بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قصة (( كلي يا كمي ))
نـه عطر اللّه مرقده كان في اوائل حاله , معتزلا مشتغلا بالبحث والدراسة والتحقيق , فكتب اليه فضلا الحلة من العراق صحيفة تحتوي على عذله ولومه على ذلك , فمع مهارته في العلوم والمعارف وحذاقته في التحقيق والابداع , معتزل خامل , فكتب في جوابهم هذين البيتين من الشعر :
طلبت فنون العلم ابغي بها العلاـــــ فقصر بي عما سموت به القل .
تبين لي ان المحاسن كلها ـــــ فروع , وان المال فيها هو الاصل .
فـلما وصل هذا الشعر اليهم كتبوا اليه : (( ان حكمك باصالة المال عجيب غريب , بل خطا ظاهر , اقلب تصب )) فكتب في جوابهم هذه الابيات لبعض المتقدمين :
قد قال قوم بغير علم ـــــ ما المر الا باصغريه
فقلت قول امرئ حكيم ـــــ ما المر الا بدرهميه .
من لم يكن له درهم لديه ـــــ لم تلتفت عرسه اليه .
ثم توجه الى العراق لزيارة الائمة المعصومين (ع ) , وبعد زيارة تلك المشاهدالمشرفة , توجه الى الـحـلـة , فـلـبس بعض ثيابه العتيقة الخشنة والرثة , ودخل بعض مدارسهم المشحونة بالباحثين والـدارسـيـن , فـسـلم عليهم فلم يرد عليه الا بعضهم متثاقلا عنه , ولم يلتفتوا اليه , فجلس اول المجلس في صف النعال وعـكـف اولـئك في بحثهم على مسالة دقيقة مشكلة , فادلى فيها بدلوه واجاب عنهابتسعة اجوبة في غاية الجودة والدقة ومع ذلك احضروا طعاماافردوه بشي منه على حده ولم يشركوه في مائدتهم وانفض مجلسهم فقاموا.
وفي اليوم التالي عاد اليهم وقد تعمم بعمامة كبيرة وبملابس فاخرة ذات اكمام واسعة وهيئة رائعة تـكـريـمـه وتوقيره وبالغوا في ملاطفته ومطايبته وانما داخلهم في بحثهم بكلام لا مشروع ولا مـعـقول الـيـه بـالاداب فـالـقـى الـشيخ كمه في ذلك الطعام وقال لها كلي يا كمي واسـتـفـسروه عن ذلك فقال : انتم انما اكرمتم اكمامي هذه الواسعة , والا فانا صاحبكم بالامس , جئتكم بهيئة الفقرا ولكن بسجية العلما , واليوم جئتكم بلباس الجبارين وتكلمت بكلام الجاهلين وانتم رجحتم الجهالة على العلم والغنى على الفقر نعم , انا صاحب الابيات التي كتبتها اليكم في اصالة المال وفرعية صفة الكمال , وانتم قابلتموها بالتخطئة فاعترف الجماعة له واعتذروا اليه عما صدر منهم من التقصير في شانه (قدس سره )
ارجوا ان تكون القصة قد نالت رضاكم
تقبلوا تحياتي
المفضلات