لا أستطيعُ التفرُّغَ للإنشادِ في ظِلِّ هذهِ الزحمة من مشاغلي لكوني رادوداً وطالبُ علومٍ إسلاميةٍ في الوقتِ ذاتهْ. كثيرٌ من الشؤونِ الاجتماعيةِ والمنزليةِ والعائليةِ تشغلني عن التفرغ لمشروعٍ كهذا .
متى بدأت انطلاقتك كرادود تحديداً ؟
كما أسلفتُ الذِّكرَ ، ليلةَ الأربعينِ بعامِ 1986 وكانَ معي الرادودُ فوزي الدُّرازي .. إذ بدأنا بمنهجيةٍ مُخطَّطَةٍ كرادودينِ ، وكانتِ البدايةُ بترتيبٍ وتوزيعِ قصائدٍ من الوالدِ و الحاجِ يوسفُ زاير علي و ولده سلمان يوسف وإدارة المواكب ، بدأَنا بتخطيطٍ مسبقٍ بشكلٍ رسميٍّ لنكونَ معاً في هذا المجالِ كما كُنَّا معاً في الإنشادِ في فرقةِ الإمامِ الصادق "ع" .
كيف تولَّدتْ لديكَ فكرةُ الدراسةِ الحوزوية ؟
في بداياتنا كرواديدٍ كانتْ هناكَ أنشطةٌ إسلاميةٌ ثقافيةٌ مصاحبةٌ لخطواتِ الدُّخولِ في الموكبِ وهذا ما نفتقدهُ الآن . في تلك الأيام حتى تكونَ رادوداً لا بُدَّ أن تكونَ لك ثقافةٌ دينيةٌ تتبلورُ وتتكونُ بحضوركَ مجالسَ العلماءِ والتزامَ المساجد ، لا بد أن تتتبع أين تقعُ الدروسُ الثقافية ، حسين الأكرف بدأ مع فوزي الدرازي في تلقي الدروس عند الشباب أمثال سلمان يوسف أو في الجامع مع مشروع تعليم الصلاة و في مساجد القرية ثم توسعنا من خلال علاقتنا كرواديد ومن خلال علاقاتنا كمنشدين لإنَّ الإِنشادَ تركتُهُ عام 1988 .. منذ 85 إلى 88 أنا مواصل رادود ومنشد معا .. توسعت علاقتنا عن طريقة الإنشاد أكثر من توسُّعِها من خلال كوننا رواديداً .. احنا رواديدٌ بالديرة فقط كنّا ، أمَّا الانشادُ فكنَّا نخرج برّه .. في المنامة تأسَّست علاقاتٌ بشكلٍ خاصٍّ معَ كثيرٍ من الإخوةِ النشطين على المستوى الثقافي والديني فكانت علاقتنا قوية جداً بحسين التتان .. كان لنا بمثابةِ الأستاذِ ، ولدينا علاقةٌ خاصةٌ بهذه المجموعة التي تحيطُ بحسينٍ آنذاك . كنَّا نجتمع في الدروس ، ففي كل يومِ جمعةٍ كانت لدينا جلسة في إسكان جِدحَفصْ في بيت احد الإخوةِ يحضرها حسين التتان وهي جلسةٌ استثنائيةٌ يحضرها عبد الجبار وحسين الأكرف وبعض الشباب من المنامة وبعض القرى و كنا عشرة.. وقبل الجلسة يسمّع كل واحد البقيةَ حديث .. حديث عن أهلِ البيت نحفظُهُ وكلَّ أُسبوعٍ واحد يدرّسنا ، أنا كنتْ صغير ، ومع ذلك كنت اضطر احضّر واحفظ وانقب الكتب واسمع محاضرات ، وانقل بعض النقاط واطرحها كموضوع ، ويتم مناقشتي بعدين من وين جبت هالفكرة أو هالحديث ويناقشوني في مضامينه .. والجماعة يعودونا على إلقاءِ الدُّروس مو فقط تَلقّيها وكان هذا الدرس من أهم الدروس اللي استفدت منها إنصافاً.
المفضلات