أخذ الجميع ينظر باتجاهي, و الصوت يتردد كما سمعته يومها طأطأت راسي أنظرة إلى الصغيرة إلى الحبيبة الغالية إلى ذكر أمي المتوفاة إلى أقسى الظروف لاضم الصغيرة إلى روحي قبل قلبي..


" غيداء "
" اسمها غيداء "
*
*
لمحت الشاب مقبلاً من ناحية الباب, يحمل الصناديق إلى الداخل..
الشاب خاطب عمي
" سأنصرف "
وقفت السيد سلمى متقدمه من الشاب حتى أنها أمسكت بذراعه
" لماذا لا تنام هنا, يبدو وجهك متعبا "
قال الشاب
" سأذهب مباشرة إلى البيت و أرافق النوم إلى مساء الغد "
التفت إليه عمي
" أشكرك يا كريم, لن أنسى معروفك هذا "
قال كريم ضاحكا
" ستردها يوماً يا زوج أختي"
بعد فترة همما بالانصراف..
إذا اسمه كريم و هو أخ زوجة عمي سلمى...
اقتربت زوجتي عمي إلى أختي الصغيرة تداعب خدها
" المسكينة "
تقصد بذالك الصغيرة, لم يعجبني النظر بشفقه لناحية غاليتي
" تشعرون بالتعب أليس كذالك "
كانت غرفتين متقاربتين إحداها لي و الأخرى إلى رهف..
الغرفة تحوي سرير كبير, و أخر اصغر إلى الصغير غيداء كل شيء منظم و مرتب في مكانه حتى بعض الألعاب الجديدة وضعت جانبا, ورهف رفضت النوم وحدها هذه الليلة اقصد الصباح فقد حلت أولى
ساعات اليوم الجديد..
بعد أن أغلقت الباب خلفنا، هممت بالذهاب إلى الحمام و الاغتسال و تأدية الصلاة ثم النوم و لمدة طويلة...
لكن رأيت عين رهف يمنعك من ذالك
" رنا ! "
كانت رهف و خلف وجهها وعينيها بداية بكاء و نهاية عذاب
" ماذا ؟ "
لم تتكلم سوى الالتواء بسيط بجانب فمها يدل على الضيق
قلت لها أحثها على الكلام
" رهف لا تنزعجي كل شيء سيصبح أفضل حالا عن قبل "
هل أنا متأكدة مما قلت, من يقنع الأخر هي أم أنا...
قلت بحسرة
" لكن.. "
لم تكمل الحيرة و الخوف و الوجل يكتنف وجهها
قلت بعدها
" لكن ماذا ؟! "
قالت رهف
" ألن نرى وئام مجددا "
أضربت إطرافي للبحث عن أجابه اروي بها خوف شقيقتي بما مرت به من ماسي فقد الأب و لا تتعد العدة اشعر حتى تتبعه ألام و كأنه رفضا منها في البقاء بدون أبي, وماذا أقسى من الوحدة و الشعور في كل
لحظة باقتراب النهاية لنصادف الموت و نحن مقدمين على مرحلة جديدة
لتعاود سؤالها
" ألن نراها رنا ؟ "