عندي سؤال يا أخي
محمود أرجوا منك الإجابة إذا سمحت
أليس الذي خلق سبع سماوات وسبع أراضين
في وقت وجيز وخلق الكون بأسرة
وييسر أرزاق العباد
بقادر على شفاء عبد من عباده
؟؟؟؟
أنا الذي أعرفه أن خلق السماوات أعظم بكثير من خلق الإنسان
قال تعالى
(أولم يروا أن أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعيى بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير)
فهل الله تعالى
لا
يستطيع أن يشفي مريض أو يقضي حاجات العباد
إلا إذا توجه العباد إلى الأولياء
ليتوسطوا لهم عند الله؟؟
أرجوا منك يا اخي الإجابة عن تساؤلاتي
الابنة العزيزة
ذربة المعاني
اشكرك على ردك الجميل واحترم رأيك كما احترمك
نعم ان الله سبحانه وتعالى قادر على شفاء جميع المخلوقات
وجوابي على اسئلتك هو كما يلي
الاستعانة والتوسل بالنبي واهل البيت عليهم السلام
سؤال: هل يجوز الاستعانة بغير الله والتوسل بالنبي وأهل بيته ؟
جواب: يقوم نظام الكون على سلسلة من الأسباب المادية أو ما يُعرف بقانون العلّة والمعلول، والرؤية الإسلاميّة التوحيديّة تنفي أن يكون لهذه الأسباب قدرة ذاتية واستقلالاً بنفسها في التأثير، أمّا النظرة الماديّة ( التي يؤمن بها غير المسلمين ) فترى استقلال هذه الأسباب في التأثير وأصالتها.
وقد نهى القرآن الكريم عن الاستعانة بغير الله تعالى وعبادة سواه، فقال: _ (ولا تَدْعُ مع الله إلهاً آخر )( الشعراء: 213 )، وقال: ( ادعوني أستَجبْ لكم (( غافر: 60 )، وقال: ( وما النصرُ إلاّ من عند الله ( آل عمران: 126 ). إلاّ أنّ القرآن لم يَنفِ أمر الاستعانة بالأسباب الماديّة، بشرط أن يعتقد المرء أنّ هذه الأسباب غير مستقلّة في التأثير، وأن يؤمن في قرارة نفسه بأنّ تأثير هذه الأسباب التي يستعين بها مشروط بإذن الله تعالى.
والأمثلة في هذا الموضوع كثيرة، فقد قصّ علينا القرآن أنّ رجلاً من شيعة موسى عليه السّلام استغاث به، فأجابه موسى عليه السّلام ونصره على عدوّه. ووصف القرآن الأنصار بأنّهم الذين آوَوا ونَصَروا ( الأنفال: 72 ) مع أنّه في آية أخرى حصر النصر في الله تعالى دون سواه. وقد أمرنا الله تعالى أن نعدّ لعدوّنا العدّة، فقال: وأعِدّوا لهم ما استطعتُم من قوّة... ( الأنفال: 60 )، مع أننا نؤمن أنّ القوّة والحَول كلّه لله تعالى.
وأمرنا تبارك وتعالى أن لا نستعين بغيره، فقال: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ( الفاتحة: 5 )، لكنّه من جانب آخر يوصينا أن يُعين أحدنا الآخر في قوله: وتعاوَنوا على البرّ والتقوى ( المائدة: 2 )، ويوصينا بالاستعانة بالصبر والصلاة فيقول: واستعينوا بالصبر والصلاة ( البقرة: 45 )، مع انّنا إنّما نستعين به وحده لا شريك له.
ويُخبرنا الله تعالى عن العسل أنّه: فيه شفاءٌ للناس ( النحل: 69 )، مع أنّ أحداً منا لا يعتقد بأنّ العسل هو الشافي، بل نعتقد أنّ الله تعالى قد أودع في هذا السائل شفاءً، وأنّ العسل إنّما يشفي بإذن الله تعالى.
