" لما فعلت ذالك ببنت عمك ؟؟ "
قال و هو يمد إصبعه مهدداً
" كنت سأقص لسانها , و ليس شعرها فقط "
سألته متعجبة
" لماذا ؟؟
قال هادي و هو يقهقه من الضحك و يضرب على رأس فادي
" نعتته بالأقرع ههههههههه "
و يبدو أن غيداء لم تكتفي, قالت
" و أنت لا أرى شعرا معلقا على راسك "
ضحك الجميع على تعلق غيداء و تقدم هادي من غيداء يهددها بنزع حجابها لكنها ركضت إلى الداخل و رنا و رائدة معها وظلت سلمى مع ابنيها هادي و فادي..
قالت سلمى محذرة
" لم تعد أبنت عمك صغيرة لتنزع حجابها, فهو آمر مفروضا عليها و إياك آن تفعلا ذالك مجددا "
هادي و فادي قالا في نفس الوقت
" و لكنها غيداء "
أجابت
" لكنها كبرت و أباكما لن يعجبه ذالك "
فادي و هادي شابين في مقتبل العمر عمرهم ثلاثة و عشرون عاما يدرس فادي صيدلة أم هادي فقد اختار دراسة المختبرات, آخذا من ملامح أمهم الكثير و ابتداء صلع خفيف في رأس كل منهما, و غيداء لا تكف عن التعلق عن صلع فادي كلما اغتاظت منه و هيا تعاملهم بشكل مختلف فهم لا ينفكان عن مضيقتها كأخت لهم..

أما عن حامد عمره الآن ستة وعشرون سنة أكمل دراسته وتخصص في هندسة الحاسوب و يعمل في شركة كبير في وسط المدينة, حامد مختلفا عن أخويه فهو جادا و مسئول,غيداء تعلمت منه لغة الإشارة عندما كانوا صغار أم الآن فهي قلما تجلس معه بقرار غير مباشر من سالم..

نهاية العام الدراسي و الجميع مشغول في الاختبارات غيداء و رائدة في السنة الثانية من المرحلة الثانوية مع آن رائدة اصغر من غيداء بعدة أشهر إلا أن سالم إصرا على إدخالها المدرسة مع غيداء حتى لا تفوتها المدرسة بسبب نقص في عدة أشهر..

الكتب ملقاة في كل مكان أقلام هنا و دفاتر هناك و علب من الطعام و الحلوة و العصائر مبعثر في كل مكان حيث تذاكر غيداء و رائدة, و فجاء انفتح الباب ليطل رأس أبنى عمي حامد, آمر غير متوقع الحصول أن
يتواجد هو و في هذه الغرفة نقلت بصري سريعا إلى البعثرة التي تعم الغرفة و كذالك رائدة , اخفت رائدة ما بجانبها أسفل الطاولة التي تجلس عليها أم أنا فقد قبعت مكاني بلا حراك..

جلس حامد بعيدا قليلا سألني أولاً وهو مبتسم محركا أصابعه بالغة الإشارة
" ماذا تذاكرين ؟؟ "
رددت الابتسامة
" فيزياء "
سئل مرة أخرى
" هل انتهيتِ منه ؟؟ "
حركت صفحات الكتاب في يدي, ثم قلت
" الكثير "
رائدة خاطبت أباها
" تكذب , فهذا قولها دائما و في النهاية تحصل على درجة أعلى مني "
رفعت أوداجي متفاخرة
" هذا لأنكي عمياء لا تقرئين جيدا "
رائدة تعمدت السخرية, قالت
" سنرى ماذا ستفعلين في مادة النحو "
" ههههههه أبعيديها عني تصيبني بالتخمة "
نهض حامد من مكانه مشيرا لنا بخروجه و في لحظة ظننا بأنه رائدة غافلة أشار حامد لي