لقد مضت عشرة ايام كاملة دون ان ادخل ملامحك بين طيات احلام اليقظة التي كانت تسرقني من حياتي
اتعلم باني اشتقت اليك ...؟
اشتقت الى تساؤلي عن اخبار اوراقك ..؟"
.. احبك ..
اجل لقد علمت بامر حبي لك متاخرة الا انه لايحق لي بالبوح على ورق النعاس ..
اعلم بانه هذيان قلمي ولكن عشقي لك اصبح من المحرمات عند شرع الاوراق ..
اتعلم باني قابلت من جعلني من عشاق لغة الخجل ..؟
اتعلم بان قلبي خفق كما كان عندما كنت طفلة صغيرة لاتفقه شيئا في فن الحب ..
اتدري باني تمنيت قتل كل من خاطبه بلغة الكلام
واني كدت اموت غيظا من خجل اللسان
فبعد كل هذه السنين الطوال اراه امامي
احفظ ملامحه لارسمها بكلماتي.
اصبحت افكر هل لايزال يتذكر من ضاعت معه في الطرقات ..؟
هل يتذكر من كان يركض معها في شوارع الزحام لنعود الى منزل طفولة المشاعر ونظم بعضنا بعشق طفولي اخاذ..
نبتعد لنجد مقدار الشوق في قلوبنا فيضع يده على صدري وانا اسند اذني على صدره ..
لتنقطع علاقة طفلين بدون سبب ..
لاعود والتقيه بعد سنين من الانقطاع ..
لنرسم الخجل بيننا عهدا لاينقطع ..
فانتهت علاقتي به بالالم .
فلجأت اليك ابكي على كتف الورق واتوه بين الاسطر ..
فانا اريدان اعرف سبب القطيعة ..!
ولكن عهد الخجل لايزال مرسوم ولن اكون اول من يقطعه
فانا لااعلم عنه شيئا اذ انه اصبح من صفحات الماضي العتيقة
فانا لم انطق بكلمة الحب له ولن انطقها
ولكن
انت ماالذي جعلني آتي الي صفحاتك ..
لااعلم سبب تعلقي باسبابك ولااريد ان اعلم سبب حرماني منك ..
عشقتك من خلال قلمي الذي بدأ يثقل كاهلي من متطلباته ..
فبه وصفتك باجمل الاوصاف لدي ..
احببت عينيك الجادتين بلونهما الازرق البلوري..
عشقت لونهما الرمادي المغبر في ظلام سحر قمر العشاق ..
ووقعت في سحر لونهما الاخضر عند انشغالك بكلمات غريب الذات السجين ..
تنازلت عن كل من اعرفهم لاواصل الكتابة اليك ايها الغريب الذي سكن قلبي اليتيم .
جعلتني ممن يموتون شوقا لامساك القلم وخط اي شيء اعبر به عن حزني الذي يسكنني ..
لم اتوقع يوما بان ارحل عن هامش الصفحات ..
ولكن اليك وبسببك نشرت كلماتي الخجول ..
ارغمتها على الصعود لاجعل الاعين الناقدة بالنظر اليها ..
وفي نهاية المطاف اغرق في الندم لانها تخصك انت ..
لانك احتويتني في لحظة الغفلة .
وعلمتني اداب النسيان بكلمة ..
ودربتني على الهجران بخطوة..
جعلت دموعي الساكبة نادرا ما تقع ..
اصبحت اناجيك في لليلي الطويل ..
واطالب بك في في لحظة المستحيل..
لقد جعلت مني مخلوقا مختلفا عن الشخص الذي كنته ..
ففي كل مرة اعتزل القلم تاتي لي بغرور نفسك الحبرية لامسك القلم واعاتبك بجراة الرحيل..
اتعلم باني بدات اندم على امتلاك موهبة الكلمات هذه ..
فبدونها بامكاني الحديث بلغة الكلام لا بلغة الكلمات التي توضع على صفحات لربما تقرأ وبها القى شتى انواع الانتقاد.
اتعلم بان لا احد ممن اناديهم باسم الصداقة قرأ كلماتي الا ولقيت شتى انواع التذمر او عدم الفهم ..
مع العلم باني لا احب اللغة العربية ولا احب فنونها .
ولكن..
