بغداد.. ما اشتبكت عليك الأعصر..
إلاذوت ووريق عمرك اخضر
مرت بك الدنيا وصبحك مشمس..
ودجت عليك، ووجه ليلك مقمر
وقست عليك الحادثات فراعها..
ان احتمالك في آذاها أكبر
حتى إذا جنت سياط عذابها..
راحت مواقعها الكريمة تسخر
فكأن كبرك إذ يسومك تيمر..
عنتا دلالك إذ يضمك جعفر
بغداد بالسحر المندى بالشذى الفواح..
من حلل النسائم يقطر
بالشاطئ المسحور يحضنه الدجى..
فيكاد من حرق الهوى يتنور
مبدعنا الكبير هو السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله.. من عشيرة آل حسن.. ولقبت أسرة السيد مصطفى بـ(آل جمال الدين) نسبة الى جدهم الأعلى السيد محمد (الذي كان يلقب بـجمال الدين).. لتبحره بالعلوم الدينية وتعد أسرة جمال الدين من الأسر العلمية الدينية المعروفة التي تخرج منها الكثير من العلماء والأدباء.
ويتصل نسب هذه الأسرة بالإمام علي (ع) عن طريق السيد موسى بن الإمام محمد الجواد (عليهما السلام).
ولد السيد مصطفى سنة (1927) في قرية المؤمنين بسوق الشيوخ التابعة لمحافظة الناصرية جنوبي العراق.
درس في كتاتيب قرية المؤمنين.. ثم انتقل الى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الإبتدائية فاكمل منها مرحلة الصف الرابع الإبتدائي.
هاجر الى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية فاكمل مرحلتي المقدمات والسطوح ثم انتقل الى مرحلة البحث الخارج، واخذ يحضر حلقات عند كبار علماء الدين، فعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر والذكاء الحاد.. وعين معيداً في كلية الفقه في النجف الأشرف لحيازته المركز الأعلى بين طلبتها الناجحين.
حاز على شهادة الماجستير في جامعة بغداد عام 1972 عين استاذاً في كلية الآداب- جامعة بغداد.. حاز على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز في العام 1974.. شارك في العديد من المهرجانات الشعرية وكان كثير التفاعل مع الأحداث الوطنية والعربية.
هاجر الى الكويت في العام 1981 بسبب الضغوط التي مورست عليه في عهد النظام السابق.
أنتقل الى سورية مجبراً حتى وافاه الأجل في العام (1416هـ) اثر مرض عضال ألم به ودفن في مقبرة السيدة زينب..
من أشهر كتبه المهمة:
-القياس حقيقته وحجيته.
-الإنتفاع بالعين المرهونة.
-البحث النحوي عند الأصوليين.
-الإيقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة.
-التدوير في القصيدة المعاصرة.
-النبر والأساس الكمي في الشعر العربي.
-ديوان شعر مطبوع وآخر مخطوط.
وفي آخر سنوات الغربة حمل شعره اللوعة والأسى وحبه لوطنه.
يقول مخاطباً امرأة:
(عودي فقد ضيعت بعدك ذاتي.. ونسيت كيف اذوق طعم حياتي وعرفت كيف يتيه في غمر الضحى.. طرف لفقدك زائغ النظرات ياوهج أشعاري وزهو خواطري.. وضماد اوجاعي وبرء شكاتي عودي.. كما قد كنت ـ عش قصائد.. تأوي إليك مهيضة الكلمات يا أنت.. ياوطنا حملت ربوعه.. في غربتي وجمعته بشتاتي.. عيناك منبع رافديه وملتقى.. فرعيك خضر مروجه النضرات.. وطني رماد جنائن معروفة.. وانا وانت هنا رماد حياة..
ومن أشهر قصائده يصف فيها بغداد هي قصيدة بغداد في الليل وقيول فيها:
حدثي بغداد عن ذكرى هوانا
كلما ضمت شواطيك الحسانا
حدثيهن وقولي أنها
ليلة حمراء.. فاضت أرجوانا
حدثي فالحب اشهى ما يرى
ان تقولي ههنا كانت .. وكانا
كان (رحمه الله) كثير الإطلاع وواسع المعرفة وكان يقرأ كثير للسياب والبياتي والجواهري.. وكان أقرب الى الجواهري.





رد مع اقتباس

المفضلات