أنا تبنيت جنون الهذيان اسماً للخاطرة ..

[لحن الخلود]

أيام مضت وأنا في حالة شوق رهيبة ..


أحاول أن أكبح جماح قلمي عن الكتابة ..


أريد نسيان صفحات الكتاب وأسطره البالية ..


أسير بعجز المحتاج لحبر أمسى " حياتي الأبدية " ..


ألوح بتصاميم صور قلمي المغبرة العتيقة ..
أداوي تمزق أوراقي بآهة من دمعتي المنسكبة ..


فأنادي بصمت العكوف على ورق المناجاة الخفية ..


أمسك بالقلم الذي بدأ برسم علامات الكتابة الطويلة ..


أتساءل عن أخبار كلماتي الباكية على طول الغيبة ..؟


أتحدث بجنوني المعتاد على ورق الإخلاص والتوبة ..


فلقد حلت بي علة اسمها " القلم والصفحة " ..


أتجاهل ذكرك هذه المرة لأنك تجاهلت سؤال كلماتي العليلة ..


أأرحل أم أظل على جنون قلمي ..؟!


أردت نسيان من نسي (حبي)..


وأرسل سلام ( قلبي ) على لوحة يلطخها اسمك الذي خططته بمشاعر جنون تجاهل الهجران..


كلما حاولت تحاشي سؤالي عن هجرانك الأليم ..!


نحت على وداع وهمي خلقته بقساوة قلبي ..


فبدأت بالكتابة إليك يا سيدي بأصابع مرتجفة خائفة ..


فعجزي عن الكلمات سبب لأخذ راحة من عبثي الطويل ..


ونثر النثر أمر قد طال أمره وخفت صوته ..


فأنا الحمقاء بالعربية أصبحت اشتاق لإمساك التقي والبدء بخط جملها ..


فليس لشوقي خياراً آخر غير ورقتي المطوية ..


أعذر جفائي في كلمات السؤال هذه ..


فأنا مازلت تلك العاشقة للكلمات الناطقة ..


لقد اشتقت لتفاخري "بحبي " لك بين الجموع الغفيرة ..


أعتذر عن نطقي لكلمة (الحب ) المحرمة الذكر في صفحاتي ..


سامحني لذكري حب طفولتي الضائعة ..


فأنا نسيت كل شيء من عبق الطفولة المنسية ..


أجهل سبب رجوع ذكرياتي القديمة ..


فحياتي كلها امست مملة سخيفة ..


فأنا أحيا على ذكرى طيفك الموشح بصمتك المبجل ..


وأختبئ من قلمك اللاذع كالسوط على الظهور ..


أسكب دموع الجهل والخطيئة ..


فأنظر أليك ياسيدي بعيني اليتيمة ..


وأعاتب وحدتي في ليلي الطويل ..


وأعنف عقلي المجنون الذي أعطاك حلة الخيال في هامش الصفحات ..


أستميحك عذراً سيدي فالهذيان رفيق دربي ..


وبالهذيان أكتب صفحات الشوق على وسادة نعاس الآحزان ..


أجهل سبب نقضي عهد الالتزام ..


فأنا لازلت صغيرة على ترك زاوية الأوراق ..


فأنا لازلت انكر سبب ايجادك في حنايا أوراقي ..


فعشقي لربما لايزال فعل حاضر ..


ونسيانك كان فعل ماض..


وياليت أحرف التمني تأتي بك لي ..


لعلني أقول بأني لن أتركك وسأريك كلمات السنوات الخمس المبعثرة ..


ولكنني في الحقيقة سأجمع خصلات شعر الانتظار وسأرتدي سترة التجاهل وسأسير بخطى هادئة اتلمس طريق الخروج من عينيك ..


وأنت ستلتهي بدمل جراح سجن القدر بمعطف الهجران ..


تلملم شتات عشقي الميت وتدفنه في مقبرة " لعل وَ عسى " ..


وتخط عليه بأصابعك الطويلة ..


( قبر معشوقة قارعة الطريق ) ..


فلربما نلتقي في لقاء "سوف " البعيد ..


عند نزع الورقة وجريان الدمعة ..


أكتب كلمات أبت أن أنساها مادمت حيّة ..


وأخط بقلمي ذو التسع عشرة ربيعاً عشقي للكلمة ..


أخجل من عدم كفاءتها ولكنها جنوني الحبري ..


أحببت من خلالها سيدي الوهمي ..


فكلانا نعتنق جنون القلم هواية ..


ولكننا نختلف في اسلوب الجنون ..


فهي تعشق فن الهجران ذريعة ..


وأنا تبنيت جنون الهذيان اسماً للخاطرة ..


... أنا هي وَ هي أنا ...


تحب القلم بحبره الأسود ..


وأنا عشقت من رسمت هي ملامحه ..