هو ابو العلاء احمد ابن عبد اللها بن سليمان التنوخي .. الشاعر الفيلسوف،
ولد ب ( معرّة النعمان ) سنة 363 هـ واصيب بالجدري في الثالثة من عمره.. فكف بصره.
تعلم على ابيه .. وغيره من ائمة زمانه .. واشتهر بحفظه كل ما يسمعه .. من مرة واحدة . وقال الشعر وعمره احدى عشرة سنه ...
دخل بغداد فأقبل عليه السيد المرتضىالمتوفى سنة 436 هـ اقبالا عظيما .. ثم جفـاه ، ولما رجع الى المعرة .. اقام ولزم منزله .. ناسكا..
وسمى نفسه ( رهين المحبسين ) قاصدا بذلك .. محبس العمى ، ومحبس المنزل .
وبقى فيه مكباً على التدريس والتأليف ، ونظم الشعر مقتنعاً بعشرات من الدنانير فى العام يستغلها من عقار لهُ مجتنبا أكل الحيوان وما
يخرج منه مدة 45سنه ( يعني نباتي .. والعرب عرفوها قبل الغرب بمئات السنين !) مكتفياً بالنبات والفاكهة والدبس ، متعللاً
بأنه فقير ، وأنه يرحم الحيوان .
وعاش عزباً وعمـّر إلى أن مات سنه 449
من الهجرة .
كثير من شعره يناقض بعضه بعضا .. في حقيقة العالم والشرائع والمعبود .. وللناس في اعتقاده اقوالا كثيرة .. لا مجال لعرضها .. والظاهر انه كان شاكــّأ متحيرا .. ويعتبر بعد المتنبي في شعر الحكمة . بل ان البعض يفضله على المتنبي في الغريب والأخيلة الدقيقة والطبيعيات والأجتماعيات!
( واستغرب ذلك بالرغم من عزلته ! ) والأخلاق والفلسفة والشرائع
والأديان ، ولذلك يفضله الأفرنج على ابي الطيب ، وهو في هذه الأمور معدوم النظير ..
عندما دنا أجله ..اوصى ان يكتب على قبره..
هذا جناه ابي عليّ *** وما جنيت على أحد
ومن شعره الوصفي الرقيق ..
يا ساهر البرق .. ايقظ راقد السمر = لعل بالجزع اعوان على الهر
وان بخلت عن الأحياء كلهم = فأسق المواطر حيا من بني مطر
ويا اسيرة حجليها ! ارى سفها .. = حمل الحليّ لمن اعيا عن النظر
ما سرت الا وطيف منك يصحبني = سرى امامي وتأويبا على اثري
لو حط رحلي فوق النجم رافعه = وجدت ثم خيالا منك منتظريوتلوح في شعره احيانا صبغة التشاؤم ..فيقول
الى الله اشكو انني كل ليلة = اذا نمت لم اعدم طوارق أوهامي
فأن كان شرا.. فهو لابد واقع = وان كان خيرا فهو . اضغاث احلام
المفضلات