صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 99

الموضوع: سطور فارغة ....

  1. #16
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: سطور فارغة ....

    رواية جميلة جدا جدا


    يعطيك الف عافية ويكون بعونك يالله كمليها واحنا ننتظر..


    تحيااااااااتي


    الأمل البعيد
    .. آسفه ع التقصــير ..


  2. #17
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    مشكورة الامل البعيد والله يكون بعون الجميع
    اهم شيء عجبتكم والحمد الله

    واتركم مع تكملة الفصل الثالث
    "سأجعل أبا باسم يتحدث إلى عمك "
    " عمي لماذا !! "
    " إذا حصل الأمر وجمع بينهما.. سيحل المشكلة التي كانت ستمنع حدوثه.. فبعد موت السيد إبراهيم.. يصبح عمكم الوصي عليكم ولا تستطيع الزواج بدون موافقته.. أتمنى أن تحادثي وئام.. لن أجد أفضل منها إلى ابني.."
    " لو كان لدي ابنً أخر لن اختار سواكِ"
    لا داعي لان اصف لكم كيف كان شعوري.. وكيف اشتعل وجهي خجلاً هذا الم يقارب على التبخر من شدة تدفق الدماء إلى خلايا راسي..
    الصمت متربع على لساني.. مقيد عن الكلام..
    أن يتم خطبت أختي مني أنا.. فليس لدي تجربه في هكذا أمور..
    ولم اعرف ماذا أجيب.. إن تتكلم صراحة عني.. هنا لا يجود غير الاختباء كا النعامة في كومة من الرمل..
    ما خطر في بالها تلك اللحظة.. أخجلني و أفزعني...
    وصمتي زاد عن حده ما دفعها إلى القول
    " اعلم أن الوقت غير مناسب.. هذا الموضوع مؤجل.. لم اعلم إلى متى.. و كما قلت لك سابقا الظروف التي مررتم به لم تدع فرص للكلام في هذا الأمر..
    تعرفين ابني باسم يعمل في شركة للمقاولات.. وعمره سبعه وعشرون عاماً.. ويملك.... "
    ابتسمت ابتسامه مفتعله ملوحة بيدي قائله
    " لا داعي لتعريف عنه.. فهل سيكون كما يتعرف لأول مرة..
    لستم غرباء "
    رأيت الارتياح على وجهها قائله
    " ههههه هذا صحيح.. سأذهب الآن.. و أتمنى أن يتم الأمر بخير "

    بقيت وحدي قابعة بين الجدران و الأفكار تبحر بي.. والأمواج تحذفني..
    بعد عدة أشهر من التوتر و الخوف و الهلع نتشبث حتى بقطعة معدنية ملقاة في قعر البحر..
    هل يمكن أن نرى الفرح يعم قلوبنا!.. ويزاح الخوف من طريق لم نحدد مساره!...
    أمسكت بمقبض الباب بتردد.. صرير الباب الخشبي.. جعلها ترفع رأسها باتجاهي.. ملت براسي من خلف الباب.. ملامحها هادئة...
    " وئام هل يمكنني أن أتحدث معك؟"
    شيء غريب رأيت ابتسامة متخفية تحاول أن تفلت منها...
    " أراكي فرحه ماذا هناك "
    ابتسامتها اتسعت عن قبل بقلب انفتح على الحياة وروحا تزغرد من الفرح...
    " الم تكن أم باسم هنا "
    تقدمة إليها قائله
    " و ما إدراكي لقد كنتِ نائمة عندما جاءت!! "
    طأطأت وئام رأسها مصبوغ بحمرة خجل ثم قالت
    " سمعتها تتحدث إليك "
    " تسترقين السمع! "
    قالت مدافعه
    " سمعته مصادفه..حتى أني لم أقف كثيرا "
    تجرأت في قولي
    " هذا لا يهم.. أرحتني من إعادة الكلام.. كنت متخوفة من أخبارك "
    ضحكة وئام مني
    " متخوفة.. تضحكينني.. شيء طبيعي فأنتي لم يتقدم لخطبتك احد من قبل "

    إذا قلت لكم حزنت من كلامه فأني كاذبة..
    و إذا قلت لم اهتم فهذا الكذب بعينه..
    اشعر كما الجريح الذي لم يضمد من جروحه..
    تجاهلت كلامها كما كنت أتجاهل كل شيء...

    محاوله للهروب من الم كلامها سألتها
    " ما اريك؟ "




