بهذه الموازنة أقنعت نفسي أني هارب وعندي حجتي القانونية مدام الملك أو الأمير أنزل في الجرائد اسمي في المفرج عنهم بمكرمة ولم تكن علي قضيه حتى يعفي عني أصلاً ،ً طيلة السنوات حققوا معي عشرات المرات ولم اعترف على شيء ولم تثبت علي قضية وآخر التحقيقات حاولوا إدخالي في قضية حزب الله إني جناح سد الشوارع و المخطط الأمني واحتلال وزارة الإعلام ربما فكروا أني كنت سأعلن الثورة بقصيدة هناك !! باعتبار كوني رادوداً ، على كل حال كنت مقتنعاً أنَّ هذا الإجراء ليس قانونياً وإنما تعسفي وهو ليس إلا تمشيط امني فلم أسلم نفسي.
وأتحفظ على الأماكنِ التي اختبأت فيها ولكن أهم مكان أنّي كنت في شقتي فوق في بيتنا . بعد فترة من الإختفاء استخرت الله واتصلت بالإصفهاني فمرة قال لي لا تذهب ، بعد كم شهر عندما سمعت من تلفزيون البحرين أنَّ رئيس الوزراء يعلن عن مجلس شورى نصف منتخب قلت ان هذا الموضوع يعتبر تغير في المجريات السياسية في البلد وان الوضع لا يحتمل اعتقال شخص معروف على الأقل . فاستخرت الله وقال لي اذهب ، يوم ثاني اصطحبت الوالد وخرجنا ومعي حقيبة بها كل مستلزمات المعتقلين من ثياب وفوط وصابون ، فذهبت هناك في الكبينة التابعة لبوابة المخابرات.. قلت : السلام عليكم ، رد الشرطي الحارس : عليكم السلام .. ماذا تريد ؟ قلت : أريد أبو حسن حسن ، قال : من هو أبو حسن؟ قلت : عادل فليفل .. قال : و من أنتَ ؟ .. قلت : حسين الأكرف ، فأمرني بالجلوس باستهزاء واستنقاص .
وقت قليل وهاتفه أحدهم وقد كان بلغ من بالداخل بوجودي ، ما إن رفع الهاتف وقف ".. نعم سيدي .. " ناظرني قليلاً ففهمت أنَّ الكلام عني فنظرت له نظرة استكبار وكأنني أقول له لن تعرف مع من تتحدث .. مطلوبٌ لعامٍ واحدٍ .. فحدثني عادل فليفل من معي ؟ قلت حسين الأكرف فقال : " شيخ حسين الاكرف مو غيرك ؟ " "من متى رجعت من الدوحة ؟! " فقلت له أنا لم أبارح البحرين .. قال : " لحظات ابعث لك من يجلبك " .. نزل عدو النبي ( عبدالنبي) ذو الكرشة : " ها أين كنت ؟ هارب ها ؟ " قلت : لا ليس هارباً وإنما فتحت لي محكمة خاصة مع نفسي وأخرجتُ قراراً أنّي مظلوم وأن الأمير ألغيت مكرمته من واحد ضابط حيا الله ضابط ، ذهبنا بالأعلى وجلسنا فترة و والدي ينتظر بالأسفل على أعصابه من الـ 8 صباحا حتى 2 ظهراً .
قلت لهم إني كنت في المنزل ، قال : " كل هالفترة في البيت !!
المفضلات