مرة ثمان ساعات ونحن نسير بغير هوادة..
يتفاقم ما في داخلي بين لحظة و أخرى و مع ازدياد الظلام يزداد خوفي..
و الصمت عادة يغطي المكان, لكن الأمر مختلف قبلها النور المنتشر من قرص الشمس يشعرك بالأمان,
أو يبقى بصيص من نور القمر في وهج السماء..
أما ألان لا ضوء شمس و لا قمر ولا حتى نجوم الأضواء اختفت لم يبقى غير الضوء الخافت المنبعث من مؤشر السرعة في السيارة..
خيم الظلام و خلى المكان من المارة فقط من سيارات تمر مسرعه كلا في طريق مختلف..
في كل مرة يطلب فيها عمي سالم استعجالنا في الذاهب معه إلى المدينة الأخرى و في كل تأخير أبدى انزعاجا إذا لم يتم الرحيل..
الآن فقط عرفت لماذا !
كان الطريق إلى المناطق الأخرى صحراويا, طويلا جدا...و مخيفا جدا..
طريق موحش لا ترى فيه غير حطام شاحنات مقلوبة أصابني برغبة في الصراخ بصوت عالي ليشعرني بالأمان...
سأنسى الخوف الآن لست في حال جيد حتى أزيدها خوفا على ما هي عليه..
تذكرة أمر الرسالة, أخرجتها من حقيبتي لإقراء ما فيها..
* رنا.. لعلمي المسبق بكِ كتبت الرسالة *
هذه الجملة تثير التساؤلات فما هي رنا حتى يعلم ماذا سأفكر..
* و ثقي كل الثقة بمن أرسلت *
ابتسمت رغما عني..
و هل يوجد أكثر من هكذا ثقة نحن معه في سيارة واحدة دون أي فكره عما سيحدث بعدها !!...
* فانتم أمانه *
اعرف ذالك لا حاجة لتذكيري حتى في رسالة قصيرة..
بعدا عن الكلمات المكتوبة..
الورقة البيضاء الموضوعة في الداخل كانت خاليه لم يكتب عليها, و مطوية جيدا, ما الهدف من إرسال ورقه فأرغه.. أغلقها مرة و افتحها مرة أخرى وكلي حيرة ورقه بيضاء فارغة في مظروف رسالة..
لماذا هي هنا ؟
أتكون محض الخطاء !!
*
*
الساعات تتوالى.. و اشعر بالتعب من الجلوس الطويل على مقعد السيارة, و يدأي متيبستان من وضع الطفلة عليها.. فهي على هذا الحال منذ ركبنا السيارة..
قلت له بعد تردد
" ابقي الكثير ؟ ! " اقصد بذالك الشاب
حانت منه التفافه لكنه عاد و بسرعة يركز على الطريق
قال
" كما قلت سابقاً هناك الكثير من الساعات حتى نصل "
قلت بضيق
" كم تعني الكثير من الساعات في سلسلة الإعداد ؟ ! "
قال و هو يضحك
" ثلاث ساعات أو اقل"
تابع بسخرية
" إذا كان هذا ما تعنيه ؟ "
قلت بسرعة
" افففف إلا تمل من "
توقف تذهلني جرأتي وما كنت انطق به هل سأتحول إلى وئام بنفاذ صبري..
عاود الكلام
" لم تكملي "
تحاشيت الإجابة و كأني لم اسمعها و لتجنب النظر إليه لكني لم امنع نفسي من استراق النظر من خلال المرآة العاكسة..
ألا يكف عن التبسم !
المفضلات