" هل لي بكوب ماء, الجو حارا جدا"
ليس أكثر من الحر الذي يتزايد بداخلي ليصهر أطرافي حتى لا أقوى على لمس شيء
أعادني صوته إلى الواقع تحركت من مكاني مسرعه.. اهرب من الشبح المتلبس بصوره بشريه.. ووئام ورهف فررنا إمامي مسرعات نحو باب المطبخ.. ومن سيتجراء على البقاء معه.. أغلقت وئام الباب ورائنا..
و وقفت خلف الباب يبين للقادم أنها تمنع احد من الدخول.. أو خوفها من دخول الضيف إلى المطبخ أيضا...
قالت رهف متوترة
" أحقا هو عمي اقصد أخاً إلى أبي "
التفت أليه اغسل الكأس الزجاجي
" و ما الفرق بينهما أن كان عمي أو شقيق أبي فهو ذاته "
أعادة سؤاله مرة أخرى
" لم تقولي اهو شقيق أبي "
قلت
" نعم "
قالت رهف
" وكيف لم نعلم به؟ ولم نكن نراه ؟"
قاطعتها وئام
" أتذكر انه حظرا إلى بيتنا.. لكن منذ سنوات ماضيه "
أكملت مشيرة إلى رهف
" قبل أن تولدي أنتِ "
قالت رهف متعجبة
" ولماذا لم نكن نزورهم !.. وهم لا يأتون إلينا ! "
عرفت أنها لن تتوقف عن طرح الأسئلة..
مقتطعه السيل الجارف في معرفه سر القابع في منزلنا
" ليس الآن "
رجعنا إلى الضيف الملقب عمي وكل منا مرتدية عبأتها...
حتى لو كان عماً يظل رجل غريب اقتحم علينا بيتناً...
أعطيته كاس الماء بدون أن انظر إليه...
بعد أن شرب الماء.. و ضع الكأس على منضدة بجانبه...
صمت يتلوه صمتا.. ودقيقه تلاحقها الأخرى.. وحاضر تسبقه ألذكره..
حتى ابتداء بالكلام
" ماذا فعلتم هذه الفترة "
أي سؤال هذا !! وأي أجابه تدون بدون النطق بها...
ماذا يفعل اليتيم بعد أن ييتم مرتين..
و الفاقد عند غياب الراحل عنه..
و المشتاق لرواية من يحب..
و من لا صدر يلمه..
و لا كتف تحمل ثقل الخوف من الوحدة..
و لا ذراع تشد عليه في محنته..
حزن الم بقلبي اشد مما كان دفعني للقول
" ماذا يفعل مما لا احد له "
لاحظت تقطيب حاجبيه وان حاول استعادة ثباته مرة أخرى
تكلم موضحاً
" كنت خارج البلاد "
أتما كلامه بأسى
" ولم اعلم بخبر موته ألا منذ عدة أيام "
دون رد أو حتى التفافه..
تتحرك الأجفان للتأكد من وجودهم في الحياة
[FONT='Times New Roman','serif']" تدبرون أموركم [/FONT]
المفضلات