ثم تقدّم نحوي و بانت على ملامحه الجدية بعدها سلمى قالت
" يقول انه رجل و سيذهب معك ! "
قالت و أنا اعبر ألردها
" حامد بسرعة "
في المركز الصحي..
" تسنين مبكر "
قالت الطبيبة ببساطة
قلت فاغرة فآي
" تسنين ! "
قلت الطبيبة
" تسنين مبكر "
قلت بخوف
" ماذا يعني.. أيوجد خطورة عليها ؟ "
قالت عندما رأت الخوف جلي على وجهي
" بعض الأطفال يبدأ التسنين لديهم في سننً مبكر و آخرين في السنة الأولى تبزغ فقط الأسنان الأمامية و لا تكتمل إلى بعد بلوغهم عامهم الثاني "
ثم قالت متابعة بدعابة
" و هذه الآنسة كبرت سريعا "
قلت متشككة
" لكن حرارتها مرتفعه.. "
قالت موضحه
" ارتفاع درجة الحرارة و انخفاضها من حين إلى آخر و انتفاخ اللثة كلها إعراض التسنين.. اطمئني "
تابعت بلطف
" سأصف لها خافض للحرارة .. اسقها كل أربع ساعات "
في طريق عودتي لبيت عمي سالم أخذت انظر إلى ابن عمي الأكبر حامد ذو ثمانية الأعوام, يملك العزم و القدرة على تلقي المعلومات ليبدو بتصرفه اكبر من عمره على الرغم من عدم مقدرته على النطق
و الأهم من ذالك باستطاعتها السمع مما خفف المشكلة لتعامل معه.. بحق يثير الإعجاب على رغم سنه..
لم يكن المركز الصحي بعيدا لكني و بسبب التعب و الإرهاق لسهري طوال الليل بجانب غيداء مشيت بتثاقل حتى و صلنا للبيت..
استدرت إلى حامد
" شكرا.. ابن عمي "
هذه المرة لم يحرك أصابعه ردا على ما قلت فقط وجها ابتسامه إلى الصغيرة..
و ما آن وصلنا حتى بادرا عمي
" سنأخذها إلى المستشفى ! "
" لقد جئت الآن "
قال موضحا
" سنأخذها إلى المستشفى العام "
قلت بسرعة و عبارات متقطعة
" حالتها جيدا الآن .. أفضل من قبل.. مجرد تسنين ! "
و ما كنت أريده النوم و لا غير سوا النوم..
سلمى مدت يدها تحمل غيداء عني
" يا لا الصغير ستظهر لك الآسنان.. لم انتبه لذالك في أبنائي ظهرت لهم في شهرهم التاسع ! "
بعدها كل سارا إلى حياته..
وضعت غيداء في سريرها متمنية آن تنام و تجعلني أنام بدوري ليدورا في راسي كل الماضي غير البعيد و ما جره من مآسي لا تشعرها بعد..
أصبحت أقوم بدور إلام.. اليوم أول نقطة لخوض التجربة و على يد أختي غيداء, و كيف لا أكون أمها ؟؟؟
فـ أنا آختها من يطبطب عليها ويحملها فوق ذراعي إذا تألمت ! ..
و من يطعمها حتى في اشد الليالي قسوة و وحشه ! ..
و من يضعها بحجري الحاني ! ..
و يضمها بغمرة من الحب ! ..