوحيد الذي كان يبعث في روحي الأمل و الحياة
كانت مكالمات يوم الأربعــــــاء مع جواهر ! فقد كنت سعيدا و لكــن
مرت الآن ثلاثة أشهر لم تتصل و أن اتصلت لمنزل عمي لا أحد يجيب
!!
المفضلات