في إحدى الليالي، و البيت غارق في الظلام..
أتقلب على فراشي دون أن يهجع لي جفن, الأفكار تؤرقني, و سحابة من الغم تتربع على صدري, و ما بين ذالك و ذاك..
مع صوت صرير الباب تسرب ضوء مقتحم الظلام, محاولة فتح عيني لي أغلقهما مرة بعد مرة فقد اعتادا على الظلام..
للوهلة الأولى لم أتبين الواقف أمامي و أذهلني !!
فقد كانت وئام...
مطأطئة رأسها و على وجهها لا يزال اثر الدموع المنسكبة..
بخطوات مترددة متقدمه احدهم و ما خرت الأخرى..تقدمت نحوي قليلا، يلفها الاضطراب و القلق..
اقتربت أكثر, متخذة لها مكان تحت البطانية, ضامه رجليها و نظراتها مصوبة نحو الرسوم التي تغطي الشر اشف
" تصرفت بشكل أناني! "
لم اعرف حينها إذا كان هذا سؤال أم عتاب أم لؤم..
لم أعقب ولم ابدي أي مبالاة بكلامها !
تابعة ما قالت بعد صمت احرق الوقت
" احمل قلبا قاسي, بل متحجر لا يشعر إلا بنفسه "
كانت تتحدث بكآبة شديدة, و حسره تعتصر القلب..
لم أكن هذه المرة راغبة في مواساتها, فلا أزال غاضبه منها, بل متأججة غضبا و غلا...
لكن ما أن احتضنت وجهها بيديها ليخترق سكون الليل شهقة و نحيب يصدر منها من حين إلى أخر..
خفق قلبي بإشفاق وتلاشى معه كل الغضب..
أمسكت بيديها و قلت
" وئام.. "
و لم أكمل لأنها اعتصرتني بين يديها وبكاها يزداد ودموعها بللت كل البغض الذي كاد أن يبني بيننا...
لم يسبق لي أن رأيت وئام هكذا متلهفة لاحتضاني و الشوق يسبقها والدمع يدفعها والحسرة تأسرها..
بعدها ذهبت إلى غرفتها و الارتياح بادا عليها..
هنا فقط شعرت برغبة في النوم, و ما هي إلا لحظات حتى غرقت في النوم..
الساعة الثامنة مساء من اليوم التالي جاءنا زوار,
فلم يكن ذالك بالغريب فقد كانت أم باسم،
و لكن هذه المرة لم تكن وحدها بل جاءت معها ابنتها الوحيدة شذى و شقيقتيها, اقصد بذالك أم باسم...
وما كنت اتخذ مقعدي بينهم حتى عاود قرع جرس الباب حتى استأذنت من ضيوفي لفتح الباب
فوجئت !!
عرفتم من كان ؟
و من سواه عمي سالم...
نعم عمي سالم, الذي اختفى منذ الأسبوع, أيضا لا غرابة في الأمر فهو يختفي دائما ويعود مرة أخرى..
و يبدو لم يكن وحده, طلب مني التأكد من خلو المكان لإدخال الضيوف معه إلى مجلس الرجال, و من كانوا..
أبا باسم, و رجالاً آخرون لم اعرفهم..
و بالتأكيد معهم باسم..
ويبدو لا مفر, حتى أني لم أكمل طريقي حيث تقبع النساء..
إلا سمعت صوت عمي يناديني, لأتركهم معتذرة.. طالبا مني أعداد كل شيء لاستضافتهم
و هنا أيضا لم أكمل طريقي, فقد استوقفني سؤاله !
السؤال الذي الجم لساني للحظات عندما سئل عن غرفة وئام..
ليتجه مباشرة إلى حيث أشرة بيدي, بطرقات خفيفة انفتح الباب ليظهر وجه وئام من خلفه
بادرها قائلا
" أيمكنني الدخول ؟ "
حركة رأسها إيجابا.. ليخطو إلى الداخل مغلقا الباب خلفه..
سؤال أجابته معروفه !!
ما الذي جمع عمي سالم و عائلة أبو باسم ؟!
وما غير ذالك !
زواج وئام المرتقب من العريس..
و من غيره باسم..