    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  3. #18
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    فاجأني سؤالها
    "أنت ما رأيك! "
    " ليس المهم رأيي و من ستتزوج أنت "
    " شقيقتي الكبرى ويهمني أن تنصحني "
    أول مرة أجد وئام تسأل و تهتم للآخرين دائما معارضه و غير ما باليه لغيرها...
    "باسم شاب رائع.. سأصبح سعيدة معه "
    " هل يعني هذا موافقتك! "
    هزّت رأسها إيجابا
    " بدون التفكير فيه.. أعطي نفسك فرصه.. حتى تجدي الطريق الصحيح "
    بدت مترددة في قولها
    " إنها فرصه يمكن أن لا تعاد! "
    " هذا شانك.. أنصحك بالتفكير العميق "
    قالت وئام
    " زاوجي سيحل مشكلتنا "
    " كيف!! "
    " نتخلص من السفر مع عمي.. ونبقى متجاورين.. فبعد زواجي لا داعي لترك البيت "
    قلت لها
    " لكن هناك أمر "
    قالت
    " و إي أمر! "
    " لا تتسرعي.. فهو ليس أمرا واحد بل عدة أمور "
    قالت وئام ساخرة
    " تتكلمين و تجرين الكلام جر.. تحدثي بدون أي مقدمات.. فلقد اعتدنا على المصائب "
    تجاهلت كلامها فقلت موضحة
    "إحداها عمنا.. يجب أن يتقدم باسم رسميا منه.. "
    قالت وئام
    "لا شئن له بنا.. لم نره إلا في الأمس.. وندعه يحرك حياتنا كيفما يشاء
    ألا يكفي الحالة التي نعيشها.. ولا ندري أي مصائب ستنقض علينا "
    قلت باستياء
    " ما بلك متعجلة فانا مجرد فتاة ضائعة وحائرة لا تجربة لي في الحياة غير المصائب كما قلتي..
    فليت أمي كانت ألان هنا و أرحتني من هكذا مواقف الم تنتبهي إلى ألان.. احذف بالألم والحزن والمصائب الواحدة تجرها الأخرى..
    واقف عاجزة عن تحريك حتى ابسط الأمور "
    بداء عليها الندم اقتربت مني مدة يدها على كتفي
    " سامحيني "
    شيء جيد وئام تعتذر هل يعقل مجرد ذكر الزواج أحدث فيها تغير سريع
    قالت وئام
    " تعرفين لا أجيد تدبير الأمور أو حتى انتقاء كلماتي "
    تلجلجت ضحكاتي إرجاء المنزل.. وئام تبدو مختلفة..
    " ماذا يضحككم "
    كان هذا صوت رهف تدخل مسرعه
    لوكأنت الظروف مختلفة لن يكون لسؤالها معنى لكن الفرح غاب عنه منذ زمن وفر مع كل من نحب..
    أثارها الغموض ألحت بقولها
    " هي تكلمي رنا "
    " الطفلة تبكي.. وئام اخبريها أنت "
    التفت قبل أن اخرج إلى وئام
    " يجب أن تفكري جيداً "
    وخرجت من غرفة وئام ورهف في حيرتها
    " رنا لم تخبريني لماذا كنتم تضحكون.. و بصوت عالي! "
    استدارت إلي وئام


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  4. #19
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    " وئام اخبريني "
    قالت وئام ممتنعة
    " لن أخبرك "
    فرت هاربة منها.. ظلت تلاحقها و وئام مصره ورهف ملحة
    "هيا وئام تكلمي.. "
    " لان أخبرك إلا إذا أعطيتني امممم.. الهر الأبيض الذي على سريرك "
    صرخت رهف
    " وووووووووووووووئام "
    غطت أذنيها
    "يا لك من متطفلة.. سأخبرك "
    و عندما أخبرتها سمعت ضحك رهف يصل إلى طبلت أذني بل يخترقها
    سألتها
    " ستتزوجين!!! "
    أجابتها مغتاظة
    " لما لا أتزوج ماذا ينقصني؟! "
    رهف تنظر إليها بخبث
    " ستتزوجين وأنت عانس!! "
    تغيرت ملامحها قليلاً
    " لماذا تفسدين علي فرحتي "
    ابتسامة مرتسمة على وجهها الطفولي
    " أنت من كان يقول دائمً بيت العوانس"
    بدت مترددة عندما قالت
    " كلمات القيها لمجرد المرح ولم اقصد بها الأمر بعينه "
    قوست مابين حاجبيها وكأنها تذكرت أمرا
    " لست بكبيرة جداً ابلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً حتى أني لم أكملها بعد.. لم يمر العمر كثيرا "
    هنا اتسعت رهف ابتسامتها قائله
    " حتى أنا لم ا قصد بها غير..... الدعابة "
    انفجرت وئام من حيث لا نعلم
    " دعااااااااااابة !!"
    لتتساقط الكلمات منها دون أن تحسب ما تقول.. مندفعة بغض وغيض
    " أن تفسدي فرحتي دعابة..
    أن تشوهي الحلم الذي احلق معه دعابة
    أن تثيري البغض والألم في كل وقت لمجرد سخريه منكِ..
    أمقتك كما اكره تلك الدخيلة على حياتنا "
    بدأت أشعر بالضيق من تصرفاتها !
    " ووووووووووووئام أي كلام هذا "
    وئام بعصبيه
    " الحقيقة التي لم يذكرها احد.. محاولة كل منكم الهروب منها "
    اقتربت منها
    " الهروب من ماذا ؟؟؟ "
    تحركت من مكانه ملوحة بتجاة مكان نوم الطفلة
    " دائماً كانت شؤمً على حياتنا...عندما حملت بها أمي مات أبي... ولان فقدنا أمي بسببها "
    توقفة كأنها تسترجع الكلمات التي نطقتها لتذبح الحب الذي يمكن أن ينمو إلى الأخت التي بدأت حياتها معنا بحزن مرير
    " لأنها الشؤم الذي حل على البيت "
    محاولة أن أتانه في اختيار كلماتي
    " هذا قضاء الله...لا ذنب لها "
    قالت والدموع تنهمر من عيناها
    " لكن هي من قضى علي أمي... أنهت حياتها.. و هذه الغبية
    تحملق في رهف بغضب


