بسم الله الرحمن الرحيم

أن قيمومة الرجل على الأسرة لا تعني بالضرورة التحكم الذي لا يستند إلى العقل والشرع ، وإنما هو تخويل له من الشارع لأن يكون حاكماً أميناً في إدارة شؤون الأسرة ، فإن أي تجمع بشري من اثنين فصاعدا ، لا يستقيم أمره من دون قيادة وإدارة..

والآية جعلت أساس هذا التخويل أمرين: الملكات الذاتية للرجل ، وموقعه كزوج في الأسرة ، { بما فضل الله بعضهم على بعض } ، ومسئوليته في السعي لتأمين المعاش { وبما أنفقوا }.

القرآن الكريم يصف الصالحات بأنهن {قانتات } ، ومن مصاديق ذلك طاعة الزوج من غير معصية ..

ومن الواضح أن الزوج عندما يرى من زوجته حاكمية مستقلة في قباله ، فإنه سوف لن يستمر في علاقته معها طويلا ، فإن طبيعة الاسرة لا تتحمل قيادتين شأنها شأن الدول والمؤسسات..

ويصفهن بأنهن {حافظات للغيب } ، فإذا كان الزوج قلقا على تصرفات زوجته في غيابه - مالا وعرضا - فإن هذا الإحساس سوف يهدم جو الثقة الذي هو أساس الأنس الزوجي.

اننا لا نعني من طاعة الزوجة : تلك الطاعة العمياء التي يرى الرجل معها وكأنه يعيش في معسكر ، وهو يمثل قائد ذلك المعسكر ..

وإنما نعني حالة القبول من الزوجة ، بعد المناقشة وطرح الحلول البديلة ،فإذا أحس الزوج برجحان عقل في زوجته ، فإنه سيكف تلقائيا عن التحكّم بها وإجبارها على ما يريد.

إن على المرأة أن توازن دائما بين سلبيات العناد والاصرار على موقف معين ، وبين ايجابيات تحمل شيء من الحرمان ، مقابل تخفيف التوتر في الحياة الزوجية ..

فليس من العقل أن تحصل المرأة على ما تريد من متاع الدنيا ، مقابل بذلها لشيء من دينها او راحتها النفسية.

إن من الخطأ الفادح أن تلجأ المرأة - في مقام الدفاع عن ذاتها - إلى كشف أسرار الرجل ، فإن الرجل سوف يلجأ تلقائيا في المقابل الى كشف أسرارها ، والبيوت كما يقال اسرار ..

فالنتيجة هي استغلال اعدائهما لنقاط الضعف المستورة فيهما ، وفضحهما في المجتمع ، وما قيمة الحياة الزوجية بعد المصالحة ، اذا وقع الهتك الاجتماعي؟.

إن للغيرة حدودها المعقولة ..

فإن متابعة الرجل في كل صغيرة وكبيرة ، تجعله ينفر من عشه الزوجي ، وبالتالي يبحث عن البدائل الاخرى خارج المنزل ، فيقع اما في الحرام والغرام المدمر ، وإما في هجر البيت الزوجي بما فيه من تضييع الاولاد ، وجعلهم فريسة بيد الاقدار ..

فإن الام لا يمكنها التحكم في المنزل غالباً.

ان على الزوجة أن تكون واقعية في التعامل المالي مع الزوج ، فإن تحميل الزوج فوق طاقته ، ومطالبته بما لا يقدر عليه ، لمن موجبات النفور والنزاع ، وخاصة مع عدم رضا الزوج بما يبذله ..

فإن المأخوذ حياء ، واستسلاما لدفع المشاكل ، كالمأخوذ غصباً.

إن على الشاب قبل الزواج أن يستوعب المواصفات الضرورية في المرأة ، فالمطلوب هو الحد المقبول من الجمال أو الملاحة ، فإن الجاذبية الانثوية لا تتوقف دائما على الجمال بمعناه المادي ، فهذا سر من أسرار الله تعالى ..

اضف الى ضرورة وجود المنبت الاجتماعي الطاهر ، إذ لا يمكن إنكار الاثر اللا شعوري للبيئة الاسرية في كل سنوات الرشد والبلوغ .

إن من أهم مواصفات الزواج الناجح هو وجود حالة الاستسلام في الطرفين للعمل بأوامر الشريعة عند كل خلاف ..

فإذا كان هناك مرجع للإفتاء في الحياة ، فلا معنى لوجود خلاف ابداً ، إذ الخلاف فرع وجود ذاتين متنازعين ، ومع وجود الشرع ، فلا معنى لهذا التنازع ..

فـتأمل جيدا في قوله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ، ويسلموا تسليما }.

قد يرغب البعض في الزواج من غير الملتزمات على أمل الاصلاح في المستقبل ، ولكنها مجازفة غير مضمونة النتائج ، وخاصة مع بقاء الانحراف بعد العقد ..

فمن الممكن جداً أن تغلبه هي بمنكرها ، لا أن يغلبها هو بمعروفه ، وخاصة مع وجود حالة من الغرام المتبادل..

لاحظنا بحكم التجربة أن خير البنات للحياة الزوجية هي البنت التي تأنس الحياة المنزلية ، ولا ترغب في التحرك كثيرا خارج المنزل ، اختلاطا بالرجال ، وحرصا في اقتناء مغريات الدنيا ..

الا بمقدار الضرورة ..

فإن الزوجة عندما ينشغل ذهنها كثيرا بما عدا الزوج والاولاد ، فإنها لا تعطي الزوج حقه بشكل طبيعي


وبالله التوفيق