أهمية الصديق في الحياة
لا تحسب أن في الحياة شيئاً يسعد الإنسان ويسره اكثر من
اكتساب صديق صالح يشاركه في مشاعره , ويغمره بعواطفه.
يأنس اليه في الوحشة , ويستعين به في الشدائد , ويعتمد
عليه في الملمات , ويستشيره إذا نزلت به نازلة أو دهمه
خطب سد عليه منافذ تفكيره . فلا يرفع عن الانسان وطأة
الحطوب والأحداث إلا الصديق الصادق حتى قال العالم
الاجتماعي الشهير اللورد افبري في كتابه (( السعادة
والسلام )) : ( واتخاد الصديق الصدوق ليس بالسهل اليسير
ومن تسنى له ذلك فليعلم أنه فاز بكنز ثمين ينبغي
له حسن القيام به )
قال الامام الكاظم (ع) : ( وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع
المعروف , وإغاثة الملهوف , وتحقيق أمل الآمل , وتصديق
فحيلة الراجي , والاستكثار من الأصدقاء في الحياة )
من هو الصديق المختار؟
الصديق هو شريك الحياة , هو الذي يجري في الانسان مجرى
الروح في البدن , هو المرآة التي تنع** عليها
حسنات المرء وسيئاته كما قال الرسول الأعظم (ص)
( المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى )وهو محط
الأسرار ومبعث الآمال لذلك يجب أن يكون حسن السيرة ,
طيب السريرة طاهر الذات , جميل الصفات حتى يقتدي
به صاحبه , ويهتدى به رفيقه .
قال أمير الؤمنين علي ( ع )
لا تصحب إلا عاقلا تقيا, ولا تخالط إلا عالماً زكيا ,
ولا تودع سرك إلا مؤمناً وفيا )
وقال زين العابدين (ع) ( مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح ,
وآداب العلماء زيادة في العقل )ال الامام الحسين (ع)
( مجالسة الدناة شر , ومجالسة أهل الفسوق ريبة )
وقال الامام الصادق ( ع ) ( لا تصحبوا أهل البدع
ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم )
من معايير اختيار الصديق : هو اختيار الشخص الأرقى والأعلى منا ! في صفاته وكمالاته .. فقد جاء في الحديث : ( إصحب من تتزين به ولا يتزين بك)! .. وذلك من أجل اكتساب الملكات الحسنة منه بما ينفع العبد في الدنيا و الآخرة .. وقد قال المسيح (ع) ( جالسوا من يذكركم الله َ رؤيتـُ! ه ، ويزيدكم في علمكم منطقـُه) .. و ما أجمل قول الأمام علي (ع) في هذا المجال : ( صحبة الولي اللبيب حياة الروح ) .
و من معايير اختيار الصديق : معاشرة سليمي النفوس الذي يعيشون الفطرية في حياتهم ، والابتعاد عن الأشخاص ذوي الكآبة والعقد النفسية و ما شابه .. فالبعض لا يتخذ الصديق إلا متنفسا لذكر همومه وغمومه الشخصية - ولو أدى إلى تجريح الغير وارتكاب بعض المنكرات القولية في هذا المجال- وبذلك يضفي جوا ً قاتما ً على نفسك !.. والحديث يقول : ( إحذر ممن إذا حدثته ملّـك ، وإذا حدثك غمّك ) .
ومن معايير اختيار الصديق: عدم مصادقة الأحمق !.. فهناك بعض الناس من يتصف بالحنان والمودة ولكن لا عقل له، فهو يريد أن ينفعك فيضرك !. وقد جاء في الحديث : ( إياك وصحبة الأحمق فأنه أقرب ما تكون منه.. أقرب ما يكون إلى مساءتك)!.. وقد لخص الأمام علي (ع) معاناة المبتلى بمثل هكذا صديق بقوله (ع) : ( صحبة الأحمق عذاب الروح ) .
من قواعد التعامل مع الأصدقاء : هو عدم إذهاب الحشمة و الحياء فيما بينهم .. فنحن نرى أن بعض الأصدقاء يرفعون الكلفة تماما ً فيما بينهم ، فيمازح بعضهم بعضا ً بكلمات و أفعال لا تليق بمكانة المؤمن ، و من الواضح إن ذلك مما يذهب بوقار المؤمن و احترامه لأخيه .. وهو أمر منهي عنه في روايات أهل البيت (ع): ( لا تـُذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها ، فان ذهابها ذهاب الحياء ) .. كما ورد الحث على تقليل المزاح بشكل عام و وضع حدود له ، فان مقدار المزاح من الحديث - كما في بعض النصوص - ينبغي أن يكون بمقدار الملح من الطعام .
وآسف للإطالة
ولكم تحياتي
المفضلات