، كيف اِحنا فتشنا ما شفناك " ، قلت لهم فتشتوا المنزل في اليوم السابع ثم فككتم الحصار وأنا سألت أي يوم أقبلتم قالوا السادس ،، قال الضابط : "سبع أيام وين كنت " قلت لهم : " في خرابةٍ في منزل جيرانَّا " وكنت قد هيأت المكان على أساس أني كنت هناك فتركت قشور حب وعصير وسجائر ، وأقنعتهم أني كنت في البيت .. ِ" شلون يعني زوجتك متسترة عليك ؟؟ " يريدون إدانة زوجتي ! ..قلت أنا تسورت البيت طرقت باب الشقة سمعت صوتي زوجتي فتحت الباب و دهشت سألتني : " أين أنت ؟ " قلت : كنت هنا في البحرين لم أغادر .. حاولت إقناعي سلم نفسك لا تؤذي نفسك وألحَّت علي .. قلت ليها : " سكتي و إلا اطلقش ! " و قلت للمخابرات : " قلت لها سكتي والا طلقتك " ، قال الضابط : "هددتها بالطلاق ؟" .. والزوجة إذا هددتها بالطلاق ماذا تفعل ؟ تشتكي على زوجها أم تحافظ على بيتها ؟؟ و مشى الموضوع.
قاطعناه ..
هل أسرتك كانوا على علم بوجودك فوق في الشقة ؟
في البداية لا وتدريجيا علموا .
قاطعناه مجدداً ..
بعد كم ؟
شهر تقريباً
في تكملة لسؤالنا الذي قاطعنا حديثه به :
والساعة الثانية ظهرا وقعت على إفادتي أني لم أكن هارب بل موجود ، وخرجت .. والدي عندما رآني كان ماسكاً بالشنطة اللي جهزتها .. قال : "ها شنطة ؟! " قلت له : "لا البيت فأخذني مرة وحدة يالله نمشي يا ولدي يالله نمشي " ، خوفاً من أن يتغير قرارهم ، فأتيت القرية وعماتي في المنزل فهجمت على واحدة واحدة وكانت آخر عمة زرتها والدة صالح وجعفر الدرازي ، فأتى تلفون رفعه حسين الدرازي أخو صالح الدرازي وكان صالح الدرازي على الهاتف .. تسلمت التلفون من حسين وكان يقول صالح : " عطني أمي " يفتكرني أخيه حسين ، قلت : " ماذا تريد بأمك ؟ " بعد ذلك تأكد من الصوت : " هااااا من أنت ؟! فلان ؟! " لم يكن اسمي ! ماذا أتى بك إلى بيتنا ! قلت له : " خلاص ، خلاص رحت المخابرات وأفرجوا عني .. " ففرح أغلق التلفون وجاء البيت.
بعد الهروب ماذا حصل وماذا عن المسموحات والممنوعات ؟
أصبحت كل يوم أذهب المخابرات لمدة شهر كامل ، ولم أكن قد وقعت على شيء ولكن قالوا لي لا نريدك أن تشارك في المواكب وفي الحسينيات والمساجد ولا تفعل أي دور من أدوارك الدينية ، باعتبار أن الموضوع ليس تعهد ولا أي شيء قررت أن أتعامل مع الموضوع كأنه لم يكن ، شهر كامل كل يوم اذهب لمجرد الحضور هناك كأني موظف هناك والعياذ بالله .. لمجرد ازعاجي ولإخباري بأني تحت السيطرة . ثم توقفت الاستدعاءات وطلبوا مني زيارة رئيس الوزراء .. لماذا ؟ : " فقط نريدك ان تذهب لتعلن انك إنسان مواطن بريء وان لا خلاف لك مع الدولة وانك كنت صاحب نشاط سياسي معين واما اليوم فقد اعتزلت النشاط السياسي " .. فقلت لهم : " هذا لا ينفع بشيء والناس تعتقد بأنكم أجبرتموني على الذهاب وأنا لا علاقة لي مع رئيس الوزراء فهو لا يعرفني وليس لي حاجة في ذهابي وهذا ربما ينعكس علي سلبا ونظرة الناس لي .. وأنا أريد أن أعيش حياة طبيعية .. أحل الإشكال معي ومعكم وأخلق إشكال وأزمة أخرى بيني وبين الناس؟! " قالوا : ما الأزمة في الذهاب؟
قلت : الواقع هذه هي النظرة ..
