الجزء السادس

مابين الرياح العاصفة في صحراء قاحلة..
و مابين الغيوم الباكية في سماء ناجيه..
رأيت عصا ملقاة بين حفنات الرمل الصفراء حملتها بين أصابعي,
رافعتها عاليا, لأعود غرسها بين حبات الرمل, فرقت ما بينها
لأكتب بضعا كلامات و لا تعنيني فيها إلا كلمة واحدة...
امـــــــــــــــــي أين أنتي ؟
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أهي لحظة من الزمن ؟
ليتوقف قلبي عن النبض !
و تيبس عيني عن الدمع !
و
و ماذا ؟ و ماذا ؟
صُعقت !!
كلمة لا تكفي لأصف حالي..
أم تألمت ؟؟
سؤال لديكم انتم إجابته...
هويت على الأرض بل ارتجفت ليس من شدة الصفع من يدا أختي بل من الغضب العارم الذي تأجج في داخلي ليتناثر بحمم مشتعلة على كل من حولي غير عابه بأي منهم...
الطريقة التي تكلم فيها عمي سالم بل الأمر الذي وضعه في علبة محكمة الإغلاق و ألقاها في وسط البحر إثارة جنوني...
جلست بتردد من هول الصدمة و وضعت يدي الاثنتين على خدي المصفوع فاتحة عيني ّ بذهول و مغلقتهما بذهول...
و ما زاد ني رجفة تسللت خفيه بين أضلاعي, ارتماء أختي رنا بجاني و أنفساها المتلاحقة و وجهها المحمر من الغضب و من الدموع التي تحدت تماسكها و ذرفت بلا توقف...
ويبدو أن الرجل الوحيد بيننا يحتسب خطواته مفكرا و مشدوها !
ثم أقبل نحوي و رمقني بنظره غريبة, اقصد بذالك عمي سالم..
لم أجراء على رفع أطراف رمشي بُعدا أخر مما هو عليه...
الصمت استباح المكان وحاصر عقارب الساعة و أمات النفس عن الحياة
مما زاد إضرابي عندما تكلم مزمجرا بعنف لم أعهده من قبل لأسمع الكلمات التي ذبحت الروح في داخلي...
" ليتم لكِ ذالك, ليتم..... لأنــــــــــــــي
أنــــــــــــا
من ارفض أن تكوني في بيتي!
أنــــــــــــا
من ارفض تواجدك بين عائلتي ! "
هنا بدأت رهف بالبكاء بصمت, لا ترى فيه غير سيل الدموع تتدحرج على وجهها بل توقف..
و يبدو أن الصغيرة بدأت هي الأخرى بالبكاء..
بعدما أنهى كلامه استويت واقفة
[FONT='Times New Roman','serif']و ببساطة تجاهلته ! و نظرت إليه نظرة تحدّي و تكبر لم استطع الوقوف بعدها في مكاني..[/FONT]