في اليوم التالي..
منذ الصباح فتحت جميع النوافذ و الأبواب للغرف و حتى الباب الخارجي أبقيته مفتوح لم اعد أطيق غلق الأبواب اشعر بالاختناق, رنا لم تعد تقدر على النور و غرفتها دائمة الظلمة, في أي نور تشعره تبدءا بالصراخ من الألم..
جلست عند العتبة أعلى العتبات بعيدا عن السور الخارجي للبيت متوارية عن الأنظار..
لمحت امرأة كبيرة في العمر واقفة تتأمل البيت و على وجهها شبة ابتسامة, تحركت من مكاني إلى أعلى العتبات, اقتربت المرأة
" هل عاد البيت ينبض بالحياة ؟؟ "
سئلت السيدة الكبيرة
و اقتربت منها
" لستِ رهف بالتأكيد, بل الصغرى, ماذا قالت وئام .. نعم غيداء.. اسمك غيداء "
تعرف اسمي من وئام, أهي جارتهم ؟؟, قلت
" نعم غيداء و أنت أيتها السيدة ؟ "
قالت
" جارتكم أم باسم, اقصد جارت أمك رحمه الله "
قلت و أنا اقترب منها و ارفع يدها لأقبل اليد التي حملتني يوما بعطف
" أخيرا كتب الله أن انظر إلى وجهك المحب !!"
" الطفلة كبرت, و أصبحت امرأة "
ابتسمت على الرغم مني, ثم قلت
" و هل نظل كما كنى يا خاله !! "
قالت أم باسم
" صدقتي, كما كبرت أنا و كبرت وحشة هذا البيت بدونكم "
درت ببصري على البيت الغارق بالظلمة إلى حد الخوف..
" تشبهينها "
أحدق في أم باسم أمتع سمعي لما تقول, تابعت
" تشبهين رنا في سماحة وجهك, و تلك العينان, آه, أهي أبقيت حيث رحلة "
قلت بأسى
" لا يا خاله رنا هنا لكنها مريضة !! "
دخلنا إلى و من ثم إلى غرفة رنا كنت نص نائمة و الأنوار مطفئ كالعادة اقتربت منها..
" رنا غاليتي انظري من جاء لزيارتك "
فتحت عيناها ببطء حدقت في أم باسم رنا لم تتكلم بل طفرت دمعه حبيسة منذ أكثر من سبعة عشر عاما..
لقاء يقشعر معه البدن و أم باسم تبكي بصمت لما تراه من حال رنا و بدورها جلست بضع ساعات تتلوى على مسمع رنا القران و قرأتها المحركة للقلوب المثلجة للصدور, أضفت على المكان الراحة و الآمان..
في ثالث يوم من وصولنا, نمت نوما متقطع استشعر الوصول إلى النهاية و الاختناق لازمني إلى حد الموت..
نهضت من الفراش وضعته بالقرب من سرير رنا و تقدمت إلى النافذة و فتحتها يبدو المكان في الخارج مخيفة, و صوت الرياح أرعبتني أقفلتها وعت مكاني من شدة خوفي..
قرب الصباح قرب بشمسه و أي شمسا لا ترى نورها فقد أظلمت عينا رنا لم تعد ترى إلا شفافية المكان و الاختناق يزداد و العالم مغلق
" رنا تسمعينني "
" اضغطي على قدمي "
سألتها
" ماذا رنا ؟؟ "
" قدمي "
" تألمك "
أي سؤال و أي جوابا انتظر..
عادت لنوم أو الموت كما هو حالها دائماً لا اعلم أي منها بعدها أشرق الصباح بنوره الكئيب..






رد مع اقتباس
المفضلات