تساؤلي لايزال اين انا من صفحاتك ..؟
واين انت من حياتي لا من صفحاتي ..؟
اصبحت اكره كل من احببتهم واقارنهم بك انت ..
حتى عشقي الطفولي كرهته ودفنته في مقبرة الصفحات السوداء..
اتعلم باني اريد بدفنك من صفحاتي ايضا ..؟
اريد ان امحي ذكرك كما اوجدته ..
اريد ان انسى شخصا لقبه في الصفحات غريب ذاته السجين ..
اتعلم باني بدات اتعجب كيف ورد هذا اللقب الكريه الى صفحاتي..
وكيف به كتبت خاطرة من طور طويل وانا التي لا احب العناوين ولا احب الكتابة الطويلة ..
اعشق الناي ولكني لم يسبق لي ان رايتك فكيف حكمت عليك بانك ممن يعزفون الناي بانفاس عميقة ..
اشهد لاصابعك المتمرنة على مفاتيح البيانو بانها تناسب الكلمات اكثر من الالات ..
واشهد بان نظراتك الرمادية الحزينة تؤثر في اي شخص ينظر الى عيني من اوجدته في صفحات الورق البالية ..
اعلم بانه لايحق لي التاسي على حال قلمي الوضيع ولكن ظهور من عشقته في الطفولة بدا يؤثر في حال اسطر كتابي ..
ناجيتك بيأس طوال هذه العشر الايام الماضية لعلك تاتي وتنسيني اياه وتحتوي عقلي بصمتك ..
اردتك بان تاتي وتخفيني تحت سترة الغرور التي تقيني من شوقي اليه ..
ساعترف لك باني نسيت ملامحه منذ ذهابه عن مكان وجودي
ولكن حبي له لم يتبدل ..
اعلم باني اتكلم بالجنون ذاته ولكني اجهل رغبتي بالاعتراف لك باسرار جهل طفولتي ..
ارجو ان لاتسال عن طفولتي المنسية اذ انني لااتذكر منها شيء ..
فهناك الكثير من يطالبني بتذكر ماضي المخيف ..
فلا اريد منك ياصفحاتي بان تطالبيني بايجاد ذاكرة مدفونة في مقبرة الوداع ..
اعذر لي رغبتي في البكاء وتمزيق الاوراق ..
ولكن كل شيء خرج عن السيطرة فانا لم اعد مرتاحة بتحدثي عبر الاوراق اليك ياسيد الهجران ..
فانا لازلت أخاف من القلم وبوحه بالاسرار..
اعتذر عن هجراني لك طوال هذا الوقت ..
اعتذر عن خطيئة النسيان التي بدأت تأخذ مكانها بين حنايا ذاكرتي ..
اعتذر الان لك لتتجاهلني بالمستقبل ..
ارجوك يامن عاش معي احزاني بفواصلها وجملها ..
تجاهلني من الان وصاعداً.
فلتنسى معشوقة الكلمات .. وربيبة الأقلام ..
وانا أحررك من عهد الالتزام ..
أعلم بان الهجران قد طال ..
ولكنني مجبرة على خطيئة النسيان ..
فانا لم اعد املك الوقت الكافي لمحادثة الصفحات ..
لقد تعبت ومللت ...
وليس هناك من يقدر تعبي ..
ليس هناك من يسال مابي .. حتى أنت بدات تتجاهلني وتتجاهل سؤالي عنك ..
حتى أنت يامن كنت ستجلب المتاعب باسمك ..
باسمك اثرت جلبة في المدرسة من تكون وماتفعل في صفحات دفتري..
حتى صديقاتي بدات الشكوك تساورهن وخصوصا من لديهن اسمك ..
فالخجل يعتريني بان اقول لهم بانك لست موجود وانني اوجدتك من العدم وعشت وهم أنا اخترعته..
اعذر فضولهم ... واعذر توقفي عن الكتابة اليك ..
لا تتطالبني بالخمس السنوات الماضية ..
لانها كانت سنوات دراسة وكنت اجد مخبأي خلال تلك الاوراق ..
والان أنا اسكن هذا البيت ولااجد الوقت للبكاء عليك..
فسكوتي محاسبة عليه .. وانا من نسيت كيف طريقة الكلام ..
اصبحت اكتب روايات واتنساك واتحاشى تذكرك فاسكنتك هامش الصفحات ..
يكفيني خضوعا للقلم ..
ويكفيني منك ..
لقد تعبت ولاازال متعبة ..
اشعر باني احتكرك لي وحدي ولا ادع احداً يتمتع بك مثلي ..
فبك بنيت بيوت من الشعر ونسجت لحاف النثر ..
أويتك الى صفحاتي وداعبت حاجبيك الحزينتين باصابعي ِ.. بيدك امسكت القلم ..
اعذر دموعي السكوبة .. لقد طال بي الصمت .. فلم اعد قادرة على التغاضي والنسيان ..
فكلماتي بدأت تخنقني .. وحبك بدأ يقتلني ..
احلم بك في ليالي الغفلة .. واجعل التمني رفيقي الدائم ..
رسمت ملامحك بيدي ولونت عينيك بدموعي والسماء..
واطفأت الضوء وأخذت الرماد واسكنته جوف عينيك .
فاعلنت اسمك بالهمس ..
واخفيته بلقب الامس..
فلو انك تاتي لرأيت انك تحويني ..
ولو انتبهت اكثر لرايتني اعيش على ذكرك..
تناسيت الكل وابقيتك انت خمس سنوات وسأكمل السادسة...
وكانها خمس كلمات والجملة السادسة ..
اعذرني لهلوستي ..
فالجنون أخي بالرضاعة ..
آه علي انا وليس على أحد غيري .. اتاسى على حالي وابني رثاء ذاتي..
لقد كنت ولازلت أخاف كلام الكبار فانزوي في داري واغلق الباب وانسى همي..
أحاول تناسي مايهم قلبي الصغير ..
احاول تكفير ذنب حبي لك بالرحيل ..
لقد جف قلمي من الكلمات ..
واكره خواطر الاوجاع ..
واكثر ماكرهته هو رواية " سقف الكفاية " لانها من جعلتني ارثي حبي لك بالطور الطويل ..
كل من يقراها يقول أن اسلوب الكاتب لا يعلى عليه ..
وانا اقول بان اسلوبه فجر قلمي الاعمى ..
لقد كرهته ولاازال اكرهه ..
التحقت بمدرسة البكاء بعد الكتابة ..
فناجيتك بهموم الطفولة .. اردتك ان تسلب عقول من يقرأ كلماتي ..
فكل من عرفتهم يسألونني لماذا تمسكين الدفتر والقلم لمدة طويلة أأنت تكتبين الخواطر ؟؟
فأجيبهم بالايجاب .
فيطلبون مني قرأتها فأأبى فكلماتي ليست للقرأة .. كلماتي كتب عليها بالاختباء وعدم الظهور ..
فاليك انا اسأل ..
لماذا الان ؟
لماذا بدأت تصر على كلماتي الان ..؟
لماذا هل اشتقت إلى كلماتي ..
لقد مضى شهر كامل على أخر مرة أمسكت فيها قلمي ..
والان تأتي بكل غرور الحب لتعاتبني على خطيئة نسيان شهر كامل ..
جعلتني التوى من الهجران وتريدني أن اتذكرك كل لحظة ..
فهجرانك هذه المرة آلمني ..
لقد تجاهلتني ..
اتعلم ماذا يعني هذا ..؟
يعني أنك قد ذهبت ولن تعود...
أتعلم يا سيدي ..
بأني أريد الرحيل .. نهائياً..
أريد أن أمحو ذكري نهائياً..
لعلك ستأتي ..
أو أنك ستعلم عن رحيلي كالغريب..
أعلم أنك لن ترثيني لأنك مصنوع من حبر قلم ..
واحلامي عنك كانت ورق..
أتساءل عن الغد..
كيف سيأتي الغد بعدما أنتهي من عتابك
هل سأرجع كما أنا أم سأضل عل حالي غير مستعدة لمحادثة أحد..؟
هل سأعتنق الصمت إلى آخر يوم في حياتي ..؟
هل سأنفي دموعي عن مقلتي ..؟
هل سأذهب نهائياً ام لي عودة لأرى صفحاتي ..
فهناك شيئاً أريدك أن تعلم به قبل كلمة الوداع..
فصمت الأسطر ليست إلا جنون من القلم ..
المفضلات