" ادرسي جيداً نجاحك يعنيني, مثلك "
أحمرا وجهي و تناقلت عليه جميع الألوان و لم أرد عليه بل أخفضت بصري حتى خرج..
" موووووووووووولعً بكِ "
تلعثمت و أزداد اشتعال وجهي خجلاً
" تتوهمين "
" حقا و هذه الحمرة التي تعتلي وجنتيكِ "
قلت و أنا أخفي وجهي بالكتاب
" انه.. انه البرد "
قالت وهي تعيد بصرها إلى الكتاب أمامها
" حقاً سنرى "
نعم حامد يهتم لأمري و هو أكثر رقة علي أنا و رنا من عمي سالم الذي يعامل رنا بجفاء أو حتى زوجته سلمى..
الأربعاء الساعة الرابعة عصراً
انتهينا اليوم من الاختبارات المهلكة و لم يبقى سوا عام واحد و انتقل إلى الجامعة..
في غرفة المعيشة أشاهد التلفاز و رائدة تتأفف على أي قناة اختارها
" غيداء.. هي ابتداء المسلسل و سينتهي و أنت تقلبين في التلفاز "
قلت بعدم اهتمام
" لازال هناك وقت ليبدأ ثم أريد أشاهد البرنامج "
و بما إننا نقسم معظم الأمور بيننا اليوم دوري في الحوزة على جهاز التلفاز و التبديل و كما أريد لكن ما لا يعجبني ما حصل الآن..
دق جرس الباب و الأسوأ في حظي اليوم دوري في فتح الباب إلى أبناء عمي تجاهلت صوت الجرس و تابعت النظر إلى جهاز التلفاز..
" فلتفتح أحداكن الباب "
صوت زوجة عمي المسترخية على إحدى المقاعد
رفعت رائدة صوتها و هي تشير بأنها فهمت حركتي
" غيدااااااااااء "
قلت ببساطة
" افتحيه أنتِ رائدة "
قالت بعناد
" لكنه دورك "
قلت كاذبة
" بل دورك أنتي "
قالت سلمى مؤكدة
" انه دورك يا غيداء , أسرعي و فتحي الباب "
أخرجت رائدة لسانها بشامتها, نهضت بتثاقل لآمر زوجة عمي لبست الحجاب و عدلته سريعاً و في نيتي ضرب هادي أو فادي و على رأسهم بجهاز تحكم التلفاز إن كان أحدا منهم, فقد أخذته عمدا و غيضا من
رائدة..
أمسكت مقبض الباب لإفزاع أبناء عمي فهو أحب الأمور إلي آن أثير الأقرع, أنزلت مقبض الباب ببطء و من ثم دفعت بالباب بعنف و كدت اصرخ بصوت عالي , فالواقف عند الباب ليس هادي أو فادي أو حتى
حامد المولع بحبي كما تقول رائدة أو عمي سالم الذي كبرا بعض الشيء بل كان شابا طويووول القامة عريض المنكبين و خصلات من شعره تتطاير تنبئ عن هبوب عاصفة مستندا على الحائط واضع يديه في جيبيه يرتدي معطفاً اسود و نظارة شمسية, ونظراته مركزه مركز عند طرف حذاء..
رافع رأسه من حيث كان بصره..
تحول الجمود في وجهه قليلاً قليلاً إلى ابتسامة انتزعت كل ما حولي و ثبتت عن تلك الابتسامة الساحرة..
أي شخص سيطرق الباب سيعرف بيت من أتى, ففي الخارج لوح مستطيل الشكل معلق على الحائط مكتوبا عليه بيت سالم حامد..
يمكن أن يكون من أصدقاء التوأمين..
انتشلني صوته المنخفض من غفلتي
" لم تجيبي ؟؟ "
" ماذا ؟؟ ... "
قال