صرخت بها
" استدعي أم باسم "
لم تتحرك من مكانها ليذبحني كلامها ويغرقني مختنقة
" هل ستموت.. هل ستموت رنا! "
نظرت إلى رهف.. ثما إلى وجه رنا الشاحب.. وبعدها إلى رهف مبعده شبح الموت المخيف..الموت مرة أخرى لا...
لم أرتح لسؤالها
" استدعي أم باسم.. استدعيها فقط.. ولن يحدث ذالك "
ركضت خارجا.. لأبقى مع شبح الموت !
منتظره رجوع رهف و طال الانتظار و رهف لم تعد ولم احتمل أكثر و هممت بالخروج من البيت
ليوقفني صوت بكاء الطفلة.. كنت سأتجاهلها كما كنت دائما مكملة طريقي ليزداد بكاها.. و أذني تأباه سماعه
و هرولت مسرعه نحو غرفة أمي الحبيبة و بتحديد مكان نوم الطفلة
و لما رأيت في عينيها الحاجة.. حملتها بين يدي مسرعه لتسكت بعدها هادئة, آمنه..
و عند المدخل رأيت رهف مقبله و وجهها مغطى بالدموع
قالت بصوت حاد
" ليست في بيتهم.. و لا يوجد احد.. و ليس لدينا احد "
أضافت بنبرة مفجعه
" ستموت مثلا أبي و أمي.. أليست كذالك وئام! "
عندما تتلقى المصائب و الواحدة تجرها الأخرى و تسد جميع الطرق في وجهك..
يبقى طريق واحد فلا حاجة لغيرة, فهو السبيل الذي يمكن اللجوء إليه.. الدعاء من الله عز وجل...
لمحت سيارة متوقفة في الشارع المجاور.. و من الناحية الأخرى رأيت رجل ينزل من السيارة لم اعرفه في حينها.. لا تقدم منه مسرعه....
مرة أخرى أم باسم و أبا باسم معنا في المستشفى
محتضنه الصغير بقوة.. ورهف مائلة برأسها على كتفي باكيه منتظرين خروج الطبيب.. ويمر الوقت عصيبا...
خرج الطبيب بعد الكشف عليها
سألته
" كيف حالها ! "
قال الطيب ممتعضا
" إرهاق.. سوء في التغديه و بالتالي فقر دم.. ألا تأكل و تنام !! "
تغاضيت عن سؤاله قلت ورهف ما زالت ممسكة بيدي
" هل ستكون بخير ! "
قال الطبيب
" ستبقى تحت ألمرقبه هذا اليوم و سنرى بعدها ما نفعل "
" هل نستطيع رويتها "
قال
" لا باس في ذالك.. لكن لا تتعبوها "
اقتربت أم باسم قالت لي بحنان
" وئام سنعود بعد ساعة أو أكثر لن نتأخر "
حركة لها راسي ممتنة....
" هل احمل الصغيرة معي ؟! "
لا تتعجبوا
" شكرا لكي..سابقيها معنا "
قالت أم باسم
" لن نتأخر "
أحساسا يذبحني..
وذنب يقطعني..
و أنا أراها نائمة على سرير في المستشفي..
و موصله بعدة أنابيب مخترقه جسدها..
كانت تبدو اكبر بعشر سنين مما هي عليه و عيناها تحيط بهما هالتان من السواد.. القينا كل المسؤوليات عليها دون الشعور منا بالشفقة أو الرحمة ليتملكني أنا بالتحديد حب ألذات...
المفضلات