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  5. #20
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    " تحاول أن تجعلني تعيسة.. "
    ركضت نحو غرفتها موصدة الباب بكل قوة
    هذه وئام كما هي دائما.. و اللحظات المرحة الممزوجة بالتوتر قد أزيلت في دقائق...
    التفت إلى رهف الواقفة مذهولة الم تكن مصدومة مثلي..
    كلمات قطعتني أشلاه أطلقتها في وجهي وفي وجه المسكينة رهف
    أعلنها بغض اختنا الصغير أذهلني..
    لكن لم يكن كلامها بغضا ذكرته بكل قسوة أنها تكره الصغيرة بلا شك
    مددت يدي و أمسكت ُ بيدها
    بادرتني
    " لم اقصد غير المزاح معها "
    " حاولي تجنبا ذالك.. قدر ما تستطيعين..وكما يبدو هناك بركان ثائر سينفجر في أي لحظة "
    يبدو أني نجحت في إضحاكها.. فهي أيضا لا ذنب لها فيما يحدث.. لكنه الأقدار كتبت.. مجبرين أو مخيرين لن يحدث إلا ما كتب الله لنا...

    بعد يومين, لم يعد مرة أخرى مثلما اخبرنا, بالتأكيد عاد إلى بيته و عائلته, فنحن مجرد بنات أخيه, لم نعش معه, و المحبة تمنحه مع العشرة, والاتصال الدائم...
    وبتر أفكاري صوت الهاتف
    " السلام عليكم "
    " وعليكم السلام "
    المتحدث
    " من أنت رنا أو وئام "
    " من أنت لتسألني حتى أجيبك "
    قال
    " عمك سالم! "..
    أجبته
    " أنا رنا "
    " أسف لم استطع الحضور أليكم فقد رجعت إلى المدينة..
    سآتي لأخذكم معي بعد يومين.. اجمعي كل ما تحتاجون إليه فقط الضروري منه.. "
    تسارعت ضربات قلبي فجأة.. ممسكة بقرص الهاتف ك تمثال حجري ملون...
    يبدو الأمر لا مفر منه...
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  6. #21
    عضو سوبر محترف الصورة الرمزية دنيا الأحلام
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    في دنيا احلامي
    المشاركات
    3,807
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    305

    رد: سطور فارغة ....

    شكلها روعة لازم اقراها
    تسلمي بنت خالتي ولي عودة
    إن شاء الله ...

    دنــيــا الأحـــلام

  7. #22
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    الجزء الرابع

    أن يخنقك الألم عن الكلام لتجبر من أحدهم على فعل ما له تريده..
    أو تمح الاراده مع من ذهب ولم يعد
    لنمسك بحزننا ونجر أذيال الخيبة من الحياة ومن أنفسنا.....
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    برغم كل شيء يبقى الأمل يلوح في طريقنا.. لما عشناه في سنوات قليلة مضت.. مختلفة ظروفها ما بين فرح و حزن.. و ما بين الخوف و الأمان.. لتمتد الحياة على خط ملتوي....
    لكن و ما إدراكا ما لكن
    تلقيت اتصالا من عمي الذي جاء مع صفحة من صفحات كدست ليتراكم عليها الغبار..
    ينثر كل ما حوله.. عابثً باتجاه الكرة الأرضية ليوقع كل ما لديه في مهب الريح.. ليعتذر عن عدم عودته..
    و كنت قد نسيته أو تناسيت وجوده
    لا أخفيكم كم فرحت حينها..
    و يا فرحه تراقصه للحظات, و أتعبها الدوران و وقعت أرضا مرتطما بكل قوى
    " و لكننا لم نقرر بعد ما إذا كنا نريد الذهاب معك أم البقاء هنا.. و أيضا هناك أمر أخرى يجب أن.... !!! "
    قاطعني بكل غضب وعصبيه وصوته مخترق قرص الهاتف
    " أي هراء تتلفظين به..
    لو كان الأمر بيدي و أخي يرحمه الله معكم لتركتم بحالكم
    لو كان..
    وانتم أمانته أوصاني بها..
    ولن اخذله في موته! "
    توقف عن الكلام.. و توقف معها كل شعور بي.. لأجد كلمة تستحق أن اذكرها.. سأدعكم تختارونها...
    و رفعت يدي إلى صدري إهداء أنفاسي المتلاحقة لأدفع بكمية من الهواء عندما عاودا الكلام
    " لا داعي لتكرار هذا الكلام مرة أخرى.. هل فهمتي؟! "
    بقيت صامته.. لكن سؤاله أجبرني على أجابته
    " هل فهمتي... رنا؟! "
    قلت بذهول و خوف وبصوت بالكاد يسمع
    " نعم "
    " لم أسمعك جيدا! "
    قلت بصوت كسير يثير الشفقة و العطف
    " نعم فهمت "
    قال
    " جيد.. بحفظ الله "
    بقيت خرساء ملجمة بدون إي كلمة أو حتى اعتراض لم تكذب وئام في انتقادها لي.. استسلامي السريع وخوفي من أي شيء.. و كل شيء...لأصبح لاشيء...
    لماذا؟!!
    لماذا؟!!
    كلمات صرخة بها عاليا .. شعرت بها تتخبط في لساني
    تقطعني
    تميتني
    تتناثر أشلائي..
    غارقة
    لكنها أبت أن يسمعها الآخرون
    شعرت بدوار يلف براسي.. امشي مترنحة لألقي جسدي على الفراش متعبه, مذبوحة.. و الألم يزداد لحظة بعد لحظه...
    لينطلق الصوت المختبئ بين أسواره خارجة بحسرة مريرة
    " راسي "

