" ثلاثة "
التفت إليها مستفسر
" ماذا "
تكلمت موضحه
" أنا و وئام والصغيرة..أنجبتها أمي حديثاً "
تقوّس حاجباه استغرابا و سأل
" ا أنجبت طفله "
حركة رهف رأسها بي الإيجاب
قال
" تحتاجون من يعيلكم من أين ستوفرون المال أن بقيتم هنا..
ولن اقبل بذالك..في هذه الحالة أو قبلها لا يهم..
ستنتقلون إلى العيش تحت رعايتي انتم "
مشير إلينا نحن الثلاثة
أتما كلامه
" و الطفلة أيضا "
بعد فترة من الحديث المطول.. ومن الإقناع بضرورة انتقالنا إلى المدينة
معه.. و يبدو أن لا مفر من ذلك..
هم بالانصراف
سار نحو الباب مغادرا، التفت إلينا وكأنه تذكر أمرا
" كم عمر الطفلة ؟؟ "
أجبته
" ستكمل الشهر "
"حسناً بنيتي اهتمي بأخواتك.. سأعود غداً "
و خرج بعدها ولم انتظر شيئاً
بسرعة أغلقت الباب.. وأقفلته بالمفتاح

بعد ساعات،
سألتني وئام
"ماذا سنفعل الآن؟؟
قالت رهف
" لماذا لا نذهب معه..البيت أصبح مخيفاً بدون والداي "
حملقنا كلانا فيها .. كلامها صحيح..
ولكن امن البساطة أن ندع البيت الذي تربينا فيه
" في دوامة من الحيرة و الخوف و الحزن و الحسرة.. لا اعلم ماذا سنفعل.. و إي طريق اختار.. مضطربة و مشتتة "
لكن دموعي الحبيسة شارفت على السقوط لتعلن أنهزمها في معركة الدفاع عن التشبث بصورة من الماضي
ولم اشعر بعدها و وئام مرتمية في حضني تضمني بقوة ورهف تتقدم منا باكيه وحزينة
لنقضي ليلتنا كما لو ماتت أمي منذ دقائق فقط
ونمنا نحن الأربع في الغرفة ذاته كا أول ليلة قضيناها بدون أمي نوما يسبقه الدموع.. و حنينا يزفه الشوق

أتقلب ولا يهجع لي جفن..
كيف أنام وعقلي يحوم هنا وهناك
ما بين اليوم والأمس...
ما بين الحاضر والماضي...
ما بين الحاجة والاحتياج...
لتعود بي السنين إلى الوراء.. نهضت من مكاني...
فتحت الأدراج لألقي نظرة على ما في داخلة.. و رأيت مبتغاي
مددت يدي .. ثم أدخلتها ما بين الدرجين.. لم استطع التقاطه.. كان محشور عند لوح الخشبي.. بكل ما لدي من عزيمة.. رفعته بكل قوى.. كان سميكا حتى انه تمزقا المغلف من الخارج.. استطعت الإمساك به..