آية الله العُظمى الشيخ محمد أمين زين الدين مع سماحة الشيخ حسين الأكرف في مجلسه ،،
ثانيا: سلوكيات طالب العلم هي سلوكيات الإنسان المؤمن المتدين الذي يرى أنه إنسان يجب أن يلتزم بأحكام دينه وينتمي للدين والأحكام الإسلامية وبالتالي لا أرى أن العمامة هي التي تلزمني بديني فانا يجب أن التزم بديني معمما كنت أم لم أكن
ثالثا: لا أجد أنَّ العمامة من الممكن أن تعطيني دوراً أطمح له فانا الذي اطمح له هو ما أنا فيه ، هو مشروعي الآن كوني رادوداً ومبلغاً وطالباً للعلوم الإسلامية ، أستطيع أن أخاطب الناس بطريقة أو أخرى . دوري الذي أنا فيه في أشياء إضافية على طالب العلم وهذه الأشياء حصلت من دون لبس العمامة ، والعمامة ممكن أن تضعني في إطار أو زاويةٍ ، أنا لا أريدُ أن أكونَ فيها ، وبحمد الله وفضله وبركات أهل البيت لدينا الكثير من المعميين الذين يقومون بدور طلاب العلوم الإسلامية ، وإضافة عمامة جديدة لا أجده أمراً لازماً
هل تراودك فكرة العودة للنجف أو قم لمواصلة الدراسة؟
كل طالب علم هاجر للدراسة في الحوزات لا بد أن يحن إليها حنين بلا حدود وليس أحبُّ إلى نفسي ولا أملك لها من ساعات اجلس فيها تحت منبر علم في قم المقدسة أو النجف الأشرف ولكن المقتضيات ومتطلباتي الاجتماعية والظروف والالتزامات تقيدني وتحرمني من هذه الفرصة في مسألة العودة ولكن لو استطعت أن أعود بلا جدال سأعود ولو كان تكليفي أن أعود طبعاً سأعود .
نذهب معاً إلى مرحلة السجن
كم مرةٍ اعتُقلتْ وما سَبَبُ الإعتقال ؟
طبعا في أواخر أو منتصف الثمانينات كانت المرة الأولى التي اذهب فيها للمخابرات ، بسبب تواجدنا في موكب الشهيد آنذاك بعد انتهاء الموكب ، كان الشباب في مهمة إخفاء السماعات فكانت توضع في أكياس سوداء للقمامة وترمى في قمامات معينة ثم في الفجر أو الصبح أو الظهر تؤخذ من هذه الأماكن وتوضع في مخزن خاص . في هذه الأثناء لوحقنا من قبل رجال أمن الدولة وتم مسكنا وفي ساعات الصباح الأولى اقتدنا للمخابرات ( الأحداث ) لأنا كُنا صغاراً لم يكن اعتقالنا مع الكبار فأعطونا المقسوم وكفخونا وضربونا وشوتونا . لا أعرف من معي من حقق معي من تحدث لي وكانت هذه الخطوة الأولى ( البركة الأولى ) - بين قوسين - في هذا الاتجاه .
بعد عودتي من النجف في بداية التسعينات صار برنامج من قبل جهاز أمن الدولة للحديث مع طلاب العلوم الإسلامية والتواصل معهم والسؤال عن أحوالهم من تحقيق وما تحقيق لإهداف معينة وكنت ممن استدعوا و بعد عودتي من قم المقدسة أثناءِ الأحداث في شهر 12 /1994 . في 25 او 26 / 12 عودتي من قم قبل شهر رمضان ، بعد 3 أيام من العودة استدعيت للمخابرات لمدة 3 أيام متواصلة من الثامنة صباحا حتى 12 مساءا وكان تحقيق وبالوقت نفسه تعذيب كالوقوف على الأرجل فترة طويلة جداً تزيد على ال12 ساعة وكنت لا استطيع المشي لشدة الضرب على الأرجل والتعليق وأدخلوا عليّ كلب للتخويف وكان عادل فليفل موجوداً ، بعد ذلك أرادوا مني الاعتراف على بعض الأمور التي تتعلق بالانتفاضة ودور العلماء في قم الدور التحريضي كما يسمونه في محاولة للوصول إلى أنَّ هناك تنظيماً وقيادةً علمائيةً مرتبطةً بإيران هذا الكلام الذي لا يمت للواقع بصلة ثم في منتصف الليل ألقوني في الشارع و أنا لا أستطيع المشي فاستلقيت على الأرض و مر بي أحد الشباب و أخذني للمنزل.
وبعدها استشهد عبد القادر الفتلاوي ، وفي تشييعه كدت أقع في أيدي الجلاوزة ولكن حمداً لله استطعتُ أنْ أصِل البيت سالما عندما هاجموا القرية ومغتسل القرية وقد كانوا اعتقلوا مجموعة من الشباب .
المفضلات