    بعد يومين من الزوبعة التي أثرتها في وجه رهف.. بسبب تعليقاتها السخيفة في وقت غير مناسب.. اعتكفت في غرفتي زارعة الأشواك حولي.. رافضه رأيت احد منهم.. رنا و رهف و الصغير أيضا...
    وقفت أمام المرآة انظر إلى وجهي متأمله..
    و بريقا يشع من عيني لأرفرف عاليا بل فوق الغيوم.. على أطراف أصابعي مع فرحتي إلى ابعد ما يكون...
    لن أبقى وحيدة بعد ألان.. سيصبح لي زوج يغدقني بالسعادة و بالأمان..
    ليدغدغ الإحساس في داخلي لتتضارب دقات قلبي في ثورة من الخجل.. لأستدير مسرعه واخفي راسي تحت الوسادة فلم أرد أن اسرق من الفرح حتى مني أنا نفسي..
    سمعت صوتا ينتزعني من العالم الأخر تظاهرت بعدم سماعه.. فلا رغبة لي في الرجوع إلى ارض الواقع
    ما أفزعني ارتفاع الصوت مرة أخرى بستغاثه!!
    و تركت أحلامي و ركضت نحو مصدر الصوت..
    و كان الباب مفتوحا..
    ملقاة على طرف السرير.. وجهها شاحبا, مخيفا, بل مرعبا...
    اقتربت منها رفعت رأسها.. ضربتها على وجهها لتفيق..
    " رنا "
    " رنا أجيبي "
    لم تتحرك ولم تتكلم ولا حتى تتنفس كما الأموات
    لأصرخ بكل ما لدي من قوى وخوف
    " رههههههههههف.. رهههههههههف.. أين أنت "
    عندما جاءت وقفة كالبلهاء تنظر إلى رنا بخوف


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  8. #23
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    صرخت بها
    " استدعي أم باسم "
    لم تتحرك من مكانها ليذبحني كلامها ويغرقني مختنقة
    " هل ستموت.. هل ستموت رنا! "
    نظرت إلى رهف.. ثما إلى وجه رنا الشاحب.. وبعدها إلى رهف مبعده شبح الموت المخيف..الموت مرة أخرى لا...
    لم أرتح لسؤالها
    " استدعي أم باسم.. استدعيها فقط.. ولن يحدث ذالك "
    ركضت خارجا.. لأبقى مع شبح الموت !
    منتظره رجوع رهف و طال الانتظار و رهف لم تعد ولم احتمل أكثر و هممت بالخروج من البيت
    ليوقفني صوت بكاء الطفلة.. كنت سأتجاهلها كما كنت دائما مكملة طريقي ليزداد بكاها.. و أذني تأباه سماعه
    و هرولت مسرعه نحو غرفة أمي الحبيبة و بتحديد مكان نوم الطفلة
    و لما رأيت في عينيها الحاجة.. حملتها بين يدي مسرعه لتسكت بعدها هادئة, آمنه..
    و عند المدخل رأيت رهف مقبله و وجهها مغطى بالدموع
    قالت بصوت حاد
    " ليست في بيتهم.. و لا يوجد احد.. و ليس لدينا احد "
    أضافت بنبرة مفجعه
    " ستموت مثلا أبي و أمي.. أليست كذالك وئام! "
    عندما تتلقى المصائب و الواحدة تجرها الأخرى و تسد جميع الطرق في وجهك..
    يبقى طريق واحد فلا حاجة لغيرة, فهو السبيل الذي يمكن اللجوء إليه.. الدعاء من الله عز وجل...
    لمحت سيارة متوقفة في الشارع المجاور.. و من الناحية الأخرى رأيت رجل ينزل من السيارة لم اعرفه في حينها.. لا تقدم منه مسرعه....
    مرة أخرى أم باسم و أبا باسم معنا في المستشفى
    محتضنه الصغير بقوة.. ورهف مائلة برأسها على كتفي باكيه منتظرين خروج الطبيب.. ويمر الوقت عصيبا...
    خرج الطبيب بعد الكشف عليها
    سألته
    " كيف حالها ! "
    قال الطيب ممتعضا
    " إرهاق.. سوء في التغديه و بالتالي فقر دم.. ألا تأكل و تنام !! "
    تغاضيت عن سؤاله قلت ورهف ما زالت ممسكة بيدي
    " هل ستكون بخير ! "
    قال الطبيب
    " ستبقى تحت ألمرقبه هذا اليوم و سنرى بعدها ما نفعل "
    " هل نستطيع رويتها "
    قال
    " لا باس في ذالك.. لكن لا تتعبوها "
    اقتربت أم باسم قالت لي بحنان
    " وئام سنعود بعد ساعة أو أكثر لن نتأخر "
    حركة لها راسي ممتنة....
    " هل احمل الصغيرة معي ؟! "
    لا تتعجبوا
    " شكرا لكي..سابقيها معنا "
    قالت أم باسم
    " لن نتأخر "
    أحساسا يذبحني..
    وذنب يقطعني..
    و أنا أراها نائمة على سرير في المستشفي..
    و موصله بعدة أنابيب مخترقه جسدها..
    كانت تبدو اكبر بعشر سنين مما هي عليه و عيناها تحيط بهما هالتان من السواد.. القينا كل المسؤوليات عليها دون الشعور منا بالشفقة أو الرحمة ليتملكني أنا بالتحديد حب ألذات...