على كل حال غيروا هذا الرأي وطلبوا مني أن أكتب رسالة اعتذار للديوان الأميري ،، فقلت: " وعلى ماذا أعتذر " .. قالوا : " اكتب رسالة وابعث لنا بالرصيد البريدي " قلت : "خيراً يكن ! " ونسوا الموضوع ولم يسألوا عن الرسالة، بعد فترة اتصل مسئول يسألني عن أمر الرسالة : "ها أرسلت الرسالة ؟؟ !! فأجبتهم: "هااا ايه من زمان " وسكتوا عن الموضوع.
ثم أتت مشاركة تكبيرة العرش وكنا قد رتبنا لها .. وفي الأثناء أُفرجَ عنِ الرادود مهدي سهوان وفي المشاركة قلت الحمدُ لله الذي منَّ علينا بالافراج عن أخينا مهدي سهوان وحصل تكبير وصلوات ... في الصباح الباكر وفي شهر رمضان بيوم 20 رميت نافذة الشقة بحجر .. فجلست منزعجاً وزوجتي أيضاً كانت منزعجة لأنَّ هذه الحركة تدل على أنَّ هناك رجل مخابرات ينتظرني .. فعلاً استطلعت من النافذة وإذا بأحد رجال المخابرات المدنيين يقول : " انزل أبو حسن غضبان جدا .. شنو سويت انته ؟ توه هادينك إنت مينون .. انزل الحين " .. قلت : تقدموا الحين اييك ، قال : لا .. قال لي رجلك على رجله تأتي به الحين وسألني عندك سيارة ، قلت له : ايه قال اركب سيارتك وياي .. اخذت سيارتي ولحقت به .. وصلت و استقبلني احد الضباط ببوكس على صدري وهوز على راسي و صرخ في وجهي : "ليش شاركت ؟ مو قلنا لك ما تشارك ؟" .. رددت : " انتون ما قلتون لي ما تشارك في نشاط ديني ولا عندي تعهد على هالموضوع ولا مكتوب شيء قانوني .. انا فكرت الموضوع عادي( باستعباط ) " قال : " عادي ها .. انت مو عند كلمتك إنت مو رجال " ، قلت لهم : " بالعكس أنا رجال لأني شاركت " اِستغربوا كيف ؟! قلت لهم : "مو رجولة أني أشارك في عزا ؟ ليش احنا رايحين مرقص؟ " قالوا : الكلام وياه ضايع ودوه الزنزانة وبكره ودوه جو على طول .
كان ذلك في شهر رمضان وانا متعب جداً أدخلوني الزنازين فتذكرت الأيام الخوالي ،دخلوني زنزانة فيها (دواشك) سته على بعضهم البعض وكانت وفيرة ومريحة ، نمت اذ كان التعب قد أخذ مني كل مأخذ ، برهة وإذا بأحدهم : " قوووم " .. قلت له :ها (جو) ؟ وفعلا كنت مشتاق جداً للشباب ، وانا أحدث نفسي " على الاقل بعد شوي عندي سوالف وعندي شباب اهذر وياهم اخبرهم شو صار بالبلد ولا بعد ستة اشهر تخلص سوالفي وهم بس يحبون احد رسول يخبرهم وش صار .. وهذي نعمة ليهم بيستانسون " ، واخذني الشرطي للمكتب فوق : "يالله اكتب تعهد ما تشارك ؟ "
قلت ليهم : "تعهد .. ليش يعني ويش يأذيكم في المشاركة"
قالوا : "ها مهدي سهوان .. الحمدلله الذي افرج عن مهدي ها ، يعني مو شكرا للامير اللي طلعه ! " قلت : " أنا شاكر الله سبجانه يعني ما يصير شي بدون ارادة الله "
قال : من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق
فأحسست أن الكلام معهم سيطول ، فقلت أوقع وأعود مرة اخرى ان اقتضت المصلحة .. لم أشارك وبقيت ألحن لبعض الرواديد واكتب للبعض الآخر واساعد الآخرين وكأني اشارك بصورة أخرى وهذه فرصة لم أكن سأحظى بها ، فلو كنت منشغلاً بمشاركاتي لم أكن سأساعد أحداً .. كنا نذهب أنا والشباب صالح والبقية وكانت ايام رائعة الى ان افرجها الله في 2000 وبدأت مشاركاتي في محرم من قصيدة علميني و اصنعيني ليلة 2 محرم .
