بعد نصف ساعة
" هل انتم بخير "
أجبته بصوت مقارب إلى الهمس
" نعم "
هل الابتسامة من رايتها تعود إلى وجهه..
تجاهلت ابتسامته و استدرت انظر عبر النافذة لا تجاهله هو أيضا..
" رنا "
كانت رهف تحاول الجلوس مستقيمة..
ابتسمت له برقا, ثم قلت
" هل تشعرين بالتحسن "
حركة رأسها إيجابا
" اشعر بالعطش "
بحثت عن عبوة الماء, ما زالت محتفظة ببرودتها شربت قدرا من الماء و ثم أغلقتها, حركتها بأسف
" أسفه شربت أكثرها, لم يبقى منه الكثير "
" اشربي قدرا ما...
قال الشاب قاطعا كلامي
" أوووه لا تقلقي هناك المزيد من عبوة الماء, أي وقت تشعرين بالعطش لا تخجلي من أخذها
حتى أنت يا رنا "
هنا بدا على وجهي الغيض, هذه ثالث مرة يذكر فيها اسمي وبكل بساط و كأننا نعرف بعضنا من قبل.. و يكلمني و كأني طفلة..
و هذه الابتسامة التي تتسع كلما تكلما إلينا !
متى ستنتهي ؟؟!!
توقفا عند محطة لتزويد بالوقود في احد المدن القريبة,
لم يتبع الطريق مباشرة بل توجه إلى الشارع الأخر ليتوقف مقابل محل صغير لأبيع ألمود المعلبة..
" انزلا "
قلت بتردد
" إلى أين "
قال الشاب
" لتناول الغذاء "
قلت معترضة
" لا حاجة لذالك, لا نشعر بالجوع "
قال و هو يشير إلى رهف
" و أختك ؟ "
رهف قالت
" أنا جائعة "
التفت إليها غاضبه
" رهف عندما نصل سنأكل "
قالت غير مبالية بنظراتي
" لكني أتضور جوعاً "
قلت لها بتحدي
" اصبري حتى نصل "
قال موضحا
" لن نصل إلا بعد عدة ساعات وستكون طويلة.. فهل ستتحمل الوقت الطويل بدون طعام ؟! "
أذعنت للأمر.. و نزلت من السيارة و الانزعاج يلوح في كل تصرف متدخل منه..
توجهنا إلى الداخل الناس كثر كلا متعجل إلى إكمال طريقه و القلة من يمكثون في الداخل للأكل..
لم أذق من الطعام الكثير فلا أحب أن أتناول الطعام و الناس تتفرج علينا و حتى هو أدارى الكرسي الجالس عليه ليعطينا حرية اكبر في التصرف..
تكفل بدفع المال فان لا املك النقود فقد نفذا كل ما عندي..
تساءلت حينها لو لم يحظر عمي إلينا وظللنا في بيتنا دون أن يطرق بابنا احد من أقاربنا الذين انقطع علاقتهم بابي يرحمه الله ما سيئول إليه مصيرنا دون الاطمئنان إلى وجود رجل...
المفضلات