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  9. #24
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    بقينا معها لساعات طويلة مما أطرني بعد ذالك الرجوع إلى البيت فلا طعما أعطيه إلى الطفلة.. و خجلي من أبا باسم لبقاء معنا طوال هذا الوقت...

    تمر الساعات بطيئة مظلمة كعتمة الليل
    اهتممت بالطفلة والغريب في الأمر لم أتراكها وظلت بين أحضاني وجعلتها تنام بجانبي
    سأهتم بها ولن ادعها ولكن هذه الليلة.. الليلة فقط
    لأني أنا
    وئام..

    لا داعي لان أخبركم كيف كانت حالتنا عندما عدنا إلى البيت.. حتى انه أم باسم كانت ستنام معنا.. ولم أرضى بذالك.. فيكفي العناء المتكبد من اجلنا..
    الساعة الثانية فجرا عندما انفتح الباب لتظهر منه رهف واقفة بحزن
    قلت له
    " رهف "
    قالت
    " أبقني معك.. البيت موحش.. حتى أني اسمع أصوات في كل مكان..ولا أستطيع النوم "
    أمر أخر يثير التعجب بدون أن أتكلم مددة يدي نحوها لتقترب و لأزيح المكان لها لتنام بجانبي...

    مع بزوغ يوم جديد, و اشراقت مضياه, لتلوح بشارها, على نسيم الصباح, و عبير الزهور,
    أوصلنا أبا باسم إلى المستشفى قبل ذهابه إلى عمله
    وكم كنت خجله.. لما أثقلنا عليه.. و لم يذكر أي منهم الموضوع الذي تكلمت فيه أم باسم إلى رنا.. تعودنا دائما تفتح أبواب السعادة في لحظة ليتخطاها الحزن من باب أخر...
    كانت نائمة.. دخلنا بهدوء شديد.. مقطبة مابين حاجبيه, لتفتح عينيها بصعوبة.. تحرك شفاها.. لتغمضهم بسرعة.. لم افهم ما تعني خفت عليها كثيرا..
    قلت إلى رهف
    " رهف سأبحث عن الطبيب لأطمئن عليها..ابقي أنت هنا مع الصغيرة .. لا أريد أن تصحو ولا تجد أين منه معها "
    خرجت للبحث عن الطبيب و انتظرت خروج المراجعين من عنده وانقضت نصف ساعة حتى استطعت الدخول عليه
    سألته
    " هل تحسنت ! "
    " الآن هي أفضل "
    " لم تشعر لوجودنا معها "
    تكلم الطبيب موضحا
    "هذا من تأثير الابره المنومة.. فحتى تكون بخير تحتاج إلى النوم.. فلا تقلقي "

    وعت أدراجي نحو الغرفة الصغير الذي تنام فيها رنا
    تخطيت الباب ليصطدم نظري بعين رجل.. يركع بعدها بصرك من الجد المرتسم على ملامحه جالس على كرسي بجانب السرير لاقف عاجزة عن تتابع الباقي...
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  10. #25
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....


    الجزء الخامس

    دموعي تجبرني على البكاء, تلاحقني, فتسابقني, و تدفعني إلى أخر
    الطريق عبر ممرا موحلا أخاف السقوط فيها أو حتى أن يلامس أطراف
    قدمأي !!
    لتفلت مني آه و آهات.. و جروح و مناحات...
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    انقضت ساعات الليل مابين حلم مزعج, و أفكار مخيفه..
    تجبر النوم على أن يفر هاربا من سكنات الليل, ليمر الوقت بطيئا, مثقلا,
    يعد اللحظة قبل اللحظة.. لنبداء معها يوما كتب مع تبلل أوراق الشجر بقطرات الندى...

    في اليوم التالي لزيارتنا إلى رنا سارعت إلى الطبيب للاطمئنان عليها فقد كانت تهذي بكلمات غير مفهومه.. تركت رهف معها و الصغيرة..
    إلى أن أعود...
    انتظار المرضى من الانتهاء أمر مستحيل.. اضطررت بعدها لاستعجال الممرضة لدخول لدقائق فقط,
    لأخبركم أمرا أخر! اكره الانتظار الطويل,
    و اكره راحة المستشفى,
    كما اكره وجودي هنا!!!!

    السعادة التي كنت انتعش بها في عدة ساعات قد محت كلها بسبب مرض رنا..
    و تحمل المسئولية ولو كان ليوم واحد فقط..
    أتمنى أن تخرج رنا من هنا سريعا فقد افقد صبري سريعاً..

