مرة أكثر من نصف ساعة مع ضيوفي وعقلي في مكان أخر, كنت راغبة في معرفة ما حدث حيث وئام وعمي و ما دار بينهما من حديث, لكن خجلي من ضيوفنا منعني بان أهب إليهم..
و لاحظت أن شقيقات أم باسم مثلها في اللباقة و الطيبة, ترتاح النفس أليهم سريعا, فقد دارة بيننا أحاديث متفرقة لم تعني أمر بعينه,
رهف و الابتسامة الممتدة على جنبات وجهها الطفو لي أصبحت عائمة بمرح على شفتيها الصغيرتين..
لتدخل بعدها وئام وحمرة الخجل تعتلي خديها, ليقف الجميع مرحب بها و السرور أشعل المكان دفء و أكثرهم سعادة شذى شقيقة باسم,
سأختصر لكم ما حدث...
نقاش طويل و حوارات مختلفة على كيفيه إتمام الزواج بسرعة حتى نتمكن أنا ورهف و الصغيرة من الذهاب إلى المدينة الأخرى..
تم عقد القران بموافقة عمي لتمر أول ليله بعد ليالي الألم بدون هطول المصائب علينا كسيل من الأمطار..
(اللهم لا حسد)
و انتهى أول الهم.
خرج ضيوفنا و الفرح يزغرد من حول المكان..
نقطة تحول...
>
<
>
طلبت من عمي سالم البقاء معنا, و أظهرت له حاجتي لما يمكن حدوثه في ساعات الليل المظلمة..
بعد يومين ستنتقل وئام إلى البيت الأخر المجاور إلينا و نحن أنا و رهف و الصغيرة إلى حيث كان أبي يوما..
لم يبقى عمي غير لليلة واحده بعدها اعتذر منا لعدم تمكنه من البقاء فقد ترك أعمال ليكون بيننا..
لن يكن هناك احتفال كبير, فلم يمر على موت أمي الغالية الكثير فكتفينا باحتفال بسيط بيننا و عدد لا باس به من أقارب باسم..
بمساعدة باسم وشقيقته شذى استطعنا توفير ألازم من اجل الزفاف حتى ثوب الزفاف البسيط الذي ارتدته والحلي الذي تتزين به..
كيف كانت وئام ؟
رائعة !
تملكتنا الشجاعة حتى لا نضعف أمام وئام, فلو بدائنا في البكاء لن ننتهي فهي أخر لليلة هنا و لا نعلم إن كنا سنراها من جديد بعد تلك الليلة السعيدة و خروج كل المدعوين..
و حتى وئام في عالمها الجديد و الخاص, ليتحقق احد أحلامها, فهي لم تعد هنا بيننا, نتشاجر و نضحك ونبكي لكنها كانت هنا.. تتحدث بغضب و عن أحلامها حتى لم و كان الآمر مزعجا لكنها تشعرنا إن الكون يتحرك..
جاء دوركم لنزيح كل الأحداث الماضية, مع كل الصرخات و الألم و الحزن و الحسرة لنفجع من حيث لا ندري.. أو لنفرح من حيث تبدءا نقطة البداية..
حل اليوم المرتقب, اليوم الذي لن نكون في بيتنا..
محاولة بكل جهدي دفع الصناديق على مقربه من الباب, و أن أتم كل شي بسرعة مغلقة هذا و مثبته الأخر بلاصق ورقي حتى لا ينفلت منها شيء..
رهف التي اتخذت الصمت ملاذ لها في مكانها حيث هي منذ ساعات, لم تتحرك شبرا واحد,
أراها تميل رأسها أحيانا لتنتقل بصرها ناحية غرفة أمي و أحينا ناحية الباب الخارجي, نظرات حائرة أن لم تكن ضائعة بين الماضي و الحاضر و ما سنبدأ بعد دقائق فقط..
بعد ما انتهيت ارتديت عباءتي ننتظر عمي سالم فقد حان الوقت إلى الرحيل..
هنا قرع جرس الباب !
ما أن قرع الجرس حتى هبت منها التفاف مرعوبة ناحية غرفة أمي و من ثم ناحية الباب و مع كل هذا رأيت حبات من الدموع توشك على السقوط, معلنه أول الغيث..






رد مع اقتباس
المفضلات