أسرعت إلى غرفتي و أغلقت الباب ورائي و التقطت أنفاسي و نظرت إلى نفسي عبر زجاج النافذة لا فتحها لا ستنشق الهواء
و هالني ما رأيت
!
!
وجهي متوهج من الخجل و كأني أرى العالم اجمع ينظر نحوي مغتاظا ومتعجبا..
غرقت في بحر الندم و ألائم و العتاب و انتهيت بان ألقيت نفسي على وسادتي لأغرق في بكاء و نحيب, ونمت تلك الليلة بهاجس مخيفا, ارق مضجعي و أحال عيني إلى انهار متدفقة...
في صباح اليوم التالي, و اليوم الذي يليه, و ما بعدها من أيام, لتصبح أسبوع كامل على المشادة التي حصلت..
اخفي و جهي تحت الوسادة بعيدا نسمات الهواء المتسللة من بيين مقبض النافذة وكلي حزن و الم و حسره...
نعم لم أكن سعيدة ولا فرحه بما جرى, و أيضا لم اندم على الذي قلته, و ما كنت سأقوله..
عبارات تبادلناها قد تكون قاسيه و مؤلمه لكنها الحقيقة التي ذبحت ما بيني و ما بين رنا و رهف وتحديدا رنا و مابين الرجل المبجل عمي سالم...
الحيرة اكتنفت نفسي و أوقعتني في وحده اخترتها إلى نفسي..
و لم اعلم ماذا حدث خلف هذه الغرفة.. و أي مشاعر ستتغير من ناحيتي..
رنا، فقد كنت أتحاشى إلقاء معها بقدر المستطاع...
و عندما اشعر بالجوع أكتفي بطعام قليل، و أعود إلى غرفتي و حبسي المنفرد...
,,,,,,,
هل شعرت يوما بالخذلان ؟
كيف اصف ما حدث ! كيف أصفه !
حلماً !
قد تبدو كلمة صغيرة و فأرغه لما حدث
كابوساً !!
هي مجرد لحظة تٌخيفنا و تنتهي لكن ما حدث اكبر من ذالك
خيانة !!!
نعم خيانة هي كذالك خيانة.. لما التعجب ؟!
من قال إن الخيانة تصدر فقط من المتزوجين !...
من قال !!
إلا يخون الإخوة بعضهم بعضا ! ...
مع أول إطلاله لنا على الحياة تنز رع فينا هذه المشاعر, بحب الأب و حب ألام, و بالتالي تتحول إلى حب العائلة.. على اختلاف تدرج ذالك الحب من شخص إلى أخر...
لكن عندما نهدم الجسر المتواصل لمشاعر متأصلة في داخلنا بدون القصد منا وبكل سهوله ودون الاهتمام لمشاعرهم و ما يترتب بعدها...
لم أندهش أو أفاجأ بكل ما قالته فهي وئام...فلا غرابة في الأمر..
لكن ما تبعه من كلام جارح و توجيهه بشكل مستفز وبصورة مباشره لعدم أهميتنا..
و بدون ادني أي أسف و ليتفجر معها كل الألم...
لطمني و حطم البقية المتبقية من الصبر الذي ضل طويلا راقد في مكانه..
في لحظة واحدة استيقظ البركان الخامد في داخلي..
و ليختزن الغضب في يدي و بكل ما لدي من قوى ارتسمت ملامح أصابعي على خد أختي وئام...
تنازل من وئام عنا إلى عمي و كأننا لعبه يتناقلها الأطفال وكلا يلقيه في ناحية أمر لم أتوقعه على الإطلاق...
الذي حدث منذ لحظات قليلة, و أمام عمي سالم لهو موقف مخجل ويدعو للأسف..
دعونا ننسى كلى هذا دعونا ننسى أو نتناسى لأترو معي ما حدث بعدها و ما سيحدث...
خروج عمي سالم بدون أي كلمه..
اعتكاف وئام في غرفتها دون أي محاوله مني لتحدث معها,
لأني و لأول مرة لم تكن لدي الرغبة في أن أرى وجهها..
رهف وحزنه لما يحدث و بكاء الصامت و الدائم..
الصغيرة التي حلت على هذه الدنيا وهذا البيت ومحمله بذنب لم تختره..
وحدنا مرة أخرى و لا ندري ماذا يخبا لن القدر...
المفضلات