ماذا
و ياله الغرابة
" لماذا لم يحظر هو أو يؤجل الآمر إلى وقت أخر "
أجابني
" لو لم يكن لديه انشغاله لكن هو من يقلكم إلى بيته "
لم يكن هذا هو الجواب الذي أردته
عاود الكلام
" هل سنقف ؟ أم ... "

ملوحا بيده نحو السيارة الواقفة في الخارج
وقعت في ورطه, كيف اصعد سيارة رجل لا اعرف لمجرد ورقه مكتوب عليها اسم عمي؟
قلت فجاء
" لما لم يتصل ليؤكد الأمر "
قال
" هو الآن خارج المدينة, و حدث الآمر سريعا.. "
قاطعته بحدة
" تقصد أنها ليس في بيته, كيف سنذهب إذا لوحدنا "
أجاب بعد أن اختفت الابتسامة التي أشعرتني بالخجل
" سيكون عند تواجدكم لا تقلقي "
صمت قليل ثم قال
" فانا لا أعض الفتيات "
اختلط على وجهي ألوان متعددة شعرت بعدها أن وجهي توهج بل مشتعل
حاولت تمالك نفسي سريعا أردفت دون أن انظر أليه
" احم.. سأجلب الصغيرة "
قال وبصره نحو الصناديق
" أهناك غيرهم ؟ "
" لا "
تقدم نحوى صندوق السيارة لوضع الصناديق الو رقيه..
و أنا حملت الصغيرة بين ذراعي, استدرت إلى رهف
" رهف هيا بنا "
و فجعت من ملامح أختي الصغيرة رهف و الدموع تشق طريها إلى الأسفل, تندفع الواحدة تجره أخرى
لم تكن تنظر نحوي ولا نحوى أي شي إمامها رفعت يداها إلى الأعلى, ليعتصر قلبي أضاعفا مضاعفه..
" أمي اقطف الورود لك ألن تأخذيها مني "
ليعلو صوتها هذه المرة متحشرجا بحسرة ولوعه
" أمـــــــــــي.. ا ا تسمعيني
أتحدث أليك أجيبي "
لم أتحمل أكثر من ذالك تركت الصغير على المقعد لاندفع نحو رهف و رجلاي ترتجفان خوفا عليها
أضمها بين ذراعي, إلى صدري بين أجفاني و لا أن أرها تجن من الحزن
( يا رب ارحمنا )
تزداد شهقاتها لتعلو في نحيب و بكاء
كلمات كثير و عبارات حزينة و ذكره مريرة تختلج رهف اعجز حتى أنا عن وصفها..
انخرطنا في بكاء مرير ليأتي البعد ليفرقنا عن بيتنا كما أبعدنا عن والدانا
جلست أدعو في سري لتهدى فلا رحمة أوسع من رحمة الله..
شعرت بغيض أن يرنا في هكذا حال, رفعت راسي لأنظر إليه مستندا على الحائط و نظرتها مصوبة إلى الأسفل حيث طرف حذاءُ و على وجهه الأسى..
و امتننت في داخلي على تصرفه النبيل..
ساعدت رهف على الوقف كانت أكثر هدوء و غسلت وجهه بالماء بيدي حتى أوصلتها إلى السيارة
لأهمس في أذنه
" لا عليكِ سنكون بخير "
دخلت البيت و حدي و ستكون الاخيره
في زاوية من جنبات البيت أودعت نظراتي أخر خيط من الماضي
خرجت من البيت لأقفل الباب بعدي و هو واقف خارج السيارة مفكرا ركبت دون أن انبس أي كلمه, انتبه لي, ليصعد بدورة
ابتعدنا مسافة تقارب الساعتين و الصمت مخيم على المكان
رهف بدت متعبه لجأت إلى النوم, و الصغيرة كذالك
نظرة إليه أحادث نفسي من يكون ؟
طار السؤل مع صوت محرك السيارة, ومن خلال المرآة العاكسة رايتها يرفع بصره نحوي و على شفتيه شبه ابتسامه أخفضت نظري سريعا من الخجل
التفت إلي مرة أخرى مبتسما
" إذن أنت رنا "
شعورا تملكني ممزوج بخجل حتى منعني من الاجابه ( اقصد الخجل )
وفهم بذالك أنني هي

لنبتعد قليلا عن هذا الشاب
بعد عدة ساعات مماثله استيقظت رهف و التحسن بادا على وجهها
قالت رهف
" الم نصل "
قلت
" كلا "
قال الشاب
" أمامنا ساعات طويلة حتى نصل "
و مازال الصمت رفيق الدرب إلى أن سمعنا صوت قوي شعرت و كأنه السيارة قد اهتزت منه
لتصرخ رهف بعدها
"أوه ربّاه ! "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~