    لم يكن لوقع خطواتي أي صوت لكن التفاف رهف ناحية الباب جعل من الرجل القابع على الكرسي الخشبي يرفع بصره نحوي...
    سرت ببطء شديد و خطوت خطوة أمامه و ألقيت التحية..
    تفا جئت من حضوره فقد جاء من حيث لا نعلم و لم يعد مرة أخرى على الرغم من تأكيده عودته ألينا..
    و الأمر الوحيد الذي خطر على بالي أن يكون موجودا لتوقيع عقد الزواج فهو المسئول عنا بعد وفات أبي رحمه الله..
    و بعدها يرحل دون أن أفكر لحظه إلى أين يتجه...
    و ها هو هنا معنا و الفتيات الوحيدات في معزل عن الأقارب و إي احد من أهلنا حيث لم يخطر لأي منا أن تسائله كم عم أو عمة لدينا!..
    و من هم أقاربنا...
    شق ما كنت أفكر فيه إلى نصفين إحداها عند الرجل الجالس أمامي و الأخر في مدينة أخرى يقف عند مفترق طرق يحاول إيجاد الطريق الصحيح...
    " كنتِ عند الطبيب! "
    سألني, فهززت رأسي إيجابا
    ليتبعه سؤال أخر
    " ماذا قال لك ؟ "
    نظرت أليه وقلت بأسى
    " تعاني من فقر دم, و قلة في النوم و أشياء أخرى"
    ظل صامتا لبعض الوقت ثم قال
    " عندما تحدثت معها في الأمس كانت بخير! "
    فتحت عينأي على مصرعهما متسائلة و متفاجئه
    " تحدثت معها ! لماذا ؟؟ "
    قال
    " الم تخبركِ ! "
    قلت بذهول
    " تخبرني.. ماذا.. ماذا تخبرني!!!! "
    بدا عليه الاستياء
    " ألا تعيشان في نفس البيت! حتى انك لا تعلمين ما يحدث في بيتكم!"
    شعرت بخجل من نفسي.. و هل كنت معها حتى اعلم ماذا يحدث فقد كنت في مكان أخر..
    بصوت خافت بالكاد يسمع
    " لقد كنت في غرفتي "
    قال عمي سالم
    " أخبرتها عن مجيئي يوم غد, مكالمتي الهاتفية مع رنا عجلة مجيئي لأنهي الأمر و بسرعة "
    قلت والذهول يتملكني
    " تنهي ماذا؟!! "


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  11. #26
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    الم شعرت به منذ مده ولم ا ابه له..

    و يبدو أن عمي عجل من ثورة الألم في داخلي و لم أقوى على الثبات على قدمي لأسير إلى غرفتي و إلى سريري و وسادتي, مقترب وقت وداعه إلى أخر غريب عني و عن دموعي و أحزاني و أفراحي...

    فتحت عينيا بصعوبة فقد اعتادتا الظلام,
    فسمعت صوتا !!
    زعزع الأمان في داخلي..
    و قتل الرغبة في العودة إلى الحياة..
    و أثار الذكريات..
    و حمل معه ما حمل..
    بأحد عيني الشبه مغلفه لمحت عمي سالم يسير نحو الباب ليستديرا مرة أخرى يتكلم مع وئام لم افهم ما يعنيه فلا زال الدوار يلف بي..
    ولم ارغب في توجيه الكلام إليه و انتظرت مغادرته..
    لتصلني أخر كلماته إلى وئام..
    ( جاركم باسم )

    وسؤال رنا الغاضب دفعني إلى إجابتها
    " لي ينتزعنا من بيتنا بلا شفقه و لا رحمة "
    كلمات أخرجتها من بعض ما يعتلي في جعبتي خرج صوتي بحشرجة مكبوتة بصمتي
    لي تستدير وئام و رهف, لتهتف كل منهم..
    رنا
    رنا!!
    رهف المتكاه على حافة السرير وحاملة الصغيرة في حضنها
    و وئام التي لازلت مستديرة ناحية الباب مع ما بقى من كلمات عمي سالم
    أقبلت كل منهما باتجاهي رهف تتحدث معي والارتياح بادا عليها
    و وئام بملامحها المتقلبة, أحينا تشعر بمحبته و أحينا أخرى تشعر بأنك بنسبة إليها احد الصور المعلقة على الحائط...
    رهف قالت
    " لقد خفت أن أفقدك رنا, فانا أخاف من البقاء في بيتنا بدون وجودك, فلا احد لدينا رنا "
    و بدأت سيلا من الدموع تنساب على خديها
    المني أن أراها بهكذا حال, فلا تزال صغيره على هموما مثقله, متعبه, مخيفه, وصورة الفقد تتأرجح أمام عيناها...
    شددت على يدها لأربت عليها..
    قلت لها مطمئنه
    " أنا هنا من جديد, فلا تخافي "
    وئام قالت
    " و أنا أين ذهبت الم أجعلك تنامين بجانبي ! "
    ضحكنا جميعا حتى الصغير الغالية ارتسمت على وجهها ابتسامه تثير الحب في قلب كل من ينظر أليها...
    استدركت
    " أين ذهب ؟ ! "
    قالت وئام
    " من ؟؟ "
    قلت بنافذ صبر
    " عمك.. سالم "
    أجابت رهف
    " إلى الطبيب, ليطمئن عليكِ "
    و عادت وئام لتكرار سؤاله من جديد.. و لكنها لم تنظر أجابه
    " لماذا جاء إلينا ؟! "
    " رنا "


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  12. #27
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    " أخاف أن لا يتم الأمر.. اعني أنا و باسم.. ما بالي قد تهت اقصد الزواج "
    قلت لها
    " و لما الخوف ؟! انه زواج ليس ألا ! "
    قالت متا ففه
    " الخوف من الرجل الذي كان هنا منذ دقائق.. اقصد عمي سالم "
    رهف
    " هل تتوقعين أن يرفض باسم "
    و لم تعلق اينا منا على سؤال رهف.. و يبدو إن الفكر لم تعجب وئام فاستدارت لتسير ببط نحو النافذ مزيحه ستائر لتنظر إلى الخارج.. غارقة مع أحلامها و مخاوفها...

