غدا سنرحل, إذا كانت تستطيع قضاء الوقت الطويل سيراً في السيارة "
قلت و أنا اقترب من عمي اقبل رأسه
" تستطيع عمي, تستطيع فهو الهواء الذي تتنفسه "
تركت عمي يلوذ بحزنه و أنا ذهبت إلى رنا..
>
<
>
بعدها سالم انعزل في غرفته يبحث بين أشياء القديمة عن المفتاح الذي أخفاه منذ سنين طويلة بتعنته و جبروته, وجده, حمله بين يديه شد عليه بيده
" سالم "
صوت سلمى و هي تقترب بجانب سالم
رفع رأسه المنحني بحزن, ثم نكسه مرة أخرى..
" سالم لما جالساً هكذا "
جالسا على الأرض رأسهُ منحني إلى الأسفل بانكسار و علامات الحزن تبدي على وجهه ثم اعتصر المفتاح في يده اعتصارا موجع و قال
" أنا من زادا الويل ويلا , أنا عمها المتكفل برعايتها من آماته قبل حين أنا يا سلمى أنا عمها أخ أباها أنا و لا أحدى غيري.. "
جلست سلمى بجانبه واضعة يدها على كتفه مواسيه
" ماذا ستفعل الآن ؟ "
قال بصوت مبحوح
" سأذهب غداً بهم إلى بيتهم , إلى بيت أخي إبراهيم "
قالت بشيء معترضة
" لن تتحمل هي أو أنت فالمنطقة الساحلية بعيدة "
قال سالم
" حامد من سيتكفل بقيادة السيارة, فلن ابذل بذالك مجهوداً كبير, المهم رنا ! "
" اذهب معكم ! "
قال معترضاً
" لا أنتي ابقي هنا معا رائدة و التوأمين, فلا يجب أن يضل البيت خاليا من أحدنا "
*
*
منذ الصباح الباكر استعدى الجميع للرحيل بد الآمر صعبا فـ رنا لا تقوى على السير فمع كل خطوا يزداد ألمها
سلمى و أنا من حملنها إلى داخل السيارة..
و طبعا حامد من استلم القيادة و عمي على المقعد الآخر.. أنا و رنا في الخلف..
كانت المسافة إلى بيت والداي يرحمهما الله طويلا جدا على الرغم من إغفاتها الطويل لكنها كانت تفتح عيناها للحظات و تلحظ المكان..
وصلنا حيث أشار عمي إلى حامد بان يتوقف بجانب بيتً ذو طابق و احد لأكنه مساحته كانت كبيرة لونه الخارجي رملي قديم و في بعض جهاته يتبين اثر قدمه..

أول من نزل كان عمي فتح الباب المواجه إلى رنا و نزلت بدوري و استدرت إلى الناحية الأخرى إلى حيث كان عمي واقفاً و مددت يدي لرنا أساعدها على النزول من السيارة فبدا الآمر صعباً فهي لم تعد تحرك
رجليها و التعب الشديد مرتسم على كل خلجات وجهها فقد أعياها السفر,و أنا لم اعد قادرة على سندها وحدي..

لكن حامد سبقني و امسكا بيدها و أخرجها من السيارة من ثم حملها بين ذراعيه بكل سهولة, متقدما بها ناحية عتبات البيت..
أما تعليق رنا المضحك الباكي
" لا مانع من ذالك فا أنت مثل ابني هههه "
آه يا أختاه حتى في أوج مرضك ترسمين الابتسامة على وجهي الحزين..
فهي ضحكات حزينة كلما صادفنا أمراً مضحكا..
و إن بدا الطريق مختلفا عما كان منذ ستة عشر عاما لتمر الذكرى متوهجة عاصفة في قلب رنا كغريق رأى سفينة النجاة بعدى فقدانه الأمل برؤية المنقذ..