في أي زمان لمع الأكرف وبان بريقه للناس؟
انا لا اعتقد ان هناك لمعان ولا بريق .. يعني هي معرفة .. الناس كل ما تقدم انت من اجل دينهم ومن اجل صلاحهم يمن الله عليك بمعرفة الناس لك وحبهم لك وهذا شرف ومسؤولية كبيرة وليس ببريق أو لمعان .. بل هي حسنه من حسنات خدمة اهل البيت .. الناس عرفوا شخص حسين من اليوم اللي شاركت فيه عرفوني مال ديرتنا اني اشارك .. من اليوم اللي شاركت بره عرفوني مال البحرين وطلعت خارجا عرفوني من هم خارج البحرين .. اعتقد ان الموضوع نسبي .. فكل ما زاد عطاءك وكل ما تتعدد اماكن العطاء في البلد وخارج البلد كل ما زادت معرفة الناس بك.
أبو زينب انت متهم بكثرة الاصدارات ، كيف ترد ؟
أحب تهمة إلى قلبي أن لا أتوقف عن خدمة أهل البيت ولو استطعت أن اصدر كل يوم إصدار لفعلت.
هل لك نسبة من هذه الاصدارات؟
بدأت في الاصدارات منذ عام 2001 باصدار الجرح العارف الى أي جرح .. ولم تكن لي أي نسبة في الاصدرات ولم اتقاضي على أي اصدار من الاصدارات مبلغ كاجر متفق بيني وبين التسجيلات انما كنت اعمل لمؤسسة خيرية تساهم في كثير من الاعمال الخيرية .. لذا كنت اعمل بلا مقابل ، بعد أي جرح ذهبت في مشروع مركز الوفاء واصبح الوفاء يمثل مصدر من مصادر العمل الاسلامي والمعيشة ، منذ ذلك الحين اعمل ويدخل على معيشتي من خلال هذه المؤسسة ، أما أن أكون قد تعاملت بهذه الطريقة – إشتراط الأجور - سابقا او حتى الآن .. فلا .. حتى حين يطلبني احد في مشاركته في إصدار لا أتشارك معه في شيء ابداً ,,
ابو زينب لك اصدارات مختلفة الافكار ومتنوعة .. فمنها عزائية وانشادية واخيرا ما نسمعه من موسيقى ومؤثرات . فلم لا نرى لك تجربة الاصدارات الفرائحية ؟؟
مسألة الأفراح لا أجد فيها رسالة واسعة ومستمرة وعامة .. أجد في العمل الفرائحي انه خاص لموسم معين وأنه خاص باطروحات معينة فرائحية وانه خاص بأجواء معينة .. أنا ما اجد نفسي في هذه الاجواء .. لا اعرف التفاعل مع جانب الفرائحي بهذه الطريقة .. نفسي تميل جدا للحالات الانسانية الولائية الحزينة و الوجدانية و الثورية.. اما الفرائحية لا اتفاعل معها ولا اجد نفسي فيها .. ثم اجد ان هناك كماً واسعاً وهائلاً من الاصدارات الفرائحية تغطي الساحة وهم مأجورون على هذه الاعمال ونبارك لهم. .. غير ان التخصص ينفع .. اذا شغلت نفسي بالاصدارات الوجدانية والعزائية والافراح .. من اين سيأتيني وقت لكوني طالب علم ، رب اسرة ، صاحب مسؤوليات والتزامات .. اجد موسم الافراح فترة راحة اجدد وارتب فيها اموري لاني لا احب ان ابتدء اموري ومشاريعي اعتباطا فانا اتعب على مشروعي تعب كبير من ناحية الفكرة اكثر من تعبي من ناحية الاخراج بمرات.
المفضلات