    بعد عدة ساعات, انتهزت فرصة تواجد الممرضة لإحضار طعام الغذاء و طلبت منها استدعاه الطبيب..
    أخبرتني انه غير موجود في هذا الوقت لكنه سيكون هنا بعد ساعة من الآن...
    سألتني وئام
    " ماذا يدور في بالك "
    تملكني الضحك مجبره من سؤال وئام فقد شعرت كمن يخطط لعمليه خطيرة و بسريه تامة.. و ممنوع وجود الدخلاء بيننا...
    قلت لها
    " ماذا تظنين, الخروج من المستشفى "
    بعد لحظات
    قالت رهف واضعه يدها على بطنها
    " أنا جائعة "
    نظرت إلى رهف و ثم إلى الطعام على الطاولة الصغيرة
    " تعالي وكليه "
    رهف قالت
    " كلا.. لا أحب طعام المستشفى "
    قالت وئام
    " و أنا أموت جوعا, لم أتناول أي شيء من الأمس "
    يبدو إن راحة الطعام و البخار المتصاعد من الإناء, فتحت شهيت الجميع, دفعت بالطعام إليهما
    " تعلو و كلوه "
    " أنت مريضه و يجب أن تأكلي, سأنزل إلى كافتيريا المستشفى هيا رهف "
    " لن نتأخر "
    أجبرت نفسي على التهام الطعام تعرفون طعم مذاق طعام المرضى كيف يكون
    حركة بجانب السرير أيقظتني من غفوتي
    و لم يكن غير الطبيب مع احد الممرضات غير الأخرى التي كنت هنا من قبل..
    أخبرته في رغبتي في الخروج من المستشفى, ولم يبدو على الطبيب الرغبة في السماح لي بذالك
    قال الطبيب معترضا
    " لكنك لا تزلين متعبه, و تحتاجين إلى الراحة "
    قلت بشئ من التوتر
    " اا.. اشعر بالتحسن, و ارغب في العودة إلى البيت اليوم, بل في هذه اللحظة, و سريعا "
    " هل هناك مشكله ؟! "
    لا داعي لذكر من يكون !!!!
    فقدت الرغبة في مغادرة المستشفى و حتى السرير الذي أنام عليه و الشر اشف البيضاء التي تغطيني, و المحاط بستائر قماشيه..
    حاولت الجلوس مستقيمة, أجبرت نفسي على ذالك بالكاد استطعت رفع راسي من على الوسادة..
    التزمت الصمت فوجوده يمنع أي احد من أبداء رأيه...
    اكتشفت إن عمي متحدث لبق و يستطيع أن يكسب ود من يتحدث معه حتى الطبيب...
    بالنبرة الغريبة التي يتحدث بها دائما, بكلامه الجاد, و بملامحه الجادة
    "هل من مانع من خروجها ألان "
    قال الطبيب مستجيبا لرغبتي أو لكلام عمي سالم لا اعلم
    " و لكن.. لا مطلقا ! تستطيع الخروج..


    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  13. #28
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    حسنا يجب انهها الإجراءات أولا..
    و أن تهتم في صحتها..
    و تأكل جيدا..
    و أن تأخذ كفايتها من النوم..
    فهي لا تزال صغيره على لن تواجها الإرهاق من الآن "

    تعرفون عندما يبدأ الطبيب في إلقاء نصائحه و أنت تحرك راسك لكل كلمه..
    ورد عليه بكل لباقة
    " نشكر اهتمامك "
    خرج الطبيب و بقيت وحدي مع الرجل الملقب عمي
    قال
    " هل تشعرين بتحسن ! "
    نظرت إليه بجدية و قلت بصوت جاد كما يتكلم هو حتى لا يشعر بضعفي
    " بخير "
    توقف عن توجيه أي كلام و الدقائق و الثواني وحتى عقارب الساعة قد توقف حتى تكلم أخيرا
    قال بإصرار
    " لا ستطيع إرغامك على ما لا تريدين, و لكن "
    لذا في الصمت مفكرا ليتابع
    " أريدك أن تطرحي على نفسك سؤالاً, هل أبدو كبير جدا و أسير بصعوبة مستخدما عكازين و قليل البصر لا أرى ما أمامي حتى تشعري بصعوبة العيش معي ومع عائلتي "
    فاجأني سؤالها حتى اضطربت تعابير وجهي من الخجل و مشاعر مختلفة فهو لا يكبرني إلا بعدت سنوات فقط مابين الأربع أو الست سنوات..
    انزعجت من كلامه في بأداء الأمر و بعدها وجت كل ما يقوله منطقي بحاجه إلى من يحمينا,و من يواسينا,
    و بحاجه إلى رجل...
    هلت من سؤاله
    " ماذا ألان "
    قلت
    " ألان !! "
    و لم أعقب
    " لم تجيبي ؟ ! "
    و لا زال الصمت يرافقني
    " هل من الصعوبة أن تجيبي ! "
    قلت
    " حسنا, سنذهب معك, و هذا باردتا "
    هل الارتياح ما بدا على قسمات وجهه
    بقينا صامتين إلى أن جاءت وئام ورهف و الصغيرة
    بعدها ذهب لإنهاء الإجراءات لخروجي من المستشفى هما أزيح من على عاتقي لوجود من يتكفل بهذا الأمر بدون شعوري بي الخجل
    أزيحت الستائر ليظهر عمي بينها, كنت ارتدي عباءتي استعدادا للخروج
    عندما عدنا إلى البيت هذه المرة في سيارة عمي كانت كبيرة نوعا ما كافيه لحمل عائله
    كانت رهف تسير أمامي هي و وئام وعمي سالم يسير إلى جانبي مبتعدا قليلا..
    لم نكد نتخطى الحاجز الأمامي, حتى لمحت أكياس وصناديق مكدسه على بعضها البعض و مرتبه
    بجانب الحائط..
    انحنت رهف ناحية الأكياس, فقالت بذهول
    " انظري وئام فاكهه, وعلب من الكعك و أخرى من الحلوى المختلفة "
    قالت وئام ضاحكه و هي تقلب الأكياس و تفتح الصناديق
    " هل نزلت من السماء, أم حل العيد "
    " أنها من وطن أبيكم و حيث ما ستكونون "
    نظرنا جميعنا إلى عمي سالم ممتنيا و مشكورين...



