ميرة تاخذ نفس : انزين خذ اشرب العصير ..
محمد : ما ابا ..
ميرة : شو بعد ما تبا ..
محمد : كيفي كنت أبا وغيرت رايي
ميرة : خلاص لا تعصب ..
محمد : كيفي كيفي بعصب غصبن عنج ..
ميرة نزلت راسها ما صارت ربع ساعة اختفت عنه وانجلب فجأة شو صار .. مثل الوحش
محمد : ممكن تخليني بروحي
ميرة وهي تقوم : إن شاء الله .. (ويوم توصل عند الباب)
محمد : لحظة ..
ميرة تصد عليه والدمعة معلقة في عيونها بس ما حبت تنزلها ..
محمد : وبعدين يعني ما قلت شيء على طول بتصيحين .. تعالي
ميرة : لا احسن اخليك على راحتك
محمد : راحتي وياج ..
ميرة : محمد لو سمحت
محمد : والله أتمصخر عيل قلتي بتسيرين تسوين عصير وساعة لين ما ييتي مب قلت لج تمي عندالي
ميرة : ههههههه وهالعصبية بس عشان تأخرت ..
محمد : يا سلام تضحكين بعد .. تدرين اجلبي ويهج أحسن
ميرة : اوكي بعدين لا تيلس تدورني يالياهل ..
محمد بدلع : ما أبي ما أبي
ميرة بجدية : والله الريايل مشكلة يوم يشوبون يخرفون .. شو بعد هذا الدلع .. أمحق دلع ..
محمد : بدينا في السب يا بنت حميد ..
ميرة : عندك مانع .. يالغالي يا ولد الغالي ..
محمد : آآآآآآآآآه ميرة كم بيحاول الإنسان يضحك في حياته .. كم بيحاول ينسى الألم اللي يعصر قلبه .. كم بيحاول يواجه الحزن .. ويبتسم .. متى صارت الإبتسامه صعبه
ميرة بكل حنيه تقرب عند ريلها وتمسك الكمادات بإديها وتحطها على راسه .. وتتناول قلاص العصير عشان تعطيه : كل شيء يا محمد سهل .. إحنا اللي نصعب الأمور مب الدنيا .. الله سبحانه وتعالى عطانا كل شيء .. كل شيء حلو .. لازم تستغله .. وبعد مثل ما عطانا الحلو عطانا المر وإحنا بدورنا لازم نغير المر ونخليه حلو
محمد ابتسم لها وهي بادلته نفس الإبتسامه ..
عهود كانت في هذا الوقت طالعة من عند أسماء ..
عهود : بخليج ألحين أنا ..
أسماء: والله ما طولتي ..
عهود : شو بعد ما طولت إلا طولت ونص ..
أسماء : أمي بتتخبل إذا درت إنج عندنا
عهود : والله كان خاطري أشوفها .. بس الله مب كاتب
أسما : الله يعين
عهود : مع السلامة
أسماء : في حفظ الرحمن حطي بالج على نفسج ..
عهود طلعت من بيت خالتها .. ركبت سيارتها .. وبكل هدوء .. كانت تفكر .. ما تدري ليش هذا التفكير طاغي على عقلها من بعد ما سكرت من مهند .. بس عقلها كان أقوى منها وكان يفكر بدون ما يستشيرها ..
مهند ولد خالتي .. مسكين فقد سلامة .. ولما فكر يتزوج الله رزقه بشهد اللي تعوقت .. يا ترى كيف بتكون حياتك يا ولد خالتي .. بس غنته ما تستاهلك وحدة معوقه .. رغم جمال شهد وأناقتها وبراءتها إلا إنها ما تقدر تمشي .. ومهند محتاج وحدة غير تنسيه ماضيه وتعيشه في امان .. ما تظن شهد بتقدر على هذا الشيء .. فجأة حست بشعور غريب يراودها .. وللحظة رد تفكيرها لشهد قالت في خاطرها : ((والله مسكينة يا شهد ))
شهد من بعد اتصال مهند كانت ضايعة ما تعرف شو تقول أو شو تسوي .. تحس عمرها تعبانه ملت خلاص ما تقدر تستحمل اكثر .. لين متى بتم على هذا الحال.. لازم تسوي شيء .. ما تدري هل هي تقدر تعامل مهند كزوجها ولا خلاص تعتبر إنه لازم تنفصل ..
حست فجأة بقوة تسري في عروقها ..
لازم أسوي شيء في سبيل إني أحصل ولو للحظة معنى السعادة .. أنا راضية يارب بس لحظة ..
وفي عالم ثاني تماما
كان هناك إنسان قاعد يشاهد أروع مشهد ناظره الوجود .. غروب الشمس .. مان قاعد على البحر .. يتنهد من خاطره .. يحس إنه في شيء في حياته ناقص ما سواه .. لازم يسوي شيء .. لاحت جدامه صورة اهتز كل جسمه لما تذكرها و حس بخيالها .. حس بصاحبها يهمس في إذنه .. حس بالندم باللوعة والحزن .. قعد يتأمل المنظر بكل حنان ورقة .. كأنه جدام لوحة مائية تختلف عن لوحات الرسامين والمدعين .. ورجع لتفكيره مرة ثانية وبعمق اكثر
.. ما يدري كيف تحول من المتوحش إلى الإنسان الهادي الطيب هذا كله تأثير ذاك الإنسان القدير (الإستاذ فيصل)..
تذكر كل اللي صار في الأيام اللي طافت .. ابتسم .. لازم يعيد تفكيره في كل شيء .. لازم يصحح أغلب أخطائه .. خذ نفس عميق ونزل راسه .. وقطع تفكير صوت عذب .. صوت المؤذن
الله أكبر .. الله أكبر ..
قام وركب سيارته واتجه للمسيد ..

يا ترى منو هذا شخصيه يديدة .. يا ترى شو تحمل بين إيدها ... آلالام ولا أفراح .. يا ترى شو علاقة هذي الشخصية بقصتنا ؟؟ وعهود شو من مفآجأت راح تصير لها .. ؟؟؟!!! ومهند وشهد لين متى بيتمون على هذا الحال ..
وحمدان وين هواه ووين سماه ..
في الجزء الياي كل شيء موجود
اسمحولي على القصور


الجزء الرابع والعشرون ..
مر أسبوع .. أسبوع من الألم .. والحزن والكدر .. أسبوع عانت فيه عائلة بو محمد كل أنواع العذاب .. خلاص الكل نسى نفسه .. حمدان صار محور تفكير الجميع .. مافي وقت أي حد يفكر بنفسه .. أسبوع وحمدان على حاله ما تغير مهند يلس في المستشفى من الصبح لين الليل وما في فايدة ..
حتى سلطان رغم إنه محد نساه لكن الكل شغل نفسه بالتفكير بحمدان ..
أم حمدان تعبت وايد وصارت ما تفارق فراشها ونورة وميرة دايما على راسها ما يخلونها ..
شهد على حالها .. ومحد منتبه إنه حالتها تسوء ..
محمد بدا يداوم شوي في الشركة لأنها خلاص تدهورت بعد غيابه هو وأبوه ..
البيت صار كئيب .. ومحد مستعد يتبرع حتى بإبتسامة ..
وفي المستشفى .. مهند كان قاعد كعادته .. يالس عند باب غرفة حمدان يراقبه من الزجاج .. يتمنى إنه يشوفه يفتح عيونه لكن أبدا ما في أي أمل ..
حمدان .. متى بتقوم وبتريح قلوب اللي يحبونك .. طاف الإسبوع الأول وأنته على هذا الحال .. الكل قلبه محروق ياحمدان أرحم نفسك وإرحمنا .. يا رب مالي غيرك .. يالله ترد حمدان بالسلامة سالم غانم ..
قطع تفكيرة وحواره اليومي الدائم من يوم وصولهم .. صوت صياح حس إنه قريب من عنداله .. صد عشان يشوف مصدر هذا الصوت ..
شاف بنت لابسة عباة وشيلة ملامحها مبينة إنها مواطنة قاعدة تصيح بطريقة غريبة وكأنه حد ميت عندها .. استغرب من وجودها بروحها .. السستر يت صوبها وبدت تكلمها بالإنجليزي .. بس مهند حس إنها مب فاهمة عليها وتشوفها بنظرات استغراب ..
ما يدري ليش قام من مكانه وراح لهم ..
مهند يكلم السستر (يكلمها بإنجليزي) : ماذا حدث ؟؟
السستر : لا أدري ولكني أظن أنها لا تفهم ما أقوله لها ..
مهند يصد على البنت .. عيونها كانت حمرا بلون الدم .. ملامحها طفولية فيها براءة غريبة وعجيبة .. ياربي فيها شبه من حد بس من منو ؟؟ هو يتذكر .. بس مستحيل تكون شبه سلامة .. !!!!!!
السستر لاحظت شرود مهند : لو سمحت هل تستطيع مساعدتي ..
مهند : أنا مستعد ولكن كيف ؟؟
السستر : تترجم لها ما أقوله ..
مهند : موافق .. تفضلي .. ولكن لم هي هنا ..
السستر : لقد جاؤوا بأخوها قبل قليل وهو مصاب بجلطة .. والدكتور معه بالداخل يحاول مساعدته .. ولا أظن أن أحدا معها .. فأريدك أن تهدأها .. ةتطلب منها أن تنتظر في غرفة .. الإنتظار فلا يجوز أن تظل هنا وهي بهذه الحاله ..
مهند وقلبه متقطع على البنت : سأحاول ..
السستر وهي تمشي : شكرا لك ..
مهند استغرب ليش ما وقفت على طول راحت ولا كأنها مهتمة .. وكيف بهديها وأنا ما أعرف منو هذي الإنسانة ..
صوت البنت زاد بالصياح .. ومهند حس إنه لازم يتدارك الموضوع .. قرب منها شوي ..
مهند : السلام عليكم أختي ..
البنت رفعت راسها وشافت مهند بنظرات غريبة .. هي أصلا استغربت منو هذا وليش يكلمها هي ما تعرف حد في هذي البلاد .. منو هذا ومن وين طلع ؟؟ حتى أخوها ما قالها إنه يعرف حد من هنيه .. بس منو هذا ..
مهند : اسمحيلي أختي بس النيرس قالت لازم تنتظرين في غرفة الإنتظار وجودج هني ما يصير .. الكل قاعد يشوفج ..
شوق .. بصوت متقطع : وين أروح ؟؟
مهند : غرفة الإنتظار .. اللي على على اليمين ..
شوق : ما أعرف وين .. ما أعرف حد هني .. دخيلكم أبغي أشوف أخويه ..
مهند : أخوج ما عليه شر .. بس إنتي قومي ..
شوق : لا أخاف ما أعرف حد هنيه ..
مهند : تبين التلفون عشان تتصلين في حد من اهلج ..
شوق زادت في الصياح ..
مهند : شو فيج أختي ليش تصيحين ..
شوق : ما عندي حد أتصل فيه .. أنا وأخويه عايشين في بيت أبويه بروحنا بعد ما مات هو وأمي قبل خمس سنين .. حق منو بتصل يا حسرة ..
مهند : أي حد خوالج عمامج أي حد ..
شوق : أمي كانت هنديه يعني أهلها كلهم هنود وأنا عمري ما عرفتهم وأبوي ما عنده أخوان غير عمتي كلثم وهي عودة في السن وعايشه في بيتها بروحها ..ولي أمري هو أخوي سيف .. وسيف ناوي يروح .. (وزادت نوبة الصياح)
مهند تم مستغرب من الكلام اللي يسمعه .. شو يعني .. مقطوعة من شيرة خلاص ما في وغذا لا سمح الله مات أخوها شو بيكون مصيرها .. يا ربي شو أسوي ..
شوق : أخوي دخيلك ما عندي حد شو أسوي أبغي سيف دخيلك ودني عنده الله يخليك
مهند كان يسمعها وقلبه يتقطع عليها .. وفي هذي اللحظة .. طلع الدكتور من غرفة سيف ..
شوق ما انتبهت له .. لكن مهند انتبه
مهند : أختي دقيقة وبرجعلج قومي روحي غرفة الإنتظار ..
شوق تمت تصيح وما ردت عليه ..
مهند راح صوب الدكتور ..
مهند : دكتور .. دكتور لو سمحت ..
الدكتور : نعم ماذا هناك ..
مهند : أريد أن أسأل عن المريض .. سيف ..
الدكتور : من أنت ؟؟
مهند : أنا صديقه ..
الدكتور : وهل هنا أحد من أهله ..
مهند : أخته الصغيرة
الدكتور بتعجب : ولا يوجد أحد غيرها
مهند : لا .. ليس هناك غيري
نزل الدكتور راسه : لقد أهمل سيف نفسه .. أخته أخبرتني أنه كان يعاني من ألم بناحيه القلب ..
مهند : أعلم ذلك ولكن ما هي حالته الآن ..
الدكتور : للاسف .. لقد مات
مهند بطلع عيونه ولسانه انشل .. شو قاعد أسمع أنا لا مايصير .. أكيد في شيء غلط ...
الدكتور : لو سمحت من الذي سيتبع الإجراءات ..
مهند بدون أي إنتباه : أنا .. أنا يادكتور
الدكتور : على مسؤوليتك ..؟؟؟ ولكن يجب أن تكون أحد أهله .. لا أستطيع أن أسلمك الجثة وأنت مجرد صديق له ..
مهند : ولكن والديه متوفيان وليس لديه أحد إلا أصدقاءه ..
الدكتور : ومالعمل الآن ..
مهند : على مسؤوليتي يا دكتور سأقوم بكل الإجراءات على أكمل وجه ..
الدكتور : تفضل معي ..
مهند : وأخته يا دكتور ؟؟