أمّا التوسّل بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السّلام، فهو من قبيل التوسّل بالأسباب التي جعلها الله تعالى، وأشار إليها في قوله: وابتغوا إليه الوسيلة ( المائدة: 35 ).
وقد روى علماء المسلمين أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « أُعطيتُ خمساً لم يُعطَهُنّ أحد قبلي... وأعطيت الشفاعة ولم يُعطَ نبيّ قبلي »( صحيح البخاري 86:1 ـ 113 )، وأنّه قال صلّى الله عليه وآله أنا أوّل شفيع في الجنّة... ( سنن النسائي 78:5 )، وروي عنه صلّى الله عليه وآله في قوله تعالى: عسى أن يبعَثَك ربُّك مَقاماً محموداً ( الاسراء: 79 ) قال: الشفاعة( مسند أحمد 444:2 ).
ورَوَوا أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا فرغ من تغسيل رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: بأبي أنت وأمّي، طبتَ حيّاً وميّتاً، اذكرْنا عند ربّك »( نهج البلاغة: الخطبة 230 ). وجاء في السيرة الحلبيّة أنّ أبا بكر كشف عن وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وخاطبه بنفس العبارة( السيرة الحلبيّة 474:3 ).
ويعتقد المسلمون ـ السنّة والشيعة ـ بجواز الشفاعة عقلاً، وبوجودها سمعاً بصريح الآيات وبخبر الصادق المصدّق صلّى الله عليه وآله( انظر: العقائد النسفيّة لأبي حفص النسفي 148؛ شرح صحيح مسلم للنووي 35:3 ). وقد قال تعالى: ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ( الأنبياء: 28 ).
حول الاستعانة بأهل البيت عليهم السلام
سؤال: لماذا تستغيثون بعليّ وتطلبون منه الإغاثة ؟ أليست الاستغاثة بغير الله شِركاً ؟
جواب: الاستغاثة بغير الله ( بشرط خاص )، فهي ليست من الشرك في شيء، فنحن نعلم أنّ الله تعالى يقول في قرآنه الكريم: وابتَغوا إليه الوسيلة ، وأنّه يقول عن الرجل من شيعة موسى عليه السّلام: فاستغاثَهُ الذي هو مِن شيعته ، ولم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام من الله تعالى وليست مستقلّة عنه. وإنّ القرآن الكريم لم ينفِ أمر الاستعانة بالأسباب الماديّة، بشرط أن يعتقد المرء أنّ هذه الأسباب غير مستقلّة في التأثير، وأن يؤمن بأنّ تأثير هذه الأسباب التي يستعين بها مشروط بإذن الله تبارك وتعالى.
حكم التوسُل والاستغاثه بالأولياء
سؤال: بعض الناس يعتقد بالتوسل والاستغاثة بالأولياء والصالحين..فهل يقرّ الإسلام هذا العمل ؟
جواب: يقوم نظام الكون على ظاهرة مشهودة.. هي سلسلة الأسباب أو ما يُعرف بـ (قانون العلّة والمعلول). وترتبط أجزاء الكون ببعضها بسبب أو علّة مادية. هذا ممّا لا يشك فيه أحد. بَيْد أنّ الرؤية الإسلامية التوحيدية تنفي أن تكون لهذه الأسباب قدرة ذاتية واستقلالاً بنفسها، بل هي بجملتها وتفصيلها قائمة بالله الخالق عزّوجلّ الذي أوجدَها وحفظها في استمرارها.
هذه هي الرؤية التوحيدية، أمّا النظرة المادية فترى أصالة العلل المادية واستقلالها في التأثير.. فهي مقطوعة عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى. ومَن جعل وجود الأسباب وتأثيرها خاضعاً لوجود الله وإرادته فهو إنسان موحِّد، ومَن اعتقدَ في الاسباب أنها مستقلّة فهو مادّي التفكير.
من هنا لا يجوز أن يوصف من يعمل بموجب الأسباب ويجعلها وسيلة يتوسّل بها إلى ما يريد.. لا يجوز أن يوصف بالشرك؛ لأنّه إنّما يعتقد أنّ هذه الأسباب قائمة بالحيّ القيوم جلّ جلاله.
ولا ريب ـ يا أخي ـ أن الاستعانة بالأحياء والاستغاثة بهم أمر فطري جَرَت عليه الحياة الانسانية على مدار الزمان. مثلاً نبيّ الله موسى بن عمران عليه السّلام استغاثه بعض شيعته فأجابه.. دون أن يخطر ببال أحد أن الاستغاثة لا تجوز الاّ بالله سبحانه مباشرةً. قال الله تبارك وتعالى في سورة القصص (1):ودَخَلَ المدينةَ على حينِ غفلةٍ مِن أهلها، فوجَدَ فيها رجُلَين يقتتلان، هذا مِن شيعتِه وهذا مِن عدوِّه، فاستغاثَهُ الذي من شيعتِه على الذي مِن عدوِّه، فوكَزَه موسى فقضى عليه
.
ومن البيّن أن الذي من شيعته كان يعتقد أنّ موسى لو أغاثه فانّما يغيثه بقوّة، بإذن من الله سبحانه.
ومع أنّ القرآن الكريم يحصر النصر بالله، في قوله تعالى:وما النَّصرُ إلاّ مِن عندِ الله العزيزِ الحكيم
(2).. إلاّ أنّه نسب نصراً إلى الأنصار ومدحهم على نصرتهم للنبيّ صلّى الله عليه وآله:
الذينَ آوَوا ونَصَروا أولئك بعضُهم أولياءُ بعض
(3).
هذه الآيات الكريمة وغيرها من آيات الذِّكر الحكيم تكشف عن أصل أصيل من أصول الحياة الإنسانية السليمة، هو التمسّك بالأسباب الطبيعية وطلب النصر من الناس، والاستغاثة بهم.. بشرط أن يعتقد الطالب والمستغيث أنّ هذه الأسباب هي وسائل ليست أصيلة في ذاتها، بل هي قائمة بالله سبحانه، ولا تنفذ إلاّ بإذنه ومشيئته.
وبهذا يتجلّى لك ـ يا أخي ـ أن الاستغاثة بالناس والاستعانة بهم ممّا لا يتعارض مع حصر الاستعانة بالله في قوله:إيّاكَ نَعبُدُ وإيّاكَ نستعين
(4)؛ لأنّ الاستعانة بهم يؤكّد حصر الاستعانة به عزّوجلّ، لأنّ هذه الاستعانة بالناس إنّما تصدر من الاعتقاد بأنّ الله تعالى هو الذي أمدَّهم بالقوة، وهم متّى قاموا بعمل فإنّما يقومون به بحوله سبحانه وقوّته.. ولو شاء الله ما فعلوه.
ومن الآيات الأخرى الدالة على الاستعانة بغير الله ـ بهذا المعنى الايجابيّ الذي ذكرناه ـ قوله في سورة البقرة:استَعينوا بالصَّبرِ والصلاة، وإنّها لَكبيرةٌ إلاّ على الخاشعين
(5).
وقوله في سورة النحل:يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مختلفٌ ألوانُهُ فيهِ شِفاءٌ للناس
(6).
وهذا هو من التوحيد الحقّ، والتوسل بالأسباب والخلق لا يضرّ بالتوحيد، بل يؤيّده ويعضده. والله الهادي إلى الحق.
* * *
سؤال: ما هو حكمُ العقيدة الإسلاميّة في مسألة التوسّل ؟
وهل حقّاً أنّه شرك ؟ أجيبونا وأجركم على رسول الله.
الجواب: أخي السائل.. إنّ حقيقة التوسّل قد رسم القرآنُ الكريم صورتها في قوله تبارك وتعالى:يا أيُّها الذينَ آمَنُوا آتَّقُوا اللهَ وآبتَغُوا إليهِ الوَسيلةَ..
(7)، ومن الواضح أنّ الوسائل التي يمكن أن يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى لا تخضع للاجتهاد، إذِ القُرب أو تحقّق القرب يحتاج إلى إرشادٍ إلهيّ؛ لذا عُنِيَت به النصوص الشريفة في الكتاب والسنّة، وقد أشار أمير المؤمنين عليه السّلام إلى مجموعةٍ من وسائل التقرّب إلى الله جلّ وعلا بقوله:
إنّ أفضلَ ما تَوسَّل به المتوسِّلون إلى الله سبحانه وتعالى: الإيمانُ به وبرسوله، والجهاد في سبيله فإنّه ذورة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامُ الصلاة فإنّها المِلّة، وإيتاء الزكاة فإنّها فريضةٌ واجبة، وصومُ شهر رمضان فإنّه جُنّةٌ (8) من العقاب، وحجُّ البيتِ واعتماره فإنّهما يَنفيانِ الفَقْر ويَرحضانِ الذَّنْب (9)، وصلة الرَّحِم فإنّها مَثْراةٌ في المال ومَنْشأةٌ في الأجَل، وصدق السِّرّ فإنّها تُكفِّر الخطيئة، وصدقة االعلانية فإنّها تدفع مِيْتةَ السُّوء، وصنائع المعروف فإنّها تقي مَصارِع الهَون (10).
ولا تعارضَ بين أن تكون للعبد توجّهاتٌ إلى ربِّه تبارك وتعالى بقضاء الحوائج وغفران الذنوب، وبين أن يجعلَ لذلك وسيلةً شريفةً يقدّمها بين يديِ الله جَلّ وعلا، وهو القائل عزّ مِن قائل:ولَو أنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنفُسَهُم جاؤوكَ فآستَغْفَروا اللهَ وآستَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسولُ لَوَجَدوا اللهَ تَوّاباً رحيماً
(11)، وهكذا يعلّمنا الله سبحانه أن نستغفرَه، وأن نأتيَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله ليستغفرَ لنا عند ربّه عزّوجلّ؛ فهو الوسيلة العظمى للخير والرحمة والسعادة، وهو الوجيه الأعظم عند الله عزّ شأنه، ببركته ووسيلته: تُغفَر الذنوب، وتُستَر العيوب، وتُفَرَّج الكروب، ويُدفَعُ الشَّقاء، وتُكشَف الغَمّاء، ويُستجاب الدعاء، ويُنجّى مِن البلاء، ويُرحَم العباد، وتُحيى البلاد.. (12)
والوسيلة في اللغة هي: القُربة، وَسَلَ فلانٌ إلى اللهِ وسيلة، إذا عَمِلَ عملاً يتقرّب به إليه. والوسيلة: الوصلة والقُربى، قال تعالى:أولئكَ الذينَ يَدْعُونَ يَبْتغُون إلى رَبِّهِمُ الوسيلةَ أيُّهُم أقْرَبُ..
(13)، وتوسَّلَ إليه بكذا: تَقرَّبَ إليه بحرمةِ آصرةٍ تَعطِفه عليه (14).
قال ابن كثير في تعريف التوسّل: أن يجعلَ الإنسان واسطةً بينَه وبين الله؛ ليقضيَ حاجتَه بسبب الواسطة (15).




ودَخَلَ المدينةَ على حينِ غفلةٍ مِن أهلها، فوجَدَ فيها رجُلَين يقتتلان، هذا مِن شيعتِه وهذا مِن عدوِّه، فاستغاثَهُ الذي من شيعتِه على الذي مِن عدوِّه، فوكَزَه موسى فقضى عليه
.
رد مع اقتباس
المفضلات