    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  14. #29
    عضو فيروزي الصورة الرمزية لحن الخلود
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بين فواصل الكلمات
    المشاركات
    4,087
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    320

    رد: سطور فارغة ....

    بعيدا و لعدة ساعات, لتتبعها أخرى ليكتمل يومين منذ خروجي من حالتي المرضية,استعت نشاطي مجددا وشيئا من ابتسامتي..
    عمي سالم كان يمضي بعض الوقت معنا و لم نسائله أين يقضى ليلته, لا نعلم أين يأكل و ماذا يشرب و لكنه كان يعود..
    " تبدو هادئة "
    يقصد بذالك الصغيرة
    ممسك بيد الطفلة بحنان مغدقا
    " قليل من الصغار يرقدون بسلام إلى حين "
    كنت أتابع ما يقول باهتمام
    " كما كنتي أنت, فهي تشبهك كثيرا "
    صوّبت نظري إليه، متعجبة و خجله

    في اليوم التالي, مجتمعين كلنا أنا و رنا و رهف و الصغيرة و عمي سالم و بيين أحاديثنا القصيرة, فلا يوجد ما نتكلم فيه
    فجأة.. قال عمي
    " استعدوه لرحيل بعد يوم غد و احملوا الضروري فقط "
    ناقلا بصره إلينا الواحدة تلو الأخرى..
    رنا بملامحها الهادئة
    و رهف واختلاج تعابير وجهها للحظات
    أما أنا فقد كانت هنا في ثغرة ما نار تقارب على الاشتعال لتحدث حريقا هائل وتلتهم كل ما حوله..
    قلت بجراءة
    " و خطبتي ! "
    رافع احد حاجبيه, قال ببساطه
    " يؤجل إلى وقت أخر"
    هاتين الكلمتين دقت ناقوس الخطر لا قف بسرعة فقلت بتحدي فقد بدا الأمر أخر ما يفكر فيه
    " لن يؤجل "
    مقطب حاجبيه
    " ولما الاستعجال ! "
    ازدادت جرأتي إلى حد الوقاحة
    " استعجال !, هل ترى الرجال يقفون صفوفا لنيل موافقتي!!... "
    قاطعتني رنا, قالت
    " أي كلام هذا ! "
    التفتت رهف بدورها إلى رنا تأيد كلامها حتى بدون تكرار ما قالتها
    ونظر إلي وهو يسأل
    " وكيف ادعك هنا "
    قلت بنفاد صبر
    " متزوجة "
    قال كمن نفذه صبره هو الأخر
    " ترحلون جميعكم معي, و بعدها نبت في الأمر "
    تدحرجت الكلمات لتندفع هاجمه على كل من سيحاول أن يفسد فرحتي
    " لن ادع الفرصة تضيع مني, لأبقى و حيده, دون أب أو أم "
    حملق الجميع بي و على وجوههم مختلف التعابير ما بين غضب و ذهول
    قالت رهف و هي تنظر إلى بشيء من الاستغراب و الحزن و الخذلان و مشاعر كثير لا أستطيع ذكرها
    " وئام "
    لكنها عادت و أخفضت رأسها بحزن
    لكني تابعة كلامي صارخة غير عاباه بأحد
    " إذا كنت متعجلا للرحيل فخذهم معك "
    مشيرة إلى رنا و رهف باستخفاف
    تقدمت من رنا
    " وئام يكفي.. فلا..
    لكني قاطعتها رافعه صوتي والشر يتطاير مع كلماتي
    " أنت يكفيك برودا و استسلاما.. لا تعرفين كيف يكون الإحساس بسعادة أو التمسك بما تحصلين عليه, ما رأيك أن نبقى جميعنا بدون زواج..
    و أصبح عانس مثلك, فشعورك ميت وملفوف بي العنوسه...
    بترت و قطعت و ألجمت ثورتي و توقفت معها أنفاسي الغاضبة و لم اشعر إلا أنا ملقاة على الأرض من الصفعة التي تلقيتها على وجهي...
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~



    الف شكر للشيخة زورو على التوقيع

  15. #30
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: سطور فارغة ....

    شكرا لك اختي على النقل المميز والأجزاء روعة
    تحيااااتي
    .. آسفه ع التقصــير ..


صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سطور من ذهب
    بواسطة ريام البراري في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-10-2008, 11:26 PM
  2. تحقيقات حول العثور على طلقة نارية فارغة في مستودع الأدوية بمستشفى
    بواسطة العقرب المغامر في المنتدى أخبار المجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-12-2008, 10:29 AM
  3. كلمات في سطور
    بواسطة صدفة البحر في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-11-2007, 04:09 PM
  4. الإمام علي (ع) في سطور.
    بواسطة علي عبد الباري في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-27-2007, 02:14 PM
  5. ~*¤ô§ô¤*~السيستاني في سطور~*¤ô§ô¤*~
    بواسطة alsahem_alnari في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-01-2007, 03